ان تزايد الضغوط على طهران لحملها على التعاون بشأن ملفها النووي قد يقنع إسرائيل بالعدول عن مخططاتها الرامية إلى توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، لكن قد يدفع إيران نحو الإسراع في إنجاز مشروعها النووي العسكري وإتخاذ المزيد من التدابير لحماية مواقعها النووية.
صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تتابع تطورات الأوضاع حول إيران، لافتة إلى مناورات بحرية واسعة النطاق من المقرر أن تنفذها الولايات المتحدة وحلفاؤها في مياه الخليج العربي خلال الخريف الجاري. وتفيد المعلومات المتوفرة بأن هذه المناورات ستركز بشكل أساسي على عمليات نزع الألغام البحرية. وتنقل الصحيفة عن محللين أن المناورات تشكل استعراضا للقوة الأمريكية تهدف واشنطن من خلاله إلى تحذير إيران من مغبة الإقدام على إغلاق مضيق هرمز وإلى ممارسة المزيد من الضغوط على طهران لحملها على التعاون بشأن ملفها النووي، الأمر الذي قد يقنع إسرائيل بالعدول عن مخططاتها الرامية إلى توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.
لكن ثمة بين المراقبين من يرى أن هذه الخطوة قد تدفع إيران نحو الإسراع في إنجاز مشروعها النووي العسكري واتخاذ المزيد من التدابير لحماية مواقعها النووية، فقد بات معلوما أن إيران تخطط بدورها لإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق لسلاح دفاعها الجوي تتركز على حماية منشآتها النووية. ومن المتوقع أن تشارك في هذه المناورات أسلحة متطورة من بينها صواريخ مضادة للطائرات بعيدة المدى من طراز "بافارـ373"، وطائرات بدون طيار مزودة بصواريخ تستطيع إصابة الأهداف على بعد ألف كيلومتر.
الموقع الإكتروني الإسرائيلي الشهير "YNet news" نقل عن رئيس مركز طهران للدراسات الاستراتيجية أمير موسوي تأكيده أن روسيا لا تزال ترفض تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي الشهيرة "إس 300". لكن إيران تمكنت من سد هذه الثغرة بعد أن تمكنت من تصنيع منظومة دفاع جوي متطورة. وأضاف موسوي أن المناورات التي ستنفذها إيران لا تمثل تهديدا لأي من دول المنطقة.
من الواضح أن المناورات الإيرانية تشكل ردا على التحركات الأخيرة في منطقة الخليج العربي وعلى مناورات "التحدي الصارم 12" التي تنوي الولايات المتحدة تنفيذها بالاشتراك مع إسرائيل أواخر شهر أكتوبر/تشرين أول القادم. لكن كل المناورات المشتركة بين البلدين لا تستطيع أن تطمس الخلافات التي تزايدت في الأونة الأخيرة بين واشنطن وتل أبيب، فإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أبلغت طهران عبر وسطاء أن الولايات المتحدة لن تدعم عملا عسكريا قد تنفذه إسرائيل ضدها. وهذه التطمينات تعكس رغبة لدى الولايات المتحدة في التزام الحياد إزاء أية مواجهة إسرائيلية ـ إيرانية محتملة لكي لا تكون مواقعها المنتشرة في منطقة الخليج العربي هدفا مشروعا للنيران الإيرانية.
http://arabic.rt.com/news_all_news/analytics/69049/