منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى غير رسمي يهدف للتعريف بالجيش الوطني الشعبي Forum informel visant à présenter l'Armée Nationale Populaire
 
الرئيسيةأحدث الصورقوانينالتسجيلصفحتنا على الفيسبوكالحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق Oouusu10دخول

شاطر
 

 الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
apdullh alsafyr
جــندي



عدد المساهمات : 6
نقاط : 13
سمعة العضو : 1
التسجيل : 01/12/2011

الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق Empty
مُساهمةموضوع: الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق   الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 6:53 pm

ارتضى كثير من الساسة، في القرنين الماضين، مبدأ المفكر العسكري الألماني "كلاوزفيتز" القائل "الحرب أداة من أدوات السياسة وامتداد لها". ولا يزال هذا المبدأ صحيحاً، حتى اليوم، وهو صالح لإدارة كل الأزمات، ذات الطابع السياسي العسكري، كأزمة الخليج 1991م، التي نجحت بشكل كبير في تحقيق الأهداف السياسية العسكرية من الحرب، إلا أنها لم تنجح في تحقيق أهداف سياسية من الحرب، مثل السلام والأمن.

عندما خرجت أول طلقة من قوات التحالف، في يناير 1991م في معركة عاصفة الصحراء، كانت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من تطور فن الحرب، وإنذاراً بثورة حديثة في الشؤون العسكرية، شملت ثورة في مجال تقنيات التسليح والقوى العسكرية، وثورة أخرى في مجال الفكر العسكري، وطبيعة الحرب. ورغم أن تقنيات التسليح تعدّ عنصراً حيوياً للقوة العسكرية، فإن الأسلحة والأنظمة العسكرية، ذات التقنية العالية، تُعد عديمة الجدوى، بدون فكر عسكري متطور لاستخدام القوات.

تناول العديد من المحللين العسكريين، أوجه تطبيقات الحرب البرية الجوية، في عمليات حرب الخليج، واتفقوا على أن عمليتي "درع الصحراء" و"عاصفة الصحراء"، هما الشكل النموذجي للحرب.. في عصر ما بعد الحرب الباردة، وأثبتت الحرب جدوى عقيدة الحرب البرية الجوية، وتقنيات التسليح الحديث والأسلحة الذكية، وأهمية التدريب وإعداد القوات. وأصبح كل ذلك بداية جديدة، وتأثيراً جوهرياً على الحروب المستقبلية. لقد شكلت إستراتيجية الحرب البرية الجوية عامل حاسم في النصر، فرغم أن الحملة الجوية كانت متوقعة، والهجوم البري كان أكيداً، فإن القوة النيرانية، وفكرة استخدام القوات، كانت هي الصدمة التعبوية والإستراتيجية، التي شلت القوات العراقية.

إن الباحث في شؤون حرب الخليج، وفكرها الفلسفي للحرب، يجد أنها اشتملت على نظريتين للحرب: الأولى منهما، كانت عمليات استنزاف، والأخرى كانت عمليات مناورة.

أولاً: عمليات الاستنزاف

1. رغم أن عمليات الاستنزاف، نمط اعتادت عليه القوات الأمريكية، في حروبها السابقة، فإن هذا النمط يتقارب، إلى حد بعيد، مع عقيدة حلف شمال الأطلنطي، الخاصة بقتال الأنساق الثانية. وتجسد ذلك في حرب الخليج؛ لتدمير مواطن القوة في القدرات المادية للجانب العراقي، في شكل ضربات نيرانية قوية، نفذت خلال الحملة الجوية، والحصول على السيادة الجوية، وتحضيرات أرض المعركة، ومعاونة الهجوم البري.

2. كانت بداية الحرب الجوية في 17يناير 1991، واستمرت حتى وقف إطلاق النيران، وشاركت فيها القوات الجوية، والقوات البحرية، وسلاحها الجوي لقوات التحالف بإجمالي 4933 طائرة أنواع، نفذت حوالي 42.240 مهمة قتالية، في 92517 طلعة جوية للقذف الجوي والدعم القتالي، إضافة إلى طلعات الحرب الإلكترونية والقيادة والسيطرة، والتي بلغت 10456 طلعة جوية، والإمداد بالوقود، والنقل الجوي، والاستطلاع، والدعم، والتدريب، بعدد 117.838 طلعة جوية. واستخدمت الحملة الجوية 60.624 طن ذخائر، وقنابل، وصواريخ تقليدية، وغير تقليدية، أو ذكية، خلال شهر ونصف، وشملت أهداف الحملة الجوية 4543 هدفاً عراقياً، حتى ينايـر 1991.

3. استهدف القصف الجوي الإستراتيجي حوالي 535 هدفاً عراقياً، شملت منشآت القيادة والسيطرة، ووسائل الاتصالات، والمنشآت النووية والكيماوية والبيولوجية، والصواريخ أرض أرض، وأهداف البنية الأساسية مثل الكباري، ومحطات الكهرباء، ومصافي البترول، وطرق السكك الحديدية، ومنشآت عسكرية مثل المناطق الإدارية، والقوات الجوية، ومراكز الإصلاح، ومناطق تخزين الذخائر.

ثانياً: عمليات المناورة

1. شملت الحرب البرية، بالتعاون مع القوات الجوية، التي استهدفت نقاط ضعف الجانب العراقي، كل مسرح العمليات، في المواجهة والعمق، في تزامن بين العمليات العميقة والقريبة والخلفية؛ لتنظيم منطقة العمليات، اعتباراً من سعت 400، يوم 24 فبراير 1991م. (اُنظر شكل عملية عاصفة الصحراء)

2. العملية العميقة

أ. باستغلال نيران الضرب المباشر وغير المباشر من المدفعية والصواريخ، وضربات القوات الجوية، التي بلغت 35000 طلعة جوية، قام الفيلق الثامن عشر الأمريكي، بأسرع وأطول مناورة واسعة بقوة مدرعة من غرب قوات التحالف، والذي قام باختراق القوات العراقية، وتنفيذ حركة التفاف واسعة، بعمق 270كم، بالتعاون مع قوات الاقتحام الجوي، بهدف عزل مسرح العمليات، حيث تمكن من اختراق الدفاعات العرقية، وقطع طريق البصرة/ بغداد خلال 24 ساعة، بقوات الفرقة 101 محمولة جواً، والسيطرة على الطريق ونهر الفرات، بقوات الفيلق الثامن عشر خلال 48ساعة.

ب. قيام الفيلق السابع بمناورة واسعة، شرق الفيلق الثامن عشر، والهجوم في القطاع الرئيسي لحصار قوات الحرس الجمهوري العراقي وتدميره، وقد حقق مهمة الحصار، خلال 48 ساعة، ثم استكمل مهام التدمير، في المراحل التالية من العملية.

ج. شارك، في العملية العميقة، قوات الإبرار والاقتحام الجوي، التي نفذت مهام عملياتية في عمق الأراضي العراقية، بمسافة 280كم، إضافة إلى أعمال قتال القوات الخاصة في العمق، وأعمال القصف الجوي والصاروخي، في عمق مسرح العمليات.

3. العمليات القريبة

أ. تمت العمليات القريبة، في تزامن مرحلي مع العملية العميقة، وشاركت فيها قوات المنطقة الشمالية، مصر، والسعودية، والكويت، وسوريا، وذلك سعت 1500، يوم 24 فبراير 1991 م.

ب. وتعدّ قوات حملة مشاة الأسطول، من قوات العملية القريبة، رغم أن أساس عملها كان خداعياً، بهدف خداع الجانب العراقي، عن اتجاه المجهود الرئيس، وقد بدأت هجومها اعتباراً من سعت 0530 يوم 24 فبراير1991م.

ج. تضاف، إلى قوات العملية القريبة، قوات المنطقة الشرقية، التي كان أساسها القوات السعودية، والتي بدأت هجومها سعت 0800 يوم 24 فبراير 1991 م.

4. العملية الخلفية

أ. شملت تأمين العمق الإستراتيجي لقوات التحالف، خلال مراحل العملية، بقوات الأنساق الثانية للفيالق، وقوات المؤخرة، وبعض العناصر الخفيفة من قوات التحالف.

ب. برز دور وسائل الدفاع الجوي، في تأمين العمق الخلفي، خاصة نظام الصواريخ الباتريوت ضد الصواريخ الأُسكود العراقية.

ج. كما دعم أمن العمق الخلفي، بوسائل الاستطلاع المختلفة، ونظم الأقمار الصناعية.

ثالثاً: تطبيقات عناصر القوة القتالية

حققت قوات التحالف التفوق في مجال تركيز قوات كافية لتأكيد النجاح، وحرمت القوات العراقية من أي نجاح، وتحقق التفوق في التطبيق الناجح لعناصر القوة القتالية كالآتي:

1. المناورة

أ. القوات البرية

(1) نفذت القوات البرية عملية مناورة واسعة، بقوة الفيلق الثامن عشر، التي تميزت بالسرعة في روح الهجوم، وحققت الوصول إلى عمق مسرح العمليات وعزله، خلال 24 ساعة فقط.

(2) نفذت القوات البرية عدة أنواع من الضربات الأمامية، بقوات المنطقة الشمالية والشرقية، وضربات جانبية بقوة الفيلق الثامن عشر، والفيلق السابع، وقوات مشاة الأسطول.

(3) عدت بعض الأعمال القتالية للفيلق السابع، من أعمال المناورة الأمامية، باستخدام أساليب التسلل والاقتحام.

(4) نفذت القوات أعمال الإبرار، والاقتحام الجوي، والإبرار البحري، سواء بهدف عزل القوات، أو تشتيت جهود القوات العراقية، أو للخداع عن المجهود الرئيسي.

(5) ومن ذلك، فإن أعمال المناورة، عند تطبيق الحرب البرية الجوية في عاصفة الصحراء، كانت من الأسباب الرئيسية في الإخلال بتوازن القوات العراقية… مادياً ومعنوياً، وتشتيت جهودها، وإحباطها عن القيام بأي رد فعل.

ب. القوات الجوية

(1) المناورة بالمجهود الجوي، وتخصيص المهام ارتباطاً، بزيادة المجهود الجوى للتحالف، وزيادة الأهداف الجوية العراقية، خلال مراحل العملية.

(2) المناورة بالمفاجأة والخداع في الضربات الجوية؛ لجذب انتباه احتياطيات القوات العراقية بعيداً عن المجهود الرئيسي لقوات التحالف.

(3) حققت تقنيات الأسلحة الذكية في الصواريخ، ومناورة القتال، من خارج مدى الرؤية البصرية، المفاجأة النوعية، وأتاحت لقوات التحالف المناورة العالية والتأثير الفعال.

ج. القوات البحرية

(1) دور القوات البحرية في إحكام الحصار البحري على العراق.

(2) مناورة القوات البحرية بأعمال الخداع عن اتجاه المجهود الرئيسي.

2. قوة النيران

أ. تعد قوة نيران أسلحة الضرب المباشر وغير المباشر، إحدى العلامات المميزة في حرب الخليج. فقد شاركت فيها جميع أسلحة الضرب المباشر، وجميع أنواع المدفعية، والصواريخ التكتيكية، والبعيدة المدى، إضافة إلى القوات الجوية، والقوات البحرية، بنيران المدفعية والصواريخ، وسلاح الجو البحري، واستخدم في ذلك الذخائر التقليدية، والذخائر غير التقليدية، الذكية، واستخدم في ذلك أيضاً أحدث ما وصلت إليه تقنيات التسليح في الوسائل المختلفة، خاصة في مجال المواصلات والقيادة والسيطرة.

ب. وحققت قوة النيران في العمق الإستراتيجي، والتعبوي، والتكتيكي، قوة صدمة هائلة، مادياً ومعنوياً. كما استخدمت الضربات النيرانية في تزامن ودمج مع العمليات البرية، وفي تنسيق تام بين الأفرع المختلفة.

3. الوقاية

شملت عملية عاصفة الصحراء العديد من الإجراءات الإيجابية؛ لوقاية القوات، مثل الآتي:

أ. إجراءات الخداع عن اتجاه الضربة الرئيسية.

ب. أعمال الإعاقة بوسائل الحرب الإلكترونية المختلفة.

ج. إجراءات الوقاية والدفاع ضد الصواريخ العراقية، ودور نظم الأقمار الصناعية، في الإنذار، ودور الصواريخ الباتريوت، في الدفاع الجوي.

د. الأعمال القتالية النشطة، وأعمال القصف الجوي المركز، ضد القوات العراقية بصفة مستمرة، والتي حرمت الجانب العراقي من المبادأة في تنفيذ أعمال قتالية إيجابية، باستثناء عملية الخفجي.

هـ. دور الإبرار الجوي والبحري، في تشتيت جهود القوات العراقية، وجذب أنظارها بعيداً عن المجهود الرئيسي، أو دورها في أعمال القطع والعزل في عمق الدفاعات العراقية.

و. الأمان

برز في إدارة أعمال القتال، وحرص القيادة، خاصة الجانب الأمريكي، على سلامة قوات التحالف، وتقليل الخسائر إلى أقل درجة ممكنة. وصلت خسائر التحالف إلى 900 فرد، منهم 400 ناتجة عن القتال، وبالمثل كانت خسائر القوات الجوية أقل من 0.5% لكل طلعة، مقابل 1ـ2% خسائر متوقعة، رغم أنه كان في بعض الحالات، على حساب سرعة تقدم القوات، حيث كان الحذر من الهجمات المضادة العراقية، والذي أخذ جانباً عالياً من الاهتمام، خاصة في نطاق الفيلق السابع.

ز. المحافظة على المعنويات

كانت من مهام القوات الأمريكية، المحافظة على معنويات الأفراد، وتوفير الاحتياجات الإدارية، والمحافظة على الصحة العامة.

4. القيادة

أ. تميزت عملية عاصفة الصحراء، بسمة خاصة في القيادة، والسيطرة على قوات تحالف من دول مختلفة، ذات عقائد عسكرية مختلفة، ولغات مختلفة، وتسليح مختلف. إلا أن القيادة المشتركة تولت مهامها بنجاح، وكان لضباط الاتصال مع القيادات المختلفة دور مهم في نجاح القيادة.

ب. كما برزت مراكز القيادة المدمجة في الحرب البرية الجوية، ونجاحها في تنسيق أعمال القتال البرية الجوية، ومع القوات البحرية للتحالف.

رابعاً: الركائز الأساسية للحرب البرية الجوية في عاصفة الصحراء

حققت عملية عاصفة الصحراء، الركائز الأساسية وسبل نجاح عقيدة الحرب البرية الجوية في القتال، وشمل تطبيقها الآتي:

1. المبادأة

إن المبادأة في عقيدة الحرب البرية الجوية، تعني، في جوهرها، تجريد العدو من خياراته. وتجلى ذلك خلال عملية عاصفة الصحراء، في تحديد مسار الحرب وتغييره بالعمل الهجومي. وقد نجحت قوات التحالف في تحقيق المبادأة والمحافظة عليها، حتى نهاية العملية، مما حقق شل قدرة القيادة والقوات العراقية على رد الفعل، أو تحقيق أي مكاسب إستراتيجية أو تعبوية، وتحققت المبادأة على النحو التالي:

أ. القوات الجوية

(1) حققت القوات الجوية للتحالف عامل المبادأة، بالضغط المتزامن الدائم والمتراكم، منذ مرحلة الفتح الإستراتيجي للقوات، التي بدأت بخطة الرعد اللحظي instant thunder أغسطس 1990؛ لضرب مراكز الثقل العراقية، حيث استمرت حتى بداية الحملة الجوية، وعندما برز تحذير عن احتمال غزو عراقي للسعودية، تم تخطيط حملة جوية خاصة، في الفترة من 17 ـ 20 أغسطس 1991، أطلق عليها "Flom D - Day Came"، وقد ركزت على ضرب القوات البرية العراقية.

(2) عندما وفرت قوات التحالف قدرات جوية عالية في المسرح، اتسع معها استخدام أنواع مختلفة من الطائرات والذخائر، والتي حققت المحافظة على الضغط الهجومي المتزامن فوق مسرح العمليات، وفي جزء كبير من العراق.

(3) كان تخطيط الحرب الجوية، الذي بدأ سعت 400. يوم 17يناير، واستمر حتى وقف إطلاق النار، قد شمل الحملة الجوية، وتحقيق السيادة الجوية على المسرح، واستنزاف القدرات العسكرية العراقية، ثم معاونة القوات البرية في الهجوم. وكانت المبادأة للقوات الجوية للتحالف بصفة دائمة، ولم يوقف الليل أعمال الهجوم الجوي، ووقعت القوات العراقية في العمق الإستراتيجي للمسرح، وعمق الدولة، تحت الضغط الشديد نفسه، مثل قواتها في المواقع الأمامية، وتعرضت جميع القوات العراقية المنتشرة للهجوم الجوي المكثف، ومثلها تعرضت المنشآت، والبنية الأساسية للاقتصاد العراقي، التي دعمت العمليات العسكرية.

(4) من ذلك، نجد أن القوات الجوية للتحالف حققت المبادأة، من خلال الضغط المتزامن الدائم والتراكمي، وأصبح من الواضح أن العراق لم تتحرر، أبداً، من ضغط القوات الجوية الهجومية للتحالف، منذ بداية عاصفة الصحراء، إلى نهايتها.

(5) واعتمد تحقيق المبادأة لقوات التحالف، على عامل الإمكانات، والنوعية، وتشكيله لقوة جوية ضاربة، اعتمدت على أساليب قتال متفوقة وتقنيات عالية. وامتلكت الميزة الفضائيـة Space Advantage، في دمج وسائل الحرب الفضائية، وميزة حاسمة في القدرة على القتال، فيما وراء الرؤية البصرية، وتفوقاً في وسائل القيادة والسيطرة المحمولة جواً، مما حقق المبادأة في الحصول على السيادة الجوية الحاسمة.

ب. القوات البرية

(1) امتلكت القوات البرية عامل المبادأة في عاصفة الصحراء، وتمثل ذلك، في المرحلة التحضيرية للحرب، باستمرار الضغط، بالنيران المباشرة وغير المباشرة، على القوات العراقية في المسرح، كما شاركت القوات الخاصة للتحالف بالعديد من عمليات الاستطلاع العميق، وأعمال الإغارات والكمائن العميقة، ودعم خطط تدمير الصواريخ الأسكود العراقية، وأعمال إبرار بحري، وتنفيذ مهام خاصة في إطار خطة الخداع عن المجهود الرئيسي، إضافة إلى المشاركة في عمليات الحرب النفسية.

(2) كان، للخداع الإستراتيجي التعبوي، دور حيوي في تحقيق المبادأة، حيث شاركت قوات حملة الشرق الأوسط، بدور حيوي؛ لإبراز أن المجهود الرئيسي لقوات التحالف سوف يكون من الاتجاه الساحلي، بينما كان في الحقيقة من اتجاه الفيلق السابع والثامن عشر.

(3) كان، من نتائج نجاح الفيلق الثامن عشر، وتحقيقه معدل تقدم عالياً، خـلال اليوم الأول، وظهور بـوادر انهيار القوات العراقية وضعف مقاومتها، استغلال المبادأة في تبكير توقيت هجوم الفيلق السابع، لمدة 13 ساعـة، ليبدأ سعت 1500يوم 24 فبرايـر 1991 ـ اليـوم الأول.

(4) في إطار استمرار الضغط على الجانب العراقي، وللمحافظة على المبادأة، قاتلت قوات التحالف لمدة 24 ساعة يومياً، واستمر القتال نهاراً وليلاً، مع تفوق في القتال الليلي، وفي كل الأجواء، وفيما وراء مدى الرؤية البصرية، التي وفرتها التقنيات المتقدمة.

(5) نجحت قوات التحالف في تحقيق اختراقات متعددة، في آن واحد، وذلك بهدف الخداع، وتشتيت جهود القوات العراقية، حيث تم الاختراق بقوة الفيلق الثامن عشر في الغرب سعت 400. في اليوم الأول، وفي الشرق كانت حملة الشرق الأوسط سعت 530. وقوات المنطقة الشرقية سعت 800. في اليوم نفسه. وهو ما يبرز الاستخدام الحاسم للقوة من اتجاهين ـ ضربات جانبية بأعمال الالتفاف والتطويق.

(6) ركزت القوات البرية على تجنب معارك الاستنزاف، ومهاجمة نقاط ضعف العدو، خاصة أعمال قتال الفيلق الثامن عشر والسابع، خلال اليوم الثاني، مما حقق المحافظة على معدلات عمليات عالية من المناورة، وإجبار القوات العراقية على التحرك في الاتجاه المطلوب، ولم يكن أمامها إلا الارتداد.

2. المرونة

يشمل جوهر المرونة، في عقيدة الحرب البرية الجوية، ميزة عقلية أكثر منها بدنية، وتركز على مرونة القادة، في سرعة مواجهة المواقف الطارئة وأبرز تطبيقاتها:

(1) القوات الجوية

مرونة التخطيط في الحرب الجوية ارتباطاً بتزايد الإمكانيات وزيادة الأهداف العراقية. كما كانت هناك مرونة في التخطيط الخاص لمواجهة التهديد العراقي المحتمل ضد السعودية، في الفترة من 17 – 20 أغسطس 1991م، وبرز ذلك أيضاً في مواجهة الصواريخ الأسكود العراقية.

(2) القوات البرية

(أ) إن أبرز مثال على المرونة في مواجهة المواقف، هو دور القيادة المشتركة، في تبكير هجوم الفيلق السابع، وقوات المنطقة الشمالية لمدة 13ساعة، بظهور بوادر الانهيار والتفتت على القوات العراقية المدافعة، وما حققه الفيلق الثامن عشر من معدل تقدم عالٍ.

(ب) كانت هناك مرونة في استخدام أساليب قتال جديدة، تتناسب مع الموقف، وذلك عندما واجهت الفرقة 24 ميكانيكي، من الفيلق الثامن عشر، أراضي صعبة، عبر الاستيلاء على أهداف حيوية غرب الفيلق السابع ليلاً، استخدمت تشكيل معركة صندوقي Battle Box، حيث قامت لواءات الفرقة 24 ميكانيكي بالعمل في نسق واحد، بينما قامت أسراب فرسانها المدرعة، بالعمل ستارة في الأمام على مسافة 8 - 16 كم، وانتشرت أربع سرايا أو فصائل مختلفة في الأركان، معها وحدات دبابات في الأركان الأمامية، وسرية أو فصيلة تؤمن الأجناب، وكان القائد وعناصر الدعم والإمداد داخل الصندوق، وكانت هذه الصناديق قادرة على التحرك للأمام بثبات لمسافة 65كم، وكان عرض الصندوق 6 – 8 كم، وطوله 25 – 30 كم، وتمكنت من التقدم لمسافة 80 كم، بسرعة 40 – 50 كم في الساعة.

(ج) ومثال آخر على مرونة قيادة الفيلق السابع، عندما وردت إليه علومات، التقطت لاسلكياً، بشأن تحول انسحاب الفيلق الثالث العراقي إلى فوضى، يوم 26 فبراير 1991م (اليوم الثالث للقتال)، وأظهرت المعلومات أن القتال قد تحول إلى مطاردة، بدلاً من التحام وتطويق، عندها عدل الفيلق خطة هجومه، بدفع فرقتين مدرعتين في النسق الأول قبل الفرقـة الميكانيكي، وبعض عناصر هجومية أخرى؛ لمهاجمة حوالي (خمس فرق عراقية)، غير كاملـة الكفاءة.

(د) اشتملت عملية عاصفة الصحراء على العديد من تطبيقات مرونة القادة، في مواجهة المواقف الطارئة، على المستوى الإستراتيجي، والتعبوي، والتكتيكي.

3. العمق

أ. امتدت عملية "عاصفة الصحراء"، في كل عمق مسرح العمليات، وحتى عمق العراق، وتأثر كل العمق، زمانياً ومكانياً، بالقوات والنيران، كل طبقاً لقدراته القتالية، حيث شاركت القوات الجوية، والقوات البحرية، وسلاح الجو البحري في توفير الضربات النيرانية في العمق الإستراتيجي، وحتى عمق الأهداف داخل بغداد، حيث كان التركيز على مراكز الثقـل العراقية.

ب. شاركت القوات البرية في التأثير على العمق، بالضربة العميقة للفيلق الثامن عشر، وقوات الإبرار، والاقتحام الجوي، وقوات الإبرار البحري، والأعمال الخاصة في العمق، إضافة إلى التأثير على العمق، بأعمال الحرب الإلكترونية.

ج. أدت المواصلات، والقيادة والسيطرة، دوراً ناجحاً في التأثير على العمق، حيث وفرت الأقمار الصناعية حوالي 75 % من أعمال ربط الاتصالات، داخل المسرح، في مجال تبادل المعلومات، كما وفرت القيادة الأمامية، فعالية عالية، عن القيادة من الخلف. هذا إضافة إلى مراكز القيادة المتقدمة والمحمولة جواً، ومرونة الاتصالات، حيث حققت جميعها نجاحاً في أعمال قتال العمق.

4. التزامن

أ. كانت عملية عاصفة الصحراء، أحد الأمثلة الحديثة لتطبيق التزامن في أعمال القتال أو إنتاج النيران، حيث نجح القادة، على جميع المستويات، في تطبيق الخطة بترتيب النشاطات، زمانياً ومكانياً، ونجحت الضربات الأمامية مع الضربات الجانبية للفيلق الثامن عشر الأمريكي، وكذلك أعمال الإبرار الجوي والبحري، والقذف البحري، كما نجحت القيادة المشتركة في ترتيب النشاطات لإحداث التأثير الفعال.

ب. تعدّ عملية الالتفاف العميق، التي نفذها الفيلقان السابع والثامن عشر الأمريكيان لتطويق الجانب الأيمن، ومؤخرة القوات العراقية، مع تنفيذ ضربتين أماميتين، لتدمير الدفاعات العراقية في المواجهة، وكذلك أعمال الإبرار البحري المخادع، في اتجاه الساحل الكويتي، وأعمال الإبرار الجوي؛ لمعاونة أعمال القتال في مناطق جنوب الناصرية، ومطار علي السالم غرب الجهراء، وكذلك معاونة الضربة الرئيسية، خير مثال على التزامن في أعمال القتال.

ج. تسلسلت الهجمات البرية بعناية، لإرباك القوات العراقية. ومن أمثلة ذلك، الهجوم بقوة الفيلق الثامن عشر في اتجاه الفرات، سعت 400. من اليوم الأول؛ لتأمين الجانب الأيسر لقوات التحالف. وكان هجوم مشاة الأسطول في التوقيت نفسه، وتبعتها قوات المنطقة الشرقية في المرحلة الزمنية نفسها. وكان على قوة حملة الشرق الأوسط مشاة الأسطول تأمين الوفرة، وتثبيت الاحتياطيات العراقية جنوب الكويت، وهزيمتها، ومنع أي تدعيمات عراقية من الغرب، ثم منع انسحاب القوات العراقية خارج الكويت ومدينة الكويت، ومعاونة قوات المنطقة الشمالية والشرقية في تحرير مدينة الكويت. (اُنظر شكل عملية عاصفة الصحراء)

د. وتحقق التزامن في دمج النيران مع حركة القوات، في تنسيق تام وسيطرة كاملة، من خلال مراكز القيادة المدمجة.

5. ومن تحليل الركائز الأساسية لعقيدة الحرب البرية الجوية، وتطبيقاتها في عملية عاصفة الصحراء، يتضح أن فكرة استخدام القوات في عملية عاصفة الصحراء، لا تخرج عن كونها تطبيقاً ناجحاً للحرب البرية الجوية، في حرب الخليج.

بعد تحليل عملية عاصفة الصحراء، وما شملته من تنظيم منطقة العمليات العميقة، والقريبة، والخلفية، وتطبيقات عناصر القوة القتالية في الحرب، وتطبيقات الركائز الأساسية للحرب البرية الجوية؛ نخلص إلى أن ما طبق في عاصفة الصحراء 1991 يعد التطبيق الأحدث والأول لعقيدة الحرب البرية الجوية، حيث شارك فيه العديد من دول قوات التحالف، بريادة الولايات المتحدة الأمريكية 114 114 114 114 114 112 فاهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كتيبة مضادة للطائرات
مشرف
لـــواء

مشرف  لـــواء
كتيبة مضادة للطائرات

ذكر
عدد المساهمات : 6567
نقاط : 7435
سمعة العضو : 232
التسجيل : 28/06/2009
نقاط التميز : 40
الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق 44444410

الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق   الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 7:43 pm

العراق لم يتوقع ابدا تلك النتيجة فقد كان مزهوا بدفاعه الجوي الكثيف ويعتقد انه جاهز تماما لصد اي هجمات جوية وكان مزهوا بالدبابة تي-72 معتقدا انها اقوى بمراحل من الابرامز الامريكي ولكن ماحصل هو ان طائرات الشبح قصفت بغداد دون ان تتمكن الرادارات العراقية من التقاطها ولما اضاءت المدفعية المضادة سماء بغداد كانت الشبح اف-117 الفعل قد انسحبت من مجال تأثيرها

اما تدمير الدفاع الجوي فكان اسهل بعد تدمير مركزه الرئيسي في بغداد ولا ادري لماذا كانت صواريخ هارم فعالة جدا ضد رادارات المراقبة العراقية فدمرتها واظطرت مواقع سام لاستخدام رادراتها الذاتية للكشف والمراقبة فتم اكتشاف مواقعها وضربها

اكبر الاخطاء التي ادت الى تلك الكارثة العسكرية هي

- تاثر العراق باسلوب الحرب مع ايران
- عدم حسن تقدير العراق لقوة الامريكيين
- العمى الاستخباراتي وقصور المعلومات
- شبكة دفاع جوي معقدة ومتنوعة زيادة عن اللزوم ما اتاح منافذ للتسلل اليها وزرع برامج خبيثة تلاعبت بذكاء
- كون العراق كان التجربة الاولى لنظريات قتالية متطورة
- جزء كبير من اسلحة الجيش العراقي ومعداته قديمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرب البرية الجوية بين النضرية والتطبيق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رعب الحرب البرية الحديثة 2 المدرعة ترميناتور
» رعب الحرب البرية الحديثة...الدبابة آرماتا
» مركز تدريب فائق التطور على الحرب البرية
» الطبخة الجوية الروسية في الحرب الجورجية
» درء الحروب بين النظرية والتطبيق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire :: بـــــــا قـــــــــي جـــــــــيــــــــــــــوش الــــــــعـــــــا لــــــــــــــــــــم  :: مواضيع عسكرية عامة لباقي الجيوش-
انتقل الى: