كشف وثيقة سرية صادرة عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر مدى حماسة الإخوان المسلمين للتواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية والتأسيس لعلاقة دائمة بسفارتها فى القاهرة.
وأشارت إلى أن تلك العلاقات بدأت فى فترة السبعينات، وتحديدًا أثناء تولى عمر التلمسانى لمنصب المرشد العام، وأن حماسة خليفته محمد حامد أبو النصر، المرشد العام فى فترة الثمانينات، ومن بعده مصطفى مشهور، نائب المرشد آنذاك، بلغت حد طلبهما وساطة السفارة الأمريكية لدى الحكومة المصرية لمنح الجماعة تصريحًا دائمًا بالتواصل مع مسئولى السفارة.
وتحمل الوثيقة السرية الصادرة عن السفارة الأمريكية فى القاهرة، الرمز المشفر: (86CAIRO21221-a)، عنوانًا معبرًا هو "الإخوان المسلمون: تواقون للتواصل مع الولايات المتحدة، خائفون من الحكومة المصرية".
وتسرد الوثيقة التى تنشرها ويكيليكس ضمن الدفعة الأخيرة من الوثائق السرية للدبلوماسية الأمريكية، تفاصيل لقاء تم فى مركز مجلة الدعوة التابعة للإخوان المسلمين بين مسئولين فى السفارة الأمريكية فى مصر، وقياديين اثنين من الإخوان هما نائب المرشد آنذاك مصطفى مشهور والمرشد الجديد محمد حامد أبوالنصر.
وبحسب ما يذكر المسئول فى السفارة فى تقريره، خصص اللقاء بمجمله لمناقشة تعذر عقد لقاء أطول بناء على طلب السفارة فى 9 سبتمبر، فكان تبرير المسئولين فى تنظيم الإخوان بأن على السفارة تأمين تصريح باللقاء لكى يتمكنا من ذلك.
وتعرض الوثيقة لحفاوة الاستقبال التى لقيها موظفو السفارة لحظة وصولهم إلى مكان الاجتماع الذى دام نحو 20 دقيقة، بحضور شخص ثالث من الجماعة تولى تدوين محضر الاجتماع. وشدد مصطفى مشهور وأبو النصر خلال الاجتماع أكثر من مرة على طلبهما بأن تتولى السفارة تأمين تصريح خطى بالاجتماع مع أعضاء الجماعة من وزارة الداخلية المصرية، وتجنيبهما طلب ذلك مباشرة.
وشددا المسئولان الإخوانيان على ترحيبهما القوى باستمرار التواصل مع السفارة، معربين عن رغبتهما فى عقد لقاءات مطولة مع مسئولى السفارة فى أقرب وقت ممكن، فى حال تم الحصول على ذلك الأذن الخطى بذلك مسبقًا، وشرحا كيف أن الحكومة المصرية كانت تمنح الإخوان المسلمين أذونات شفهية للتواصل مع السفارة البريطانية، لكنها كانت فيما بعد تعتبر بأن هذه اللقاءات غير قانونية حين ترى أن ذلك مفيد لاستخدامه ضد الإخوان المسلمين.
وتكشف الوثيقة صلة الإخوان المسلمين بالسفارة الأمريكية، إذ يشير موظفو السفارة فيها إلى لقاءات دورية كانت تعقد مع المرشد السابق عمر التلمسانى قبل وفاته. وهو ما أقر بصحته مشهور وأبو النصر خلال اللقاء، وذهبا فى تبريرهما الطلب من السفارة تأمين تصريح خطى بأن ذلك سيعطيهما الحرية بعقد أكثر من لقاء، ويجنب الجماعة طلب الأذن فى كل مرة يريدان فيها لقاء مسئولى السفارة.
وحسب ما تشير إليه الوثيقة، فإن المسئول فى السفارة عبر عن احترامه للقوانين المصرية وعن تفهمه لمخاوف الإخوان، ووعد بحل المسألة فى القريب العاجل، وقبل انفراط اللقاء عبر مشهور وأبو النصر عن "ترحيبهما بالتواصل مع السفارة كمسلمين وعربيين فى آن معًا".