بندر بن سلطان كلف من الولايات المتحدة بإدامة الاستنزاف في سوريا بعدما انهارت الرهانات على تعديل توازن القوى الذي تحدث عنه المسؤولون في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعد تحرير القصير وبعد تعثر جميع المحاولات في وقف الانعطافة الكبرى لصالح الدولة السورية وجيشها الوطني في جميع الأرياف التي اجتاحتها العصابات الإرهابية ولاقت فيها حاضنا شعبيا في السنة الأولى للأحداث تبخر وتوارى بل وانقلب نقمة ورفضا في السنة الأخيرة وفق الاعترافات الغربية المتلاحقة.
أولا: الدور السعودي الإجرامي في الحرب على سوريا يشمل العراق ولبنان وهو تنفيذ لأجندة إسرائيلية تستهدف منظومة المقاومة وتعتمد إثارة الاقتتال المذهبي والفتن عبر تنشيط جماعات التكفير والإرهاب والمجموعات السياسية العميلة للغرب والممولة من السعودية كما هي حال قوى 14 آذار في لبنان وكتلة إياد علاوي في العراق والائتلاف السوري العميل الذي يتزعمه جاسوس سعودي هو تاجر المخدرات احمد الجربا كما وصفته الصحافة الفرنسية ويشارك فيه مرتزقة آخرون إلى جانب فرع تنظيم الأخوان في سوريا الموجود في الحضن السعودي منذ الثمانينات وبإشراف بندر نفسه وهذا أمر يفضح الكذبة التي يصدقها البعض عن رفض سعودي لدور تنظيم الأخوان فالسعودية تطارد الاخوان داخل المملكة وتستعملهم في سوريا وتدعم حكومتهم في تركيا وتشاركها العدوان على سوريا وهي تعترض طريق أخوان مصر بعد سقوطهم رغم وضعها الحزب السلفي الوهابي بتصرفهم لأنها تسعى لوراثة الدور القطري الذي برز وتورم في الفصول السابقة من الحرب على حساب الدور السعودي الرجعي التقليدي .
ثانيا: كان اختيار بندر لقيادة الجناح السعودي في الحرب على سوريا قرارا اتخذه المدير السابق للمخابرات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس عندما وضع خطة استعمال التكفيريين في سوريا، ومن الضروري التذكير بان هذا المسؤول الأميركي زار المملكة والتقى عبد الله بن عبد العزيز قبل يومين من تعيين بندر وعزل مقرن من إدارة المخابرات السعودية ضمن خطة لتنشيط العدوان على سوريا ، رحل بترايوس بسبب الهزيمة والفشل في سوريا وظل بندر مكلفا بالمهمة بعد انهيار تنظيم الأخوان في مصر وبعد تعثر حكومة أردوغان وفي أعقاب إزاحة حكم الحمدين في قطر المسؤول عن توريط أوباما بشعار التنحي عندما اكتشفت الإدارة الأميركية معالم الهزيمة المستحقة في سوريا وبعدما ظهر للرئيس الأميركي أن شعار التنحي المستحيل هو ورطة سياسية تعطل جميع التفاهمات الممكنة مع روسيا في ظل توازن قوى عالمي وإقليمي جديد أنتجه الصمود السوري.
ثالثا: حركة بندر باتجاه عواصم الغرب لتنشيط العدوان على سوريا مُنيت بالفشل وعاد بخفي حنين لأنه لم يلق الحماس والتجاوب في مناخ إحباط وخيبة لدى الدوائر القيادية الغربية من فرص تغيير التوازنات وبعدما تزايد الموفدون والوسطاء بين العواصم الأوروبية ودمشق تحت شعار التعاون في مكافحة الإرهاب ولم يعد بندر قادرا على إخفاء ارتباكه وهو لا يستطيع حتى الآن أن يحقق ما وعد به، فأقصى ما بحوزته هو شحن آلاف الإرهابيين بالتعاون مع أردوغان وعبدالله الثاني من تركيا والأردن بينما سقط الرهان على فيلق الأخوان المصري والفلسطيني بسقوط مرسي.
وبقرار بندري ارتفع مؤخرا منسوب الجرائم والمجازر التي ترتكبها عصابات التكفير في سوريا ويجري الاعتماد أكثر من أي وقت مضى على الجماعات الأجنبية الوافدة من أجنحة القاعدة البندرية المتناحرة ويبدو أن هذه العمليات تستثير المزيد من الغضب الشعبي السوري بينما يتعزز انكفاء العناصر السورية إثر خروج الآلاف من صفوف عصابات التمرد والإرهاب ويتعزز الصراع بين العصابات والتشكيلات المتناحرة على المغانم والنفوذ في جميع المناطق السورية الخارجة عن سيطرة الدولة.
رابعا يركز بندر على استهداف حزب الله في كل مكان ويوظف شبكة المرتزقة التي يديرها في الإعلام العربي واللبناني وجميع الواجهات السياسية التي يمولها ويتحكم بمواقفها ولا أفق لقدرته على زحزحة قيادة حزب الله عن موقفها الحازم باعتبار الانتصار السوري القادم نصرا مستحقاالحلف المعادي الأميركي الإسرائيلي وهو ما يعتبره بندر كارثة ستحل بمصيره الشخصي وليس فقط هزيمة لمحاولته إنقاذ صورة المملكة العجوز المتصدعة داخليا والمتقلصة إقليميا والتي تعيش مناخ الصراع على وراثة الحكم وحيث لا مكان لبندر في نظام العائلة للوراثة الملكية باعتباره ابن جارية لا يتساوى مع سائر الأمراء من أبناء عمومته وحتى أخوانه أبناء سلطان بن عبد العزيز، وفي داخل العائلة له خصوم كثر يتخذون ذات موقفه العدائي من سوريا ولكنهم ينتظرون فشله للانقضاض عليه فهو باق فقط بقوة التفويض الأميركي الذي لم يسحب حتى الآن بفعل التصميم الغربي على إدامة الاستنزاف الذي يستخدم بندر لانجازه بواسطة أجنحة القاعدة وفصائل التكفير وجحافل المرتزقة الآخرين من السوريين والأجانب والعرب وفشل هذه الخطة محتوم وقادم وهو ليس سوى مسألة وقت لا أكثر يسعى الرئيس بشار الأسد لاختصاره عبر استنهاض شعبه على مقاومة العدوان التكفيري الأميركي الإسرائيلي من ضمن إستراتيجية الحرب الشعبية التي تحدث عنها في خطابه الأخير ويلاقي تجاوبا متزايدا في الشارع السوري بجميع مكوناته وأطيافه.
باي حال عدة ياااااااااااااااااااااااااااااااا عيد