حُب الوطن لايمكن لأي إنسان بأي حال من الأحوال أن يزايد عليه، ولن تجد إنساناً عاقلاً يكره وطنه أو أرضه التي ولد فيها، وعاش وترعرع فوق حبات رمالها، وتنقل على سفوح جبالها، ولامس شواطئها، وأكل من ثمرات نخيلها وما جادت به الأرض من خيرات حسان.
ولا مقارنة بين وطني وسائر الأوطان،وكل إنسان له حقوق وعليه واجبات تجاه وطنه، فإذا أدى الواجبات استحق الحقوق، وقد سأل أحد الحكماء أحد الأشخاص ما هي أحلامك فأجابه أن أملك بيتاً وأن أتزوج وأكوّن أسرة وأن يكون لي مصدر رزق أعيش منه، فقال له الحكيم لم أسألك عن حقوقك، بل سألتك عن أحلامك. والوطن وأهله لصيقان فكل منهما يكمل الآخر وإن حدث جور منهما أو من أي منهما فيظل الوطن وأهله مركز الانتماء ولهما الولاء:قبل أن ترفع علم بلدك وتجري لتهتف باسمها، وأنا أحترم وطنيتك، فكر ماذا عملت لها، هل ساعدت فى ظهورها بمظهر حضاري لائق؟ أو اشتركت فى حملة توعية لخدمة مجتمعك؟ هل بدأت بنفسك لتكون مواطن متحضر ومنظم وتحترم القانون والنظام؟ لابد أن يبدأ كل فرد بنفسه، وعندها ستتغير الأمور كثيرًا وينشط الجميع وبالتدريج سوف تظهر معالم الرقي والتحضر، فنحن أحق الشعوب بهذه الألقاب؛ لأننا كنا أصحابها ولكن لا نملك الآن إلا آثارها.
ومن منطلق حُب الوطن يجب على كل مواطن أن يقوم بواجبه، فحب الوطن لايعني أهازيج وأغاني وتعليق صور ولافتات، إنما بالحُب والعطاء والفداء. ومن مقومات وعلامات حب الوطن هي:
إن كنت تحب الوطن، فاعمل بشرف وأمانة، وانبذ الفساد وأصحابه.
حب الوطن عمل وبناء وتنمية وحفظ أراضيه وأمواله.
حُب الوطن أن تُخلص في حفظ أمنه لا اختراقه وتدميره.
حب الوطن ليس تصريحات واختيار أجمل الكلمات ونثرها عبر الصحف والفضائيات.إنما عمل وإرساء قواعد صلبة من القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية.
حُب الوطن ليس حمل هويته والجنسية إنما هو عطاء بلا حدود.
حُب الوطن ليس أن تظهر مادحاً وملمعاً، بل عليك أن تكون لأهلِه وناسه نافعاً ومعلماً.
الانتماء للوطن أسمى من كل شيء يمكن تخيله أو تصوره فعليك بترابك وأرضك فلن تتحملك أرض غير أرضك.
الوطن يعطي ويجزل العطاء ولكن…!
هناك بعض ممن يقطع صلة الترابط القوية بين الوطن والمواطن بتقصيره بواجباته التي أمر بها الشرع وأوكله عليها المليك – حفظه الله -.
أخي من تدعي حُب الوطن..ّ
إن لم تكن على قدر من المسؤولية الوطنية في موقعك ومركزك ووظيفتك فعليك أن تعيد حساباتك وتستعد للرحيل فليس الوطن بحاجة لأمثالك.!