مخطط شال العسكري



	عين الجنرال ديغول الجنرال شال قائدا عاما للقوات الفرنسية في الجزائر في سبتمبر 1958 وزار الجزائر خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 1958 وبدأ يفكر في وضع مخطط عسكري للقضاء على الثورة الجزائرية ويتمثل هذا المخطط في جمع كل القوات العسكرية الفرنسية الاحتياطية الموجودة بالجزائر وتركيزها في منطقة معينة ومحاصرة فرق جيش التحرير الوطني الموجودة في تلك المنطقة ( وتطهيرها) ومحاولة العثور على مستودعات السلاح والمؤونة والذخيرة والقضاء على الأجهزة الإدارية لجيش التحرير الوطني وفي نفس الوقت يستعمل الطيران والمدفعية لمراقبة الجهة المحصورة ودكها بالقنابل وتستعمل الدبابات لفرض الحصار على الطرقات والمنافذ الكبيرة وكانت تبدأ بمحاصرة المنطقة الواسعة في دائرة كبيرة ثم تضيقها شيئا فشيئا وبعد الانتهاء من تلك المنطقة توجه نفس الجهود ونفس العمليات إلى منطقة أخرى وكانت كلما حاصرت منطقة وجدتها فارغة من المجاهدين الذين كانوا قد انسحبوا منها تجنبا للمواجهة، تعلنها فرنسا محررة . وتميل إلى التنكيل بالمدنيين وتقديمهم على أنهم خسائر جيش التحرير. ويتلخص مخطط شال الذي يدعم تنفيذ العمليات العسكرية فيما يلي: – إنشاء قوات خاصة تسمى (Les Commandos de chasse): هي وحدات خفيفة مختصة ، تعمل على تضيق الخناق على جيش التحرير الوطني ومتابعة تحركاته وكشف مواقعه مزودة بأجهزة الإتصالات والاستعلامات وسلاح الإشارة و المروحيات ،و استحداث حوالي 200 فرقة تضم ما بين 25 و 40 % من الحركة والمجندين الجزائريين المعروفين باسم القوات الخاصة لشمال إفريقيا ، أفرادها يرتدون لباس جيش التحرير الوطني (البرنوس ، القشابية …) لمخادعة المدنيين الجزائريين . - العمل على تطوير خط موريس الشائك المكهرب: لاحظ شال إخفاق خط موريس أمام جيش التحرير الوطني لذلك عمد سنة 1959 إلى تدعيم خط موريس بخط آخر عرف باسم (شال) بالتوازي معه على مسافة 70 كلم على الجهتين الشرقية والغربية بهدف منع الإمدادات على قوات الثورة في الداخل . – إنشاء المناطق المحرمة : أنشئت بموجب قرار مجلس الوزراء الفرنسي في 19/02/1958 . وهي أماكن مهجورة من السكان تعم المناطق الإستراتيجية لتجبر جيش التحرير على الخروج منها ، وتسهيل العمليات العسكرية . وقد امتدت على طول الحدود الشرقية الجزائرية التونسية وتعمقت في الأراضي الجزائرية إلى أكثر من 70 كلم -إقامة المحتشدات : أقامت فرنسا في 1959 أكثر من 2500 محتشد في الجزائر هجرت إليها السكان بعشرات الآلاف . أحاطتها بالأسلاك الشائكة وفرق الجيش والشرطة والدرك والحركة والقوم وضباط الشؤون الأهلية . سلطت على السكان الجوع ، والقهر والأعمال الشاقة .وأطلقت على المحتشدات (أماكن الأمان) وكان يهدف إلى منع المؤن والمأوى على الثوار ومراقبة السكان ومنع أي اتصال بينهم وبين المجاهدين ،وقامت القوات الاستعمارية بحرق القرى و المداشر حتى لا يعود إليها أهلها ويدخلها الذين رفضوا الخروج منها وقد أحرقت أكثر من 8000 قرية أثناء تنفيذ مخطط شال . بلغ عدد المدنيين الذين زجوا بهم في هذه المحتشدات ثلاثة ملايين نسمة. الحركة والمجندين الجزائريين : أكد شال أن مخططه لا يمكن أن ينجح إلا على يد الجزائريين المخلصين لفرنسا لمراقبة السكان وأخذ المعلومات منهم والتوغل في أوساطهم ، ولذلك بادر إلى تكوين ضباط من المسلمين الجزائريين يدعمون قوات الصاعقة و أرسل فرقا منهم إلى المدارس الفرنسية بستراسبورغ وغيرها ليتكونوا تكوينا عسكريا والالتحاق بصفوف الجيش الفرنسي ويسهلوا مهامه في الأوساط الشعبية .وكانت المهام الأساسية لهذه الفرق العسكرية من الجزائريين هي إغراء السكان بشتى الوسائل وإظهار امتيازات فرنسا وإرهابهم وتخويفهم وتنفيرهم من الثورة . الحرب النفسية: اعتمد شال على دعم المكتب الخامس المختص في العمل السيكولوجي وكسب السكان والمسلمين وإبعادهم عن الثوار . وكان هذا المكتب يعتمد على فرق المجندين المسلمين، ومحاولة إغراء النساء و الأطفال بمختلف الوسائل منها الملصقات الدعائية والوسائل السمعية البصرية وإبراز دور فرنسا الحضاري و ترغيبهم في ذلك، وكان أسلوب الترهيب معتمدا في هذا المكتب الخامس إذ كان يسلط التعذيب النفسي على السكان بشتى الطرق والوسائل مثل أن يعذب الأب و الأم أمام الأبناء و العكس دون مراعاة أدنى مبادئ الأخلاق و الإنسانية.

شكرا على الموضوع الذي في المستوى

» الامن العسكري يدخل على الخط.فصيلة الأبحاث التابعة للأمن العسكري بالبليدة تطيح بثلاثة إرهابيين بالمسيلة
» ''مخطط الإنذار حول الاختطاف''
» خبر عاجل مخطط لحرق المصحف
» مخطط تمويل الجيوش .في العالم.
» تدرب المتورطون فى مخطط إرهابى ضد البحرين