تقدم أنظمة قذف الستائر الدخانية أساليب إضافية لزيادة إمكانية النجاة للآلية حيث أن انتشار الدخان بصورة جيدة يقلل احتمالات إصابة الآلية في الأماكن الضعيفة فنها ، وذلك عن طريق إخفاء حركة هذه الأهداف hide movement عن رصد ونظر العدو . ولأجل أن تكون سحابة الدخان مؤثرة وفاعلة ، فإنه يقتضي أن تكون منظومة توليدها على درجة عالية من الكفاءة ، وموضوعة بصورة جيدة وذات انتشار سريع ، بحيث تعمل على إغراق المنطقة المحيطة surrounding area بالدخان ، حتى في ظل وجود رياح خفيفة . ويعبر الخبراء العسكريون الروس عن فائدة وقيمة الدخان بهذا التعليق "الآن عندما يكون تأثير جميع الأسلحة ينمو باضطراد ، فإن إنشاء سحابات حاجبة conceal بواسطة الدخان يلعب دوراً أكثر بروزاً وأهمية في حماية القوات المدرعة المتحركة في جبهات القتال ، وإنها - أي سحابات الدخان smoke screens- تجعل الرصد والنار المصوبة والسيطرة على الوحدات التعبوية صعبة ، وتجعل من غير الممكن الاستفادة من الأشعة تحت الحمراء ، التلفزيون ، الليزر وغير ذلك من المعدات البصرية بالشكل المطلوب" . وفي الحقيقة فإن الروس يعتبرون أيضاً أن استخدام الدخان لإعماء المواضع الدفاعية defense positions ، سوف يقلل من كفاءة أسلحة المدافعين بما يقارب عشرة أضعاف .
دبابات المعركة الرئيسة تزود عادة بعدد 6 قاذفات دخان على كل من جانبي البرج ، يصل مداها عند الإطلاق إلى 30-50 م . وتستطيع هذه تغطية مسافة طولية أمام الدبابة يبلغ عرضها 120م مع ارتفاع للغيمة بنحو 8 م . ويتفاوت عيار هذه القاذفات بين 66و76 و88 ملم . الدبابة الأمريكية M1 Abrams على سبيل المثال ، تحمل على جانبي البرج عدد حاويتي قذائف من طراز M250 كل منها مزود بعدد 6 عبوات دخانية من عيار 66 ملم يجري إيقادها كهربائياً electrical ignition . القذائف الدخانية التي يبلغ وزن كل منها 1.41 كلغم ، من طراز M82 ، وهي مجهزة بمادة ثاني أكسيد التيتانيوم Titanium dioxide ، أو الفسفور phosphors لإخفاء وتخفيض الإشارة الحرارية thermal signature عن رصد العدو . تحتاج المقذوفات لفترة زمنية من ثانيتين فقط لإنشاء الغيمة الدخانية ليمتد تأثيرها الفعال لنحو 45-60 ثانية . علماً أن مدى القذف الأقصى يمكن أن يبلغ 30 م . بالإضافة لذلك تلجأ بعض دبابات العركة الرئيسة لإنشاء حاجب دخاني من خلال منظومة تشغيل المحرك engine operated system وحقن الوقود في أنبوب العادم ، حيث يمكن توليد ستارة دخانية بطول يتجاوز 200 م ، تدوم لدقائق معدودة (يعتمد الأمر على شدة الرياح) ، ويعاب على هذا النمط استهلاكه العالي للوقود ، مما يستوجب من السائق تخفيض التعجيل لمنع نفاذ الوقود .
ويستطيع الدخان أن يحبط بصورة مؤثرة ، أو يقلل من فعالية منظومات التوجيه بالليزر ، والتي يعين ويحدد فيها الهدف بصورة تقليدية بواسطة نقطة الليزر . ويتحكم بهذه المنظومات الرامي نفسه أو راصد خارجي designator . إن الباحث الموجود في مقدمة الصاروخ أو قذيفة المدفعية ، يتحسس شعاع الليزر المرتد فيوجه هذه المقذوفات نحو الهدف . ويؤثر الدخان على هذا النوع من المنظومات بوسائل عدة ، إما عن طريق اعتراض صورة الهدف لدى المشغل الذي يقوم بتشغيل محدد الأهداف الليزري ، أو عن طريق إضعاف طاقة الليزر الأساسية أو المنعكسة إلى المستوى الذي لا يتمكن فيه الباحث seeker من كشفها واستبيانها ، أو عن طريق عكس نقطة الليزر وجعلها تظهر للباحث وكأنها الهدف ، وعندئذ ينساق المقذوف إلى حافة غيمة الدخان بدلاً من التوجه للهدف الحقيقي .