أيران تملك القوة لمحو أسرائيل في ظرف 11 يوما

"ايران تمتلك القوة التي تسمح لها بمحو إسرائيل من الوجود خلال 11 يوما
فقط"!!. هذا ليس كلاما لأحد الكوميديين الذين يسخرون من التصريحات
الإيرانية المتكررة التي تتحدّث عن محو إسرائيل عن الخريطة منذ عشرات
السنين، وهو الشيء الذي نتمناه دوما حتى تنتهي هذه المشكلة المستعصية وهذا
الكيان المزروع في منطقتنا العربية. وهو بالتأكيد ليس عنوانا لأحد الأفلام
الأمريكية التي تهدف إلى إبراز الخطر الإيراني على إسرائيل.
انه تصريح القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية- الجيش الإيراني عطاء
الله صالحي لشاشة "الحياة- ال بي سي" خلال حفل لاستعراض القوات المسلّحة
اقيم في شهر ايار بحضور حشد رفيع المستوى من القيادات السياسية والعسكرية
الإيرانية ومن ضمنهم مستشار الخامنئي العسكري وقائد قوات النخبة في الحرس
الثوري سابقا الجنرال يحي صفوي.
لقد أثار التصريح انتباهي خاصّة أنّني لا أفوّت فرصة لتوثيق التصريحات
الإيرانية المماثلة منذ زمن بعيد، ولا اعرف التقييم الذي اختار على أساسه
القائد العام للجيش الإيراني فترة 11 يوم لمحو إسرائيل عن الخريطة ونشر
الأمن والسلام العالمي في اليوم الـ 12، وهل لهذا علاقة بقدرات إيران
العسكرية وبامتلاكها ربما فعليا للسلاح النووي، أو ربما لهذا علاقة بالـ
12 إماما في العقيدة الشيعية وظهور المهدي المنتظر الذي لا ينفك أحمدي
نجاد عن الحديث عن زيارته في احلامه وقرب ظهوره؟ أو ربما المقصود انّ
المحو هنا يتعلّق بالطباعة وإجراء بعض التعديلات على الخرائط فقط حيث يتم
استبدال عبارة "إسرائيل" بفلسطين التاريخية كما يتم في إيران استبدال
الخليج العربي بالخليج الفارسي؟ وهل ستكون الأسلحة والصواريخ الايرانية من
الذكاء بمكان بحيث أنها تقتل اليهود فقط دون غيرهم؟ هل هي مزودة مثلا
بتكنولوجيا ايران الشعوبية لكي تستطيع التمييز بين العربي واليهودي؟
لا أعلم الجواب عن هذه التساؤلات حقيقة، ولكني أستغرب فعلا السكوت
الإيراني على كل هذه المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين واللبنانيين
والعرب والمسلمين طوال تلك السنين وعدم التحرّك لمحو إسرائيل والقضاء
عليها والتخلص منها في الوقت الذي يعلن الإيرانيون أنهم يمتلكون القدرة
الحقيقية لفعل ذلك.
لماذا تسكت إيران وهي ترى الحروب الإسرائيلية على لبنان الواحدة تلو
الأخرى وآخرها أدى إلى استشهاد أكثر من 1500 لبناني؟! لماذا لم تحرّك
قواها العسكرية وقدراتها الصاروخية وتقوم بمحو إسرائيل كما تدّعي بينما
كانت تعتدي على غزّة وتبيد الأبرياء من الناس؟ إن كانت خائفة من أن
يستلزمها ذلك عددا إضافيا من الأيام فأنا متأكد أنّه لن يحاسبها أحد على
ذلك، وان كانت تعتقد أنّ حدا سيدعوها إلى ضبط النفس من العرب، فنقول لها
سيري فعين الله ترعاك.
لماذا تضبط إيران نفسها وهي التي تمتلك القدرة على إزالة إسرائيل الجاثمة
على صدورنا منذ وعد بلفور في العام 1917 وحتى اليوم؟ لماذا تسمح لهذا
السرطان أن ينمو ويكبر؟ هل هناك مصلحة إيرانية ربما للإبقاء على هذا
الكيان رغم القدرة على محوه في 11 يوما؟
المثير في الموضوع انّ هذا التصريح الذي أتى من أرفع رتبة عسكرية في الجيش
الإيراني تزامن مع تصريح لأحمدي نجاد خلال مقابلته التي أجراها مؤخرا مع
شبكة "أي بي سي" الأمريكية يقول فيه بشكل غير مباشر أنّه مع حل الدولتين
في فلسطين "نقبل بما يقبل به الفلسطينيون"!! وهذا يعني الاعتراف بإسرائيل
أيضا حال موافقة الفلسطينيين على مشروع الدولتين والذي سرّبت حماس خبرا
عنه مفاده أنها مستعدة لقبوله.
والطريف أنّ رئيس البرلمان الإيراني اعترض في تصريح له بتاريخ 9/5/2009
على جهود بعض الدول العربية حل القضية الفلسطينية عبر المفاوضات السياسية.
ونفهم من كلامه هذا انّه مستعد لإزالة إسرائيل أيضا عبر الحل العسكري في
11 يوما…ولكن نتساءل لماذا لا يفعلون ذلك؟ ماذا ينتظرون؟
نجاد هذا الذي كان منذ أيام فقط يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد إسرائيل بالزوال
يقرر الاعتراف بها إذا كان ذلك سيؤدي إلى علاقات متينة مع الولايات
المتّحدة!! والغريب أيضا أنّ تصريح أحمدي نجاد عن قبول حل الدولتين جاء
متزامنا مع تقرير إيراني رسمي يفيد بأن الأسواق الإيرانية امتلأت عن بكرة
أبيها بالحمضيات الإسرائيلية الشهر الماضي!! وانّ الأمر بلغ مبلغا إلى حد
انّ الملصقات الإسرائيلية باللغة العبرية لم تزل عن المنتجات التي وصلت
الأسواق!!
التبرير الإيراني كان "مُقَولَبا" كالعادة، إذ قال بعض المسؤولين أنّه وصل
إيران عن طريق الخطأ. لقد تفنن الإيرانيون وللصراحة بالتلاعب بالشعوب
العربية التي تعاني نفسيا وعاطفيا بشكل يجعلها قابلة للاستغلال من كل من
هب ودب من الثوريين والديماغوجيين الذين يتلاعبون بالقضية الفلسطينية
لمصالح قومية ذاتية لا علاقة للشعارات التي يطرحونها بها، لكن أما آن
الأوان لتفهم الشعوب العربية اللعبة؟
في هذه الظروف لا نسمع أصوات قطعان ايران في العالم ا لعربي والذين لطالما
اتحفونا بالحديث عن ممانعة ايران ومن هذا الكلام البرّاق، هؤلاء عندما
يُحشرون في الزاوية لا نجد لديهم سوى القول "يحق لايران فعل ذلك والتفاوض
مع أمريكا وإسرائيل لمصلحتها"، ولا يجيبون على السؤال عن مصلحة العرب ولا
عن السؤال ماذا لو استعان العرب باسرائيل لمواجهة الخطر الايراني كما فعلت
إيران من قبل مرات عديدة لمواجه العرب؟ هل هذا مقبول؟ ام اننا نرى بعين
واحدة؟
بالطبع هو غير مقبول ولكن يجب أن ينطبق على إيران كما على العرب. لقد
امتطت ايران صهوة القضية الفلسطينية لثلاث عقود واستنسخت العديد من أحصنة
طروادة في العالم ا لعربي من باب مساعدة الشعب الفلسطيني، وقطت آلاف
الأميال الى من اليمن الى المغرب مرورا في مصر بحجّة مقارعة الشيطان
الأضغر المدعوم من قبل الشيطان الأكبر الذي لا يبعد أكثر من عدّة امتار من
حدودها الشرقية أو الغربية حيث كانت التعاون على أشدّه وبلغ مبلغا لم يقم
به حتى أشد حلفاء أمريكا في المنطقة اخلاصا وطواعية.
أعتقد انّها فترة كافية من الزمن للحكم على أفعال ايران وحقيقة نواياها.
يقول أحد الصحفيين في تعليقه على تصريح القائد العام للجيش الإيراني (أعرف
شيخا جليلا راجح العقل لا يؤمن سوى بالقوّة لاسترداد الأراضي المحتلّة،
ولا ينفك يشيد بمواقف المسؤولين الإيرانيين المتشددة تجاه إسرائيل، فتوجهت
اليه بسؤال عن توصيف الدولة التي تستطيع إزالة الاحتلال عن فلسطين وسوريا
ولبنان في 11 يوما ولكنها لا تفعل ذلك.. فكن جوابه: "إن كانت هذه الدولة
تقدر على ذلك ولا تفعل فهي حتما متواطئة")، يضيف الكاتب (فأسمعته تصريح
المسؤول الإيراني وسألته: "إيران متواطئة إذا؟ لم يجب، مكتفيا بالإشارة
إلى أنها "ربما تنتظر التوقيت المناسب"). انتهى الاقتباس من الكاتب فيما
يبدو الوضع اقرب إلى الطرافة، إذ جميعنا يعلم مغزى التوقيت المناسب ومعناه
العسكري .

شكرا اخي على المجهود.سوف اقسم اجابتي الى ثلاث:
1-اظن ان المسؤولين الايرانيين يبالغون في تصريحاتهم التي دائما ما تدخل في اطار الحرب النفسية لا اكثر ولا اقل بل اني ااكد لك ان اسرائيل هي القادرة على دحر ايران لن ابالغ واقول 11 يوما لكني ااكد لك انها قادرة على دلك لكن وبالنظر الى المصالح المشتركة ...وساعود للمصلح.
2-يا اخي الكريم لا ولم يسبق لها الدفاع عن فلسطين والفلسطيين وما تصريح احمدي نجاد الا لدليل على ان ايران لا يهمها لا فلسطين ولا غيرها وهي مستعدة لقبول حل الدولتين..فالقضية يا اخي قضية مصالح وكولسة وما الحمضيات التي دكرتها في موضوعك لدليل ان ايران تتعامل طبيعيا مع اسرائيل وطبعا يتفنن المسؤولون اليرانيون في النفي كل على طريقته.
3-ايران تعتبر الولايات المتحدة حليفا استراتجيا لها وعن الدول العربية وهنا ادكر مثال الجزائر اقول لك ان ايران كانت من اكثر الدول دعما للارهاب في الجزائر بالمال وووو..
-اريد فقط ان اضيف نقطة هامة اخي الكريم.في وجهة نظري ان ايران من السهل التغلب عليها داخليا بمعنا ان ايران لا تملك نظاما استخبارتيا عالي الكافىء ما يسهل اختراقها داخليا وخير دليل الاحداث الاخيرة التي كادت تعصف بها وهنا اضرب المثال دائما بالجزائر الدي كان لمخابراتها دور بارز خلال العشرية السوداء وهو ما انقدنا من الهاوية.وشكرا اخي على الموضوع الرائع