شماتة.. وتزامن غير برئ!
جاء الاعتداء الإرهابي الذي استهدف أكاديمية شرشال، بعد أقل من 24 ساعة، من تصريحات أطلقها مسؤول عسكري
في ما يعرف بالمجلس الانتقالي الليبي دعا فيها الجزائر إلى الاهتمام بمكافحة الإرهاب على أراضيها بدلا من وضع
شروط مقابل الاعتراف بالمجلس الانتقالي. وأثار هذا التزامن الكثير من نقاط الظل والاستفهام، خصوصا وأن الاعتداء
الذي استهدف أكاديمية شرشال، المؤسسة ذات الرمزية الكبرى في الجيش الجزائري جاء أيضا بعد ساعات من الزيارة
التفتيشية التي قام بها الفريق أحمد قايد صالح للمناطق الحدودية المحاذية للتراب الليبي، أين تفقد الوضع والاستعدادات
لمواجهة أي طارئ بسبب ما يجري في ليبيان هل كل هذا مجرد صدف أم أن في ذلك التزامن في الوقت والرمزية،
رسائل أريد تمريرها؟.
أن يرد مسؤول عسكري في ثوار ليبيا، بدلا من مسؤول سياسي في المجلس الانتقالي على الجزائر، فذلك أمر يمكن
تفهمه، بدعوى أن موضوع الجدال الذي جرى الخوض فيه كان مكافحة الإرهاب في ليبيا. لكن أن يتم استهداف
الاكاديمية العسكرية في شرشال، ساعات فقط من تصريح المسؤول الليبي الذي خلا من أي دبلوماسية ولباقة، وأيضا
ساعات فقط من زيارة قايد صالح للمناطق الحدودية بين الجزائر وليبيا، فهذا تزامن يستوجب التوقف عنده والبحث في
معانيه. ولعل ما يعزز من الشكوك القائمة حول الربط بين ما يجري في ليبيا واعتداء شرشال، هو الموقف الذي أبداه
مسؤولو ''دولة بنغازي'' في ليبيا (المحتلة)، والمتعاطفون معهم في الجزائر، عقب اعتداء شرشال عندما راحوا يحاولون
استثمار تداعياته، للتدليل على صحة مواقفهم ووجوب اهتمام الجزائر بمكافحة الإرهاب على أراضيها، بطريقة لا تختلف
كثيرا عن أسلوب الشماتة في محن الجزائر والجزائريين
تم نقل من جريدة النهار
http://www.ennaharonline.com/ar/terrorisme/83926-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D9%84%D8%A7%E2%80%AE-%E2%80%AC%D9%8A%D9%81%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%A7%D9%86.html