انتبه حزب الشعب الجزائري إلى اهمية الأسلحة حيث كان يقوم بجمعا منذ الحرب العالمية الثانية وقد جاءت أحداث 8 ماي 1945 أكدت للمناضلين الثوريين أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير الجزائر وهو ما ادى إلى إنشاء منظمة شبه عسكرية أطلق عليها اسم المنظمة الخاصة والتي أسندت لها التحضير المادي والبشري والمعنوي لقيام الثورة.
كان لهذه المنظمة دورا كبيرا في التحضير لثورة نوفمبر، وقد أدركت مبكرا أهمية جمع السلاح، إذ ورد في تقرير قدم من طرف هذه المنظمة لاجتماع حركة انتصار الحريات الديمقراطية (ينقصنا السلاح والمال، لا سلاح لنا ولامال، ونحن نواجه قوة عسكرية تتوفر على الأسلحة الحديثة لقواتها البرية والجوية والبحرية وتتكون من جيش يتمتع بتقاليده وتجاربه).
ولمواجهة هذا الموقف قامت المنظمة بعدة عمليات للحصول على المال بقصد شراء الأسلحة، منها عملية بريد وهران.
في عام 1948، اشترت المنظمة الخاصة 600 بندقية من صحراء قبض أولاد عمر زريبة الوادي.
كما ذهبت قافلة إلى تونس للإتيان بالأسلحة، وقد تكلف بهذه العملية الشهيد مصطفى بن بولعيد وخزنت هذه الأسلحة بنواحي باتنة.
كذلك اشترى (النظام) 50 رشاشا عامي 1949 و 1946، وأخفيت حتى قامت الثورة، ويلاحظ أن هذه الأسلحة كانت تستعمل للدعاية فقط، لأنها في الحقيقة أصبحت غير صالحة للاستعمال لما أصابها من صدأ في المخابئ، ولكنها كانت تشجع الشعب الجزائري وحتى المجاهد.
كما كانت الأسلحة تشترى من الأسواق السوداء. وكان سعر رشاشة ستان يساوي 15.000 ف،ق، وثمن موسوكوطو (أرباعي) نحو 1.700 ف،ق.
وحسب أحد المجاهدين فان الشهيد سويداني بوجمعة مع مجموعة المناضلين قاموا بعملية سطو علو محجرة فلفلة بالقرب من سكيكدة شرقا عام 1948 للحصول على المتفجرات.
ويذكر مجاهد أخر ان المناضلين في الونزة كانوا يتدربون قبل اندلاع الثورة على بنادق من نوع الكرابين، وان المناضلين كلما كلمهم أحد عن الثورة قالوا له: أين السلاح؟ وانهم لم يعودوا يثقون في الكتابات والمناشير وما تقوله الصحف، وقد ملوا من كل ذلك...
ويذكر أنه في سنة 1954 جاءتهم الأوامر لجمع الأسلحة بكل الوسائل وصنع القنابل، واستطاعوا جمع عدة بنادق وتكوين حوالي 20 جنديا.
اما فيما يخص صنع القنابل فاحضر الثوار نموذجا وتحصلوا على القنابل والديناميت من منجم الونزة.
كما تم شراء الأسلحة التي كانت بحوزة بعض الجزائريين، ويذكر انهم استعملوا 03 بنادق صيد ومسدس وستاتي وذهبوا من الونزة إلى ملوزة بجهة مسكيانة حيث تحصلوا على 03 بنادق أخرى. كما أخذوا سلاح أحد حراس الغابة عنوة بالونزة.
وفي المنطقة الخامسة، بدأت التدريبات في 15 أوت 1954، حيث بدئ في صنع القنابل، بعد الاستيلاء على جهاز التلحيم من معمل الاسمنت بزهانة (كادو)، وعلى انابيب من مدينة وهران بعد ان تم شراء المواد الكيمياوية والاستلاء على المتفجرات من شركة جاتمان بالمرسى الكبير، وقد نقلت هذه الأشياء إلى دوار مساعد يمدينة حاسي الغلة وقام بصنع القنابل الشهيد أحمد زبانة، كما أجريت تدريبات تحضيرا لتفجير الثورة.
وابتداءا من عام 1951 اتسع نطاق النظام العسكري وبدئ في شراء الأسلحة واللباس العسكري من الأسواق السوداء، وتم منع الشعب الجزائري من استهلاك البارود والذخيرة في الأعراس.
وفي صيف 1954 أعطيت أوامر لإخراج الأسلحة من المخابئ وإعدادها للتوزيع مع الشروع في صنع القنابل.
وعندما أخرجت الأسلحة من مخابئها كانت تضرب بالمطارق حتى يفتح المغلاق، وكانت الخراطيش لا تنطلق نظرا لطول مدة تخزينها تحت الأرض.
وقد عملت اللجنة الثورية للوحدة والعمل على جمع الأسلحة، وذهب أحد أعضائها إلى القاهرة، واتصل بأعضاء المنظمة الخاصة المقيمين بها، فأكدوا له أنظامهم إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل، واطلعوا على أهم مخابئ الأسلحة بالجزائر.
إلا أن بعض مخابئ الأسلحة التي كانت تابعة للجنة المركزية لم تسلم للجنة الثورية للوحدة والعمل، وبقيت حتى اكتشفها الاستعمار واستولى عليها بعد قيام الثورة، وهذا نظرا للخلاف الذي كان قائما بين اللجنة المركزية واللجنة الثورية للوحدة والعمل حول البدء فبي الكفاح المسلح كضمان وحيد لتحرير الجزائر.
لقد بدأت التحضيرات للثورة في الأوراس تحت قيادة الشهيد بن بولعيد منذ بداية سنة 1954، حيث أمر رؤساء الأقسام بالإحتفاظ بمداخيل الاشتراكات والقيام بانتقاء المناضلين في الصفوف لشراء الأسلحة والتدرب عليها والمحافظة على الذخيرة.
والجدير بالذكر أن كل دار في الأوراس كانت تملك بندقية عسكرية وكان الناس ينتظرون الأمر بتفجير الثورة.
يتبع إن شاء الله في موضوع بعد اول نوفمبر
يتبع.....