بيدوة (الصومال) - رويترز
استقال الرئيس الصومالي عبد الله يوسف الاثنين 29-12-2008، منهيا المأزق الذي تواجهه الحكومة الانتقالية وممهدا السبيل لتشكيل إدارة جديدة في الدولة الواقعة في القرن الافريقي.
وذكر يوسف أن رئيس البرلمان شيخ ادن مادوبي سيتولى مهام منصبه تمشيا مع الدستور، وحمل المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في مساندة الحكومة المؤقتة.
وسافر يوسف جوا إلى بلاد بنط وهي منطقة تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي في شمال الصومال.
وصرح مادوبي للصحفيين في بيدوة بأنه سيشغل المنصب إلى حين انتخاب رئيس جديد للصومال، وقال ان الحكومة ستجري محادثات مع "أي جماعة معارضة".
وأبلغ يوسف البرلمان أنه تمشيا مع تعهده حين انتخب في 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 2004 بالاستقالة اذا فشل في القيام بواجبه فقد قرر اعادة المسؤولية التي أوكلت اليه.
وفشلت الحكومة المؤقتة الضعيفة التي يدعمها الغرب تحت رئاسة يوسف في اعادة النظام والامن الى البلاد التي تعصف بها حالة من الفوضى منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991.
وفقد الرئيس الصومالي كثيرا من شعبيته في الداخل والخارج وحملته واشنطن واوروبا والدول الافريقية المجاورة بدرجة كبيرة مسؤولية عرقلة عملية السلام التي ترعاها الامم المتحدة. وتعرض لضغوط كبيرة للتنحي.
ورحب دبلوماسيون بقرار يوسف وأكدوا إن رحيله والانسحاب المزمع للقوات الاثيوبية وتنامي المعارضة لجماعة الشباب الاسلامية المتشددة يعطي املا حقيقيا في احراز تقدم سياسي في الصومال.
ويسيطر الاسلاميون على معظم جنوب الصومال ويتمركزون على مشارف العاصمة مقديشو وبيدوة مقر البرلمان بينما يسيطر قادة ميليشيات متناحرة على باقي انحاء البلاد.
ووقعت معارك جديدة اليوم الاثنين. واشتبك اسلاميون معتدلون في وسط الصومال مع مقاتلين من جماعة الشباب الاسلامية المتشددة وقصف متمردون العاصمة مقديشو.
وتفرض جماعة الشباب تفسيرها المتشدد للشريعة الاسلامية في البلدات التي تسيطر عليها ولكنها واجهت مقاومة عنيفة من مسلمين معتدلين في الاسبوع الماضي.
ومنذ بداية العام صعدت الفوضى الضاربة في أنحاء البلاد من عمليات القرصنة البحرية في خليج عدن والمحيط الهندي قبالة سواحل الصومال، وترددت انباء عن مهاجمة 110سفن واختطاف 42 سفينة هذا العام.
وذكر مكتب ملاحي دولي ان القراصنة لا زالوا يحتجزون 14 سفينة و240 من افراد طواقمها مما دفع عددا من الدول الاجنبية الى ارسال سفنها لحماية الممرات الملاحية. |