رسالة إلى الأعضاء الكرام:يعد منتدانا اكبر موقع الكتروني( منتدى) غير رسمي ناطق بالعربية للتعريف بالجيش الجزائري وأكثرها كثافة ونشاطا للأعضاء والزوار وهي كلها أمور جيدة ومشجعة ولايمكن لأحد إنكارها ,ولكن ولان هدفنا هو البقاء في القمة وتقديم الأفضل فعلينا دوما البحث في نقائصنا وأسبابها والعمل على تفاديها أو على الأقل تقليلها إلى ابعد الحدود الممكنة .
جميعنا وخاصة الأعضاء القدامى في المنتدى يدرك جيدا أن العمل البحثي الإنتاجي الخاص بكتابة المواضيع الحصرية قد عرف تراجعا كبيرا وان كنا نقول ذلك فنحن بصدد الحديث عن المعدل العام لان هناك أعضاء يقدمون دوما مواضيع جيدة وفي المستوى فلهم كل التحية والتقدير والاحترام.
هذا التراجع له أسبابه وهي في الأساس أسباب شخصية تتعلق بكل واحد منا فالبعض يهتم بأموره الدراسية والأخر بالعمل وغيرها من الأمور التي تملا حياتنا وتاخد الكثير من الوقت والجهد وهو ما اعرفه شخصيا على الأقل.
ولأنني واحد من هذه العائلة الكبيرة عائلة محبي الجيش الوطني الشعبي ورواد المنتدى ( لأنه ليس بالضرورة أن يتعلق الأمر بحب الجيش فقد يكون حب من نوع أخر حب الإطلاع مثلا) فانه علي المساهمة بجزء ولو يسير في إثراء المحتوى الخاص بهذا المنتدى لأنني اشعر أحيانا أنني لم أقدم ما علي تقديمه لحد الآن.
وعليه فقد استغلت في الأيام القليلة الماضية على إعداد وكتابة موضوع مختصر يتطرق إلى بعض التطويرات المحلية التي عرفتها أسلحة القوات البرية لجيشنا في السنوات القليلة الماضية على مستوى القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد بالبليدة بالناحية العسكرية الأولى وقد كانت ملاحظات الأخ خليل(كتيبة مضادة للطائرات ) وموضوع الجيش الجزائري واقع وتحديات للأخ أسد جرجرة بمثابة القوة الدافعة والمشجعة على الكتابة رغم بعض الصعوبات لأنه ولو نظريا لو كان هناك مكان تنشر فيه مواضيع حصرية حول جيشنا الوطني الشعبي فلن يكون هذا المكان سوى منتدانا منتدى الجيش الوطني الشعبي .
وفي الأخير أشكر كل من ساهم في إخراج هذا الموضوع وزودني ببعض المصادر الهامة التي سمحت لي بإعداد بحثي الصغير المتواضع الذي اهديه لكل أعضاء منتدانا الحبيب.
محمد.س
1مقدمة:تمتلك مختلف الجيوش عبر العالم مؤسسات ومرافق قاعدية لتحديث وصيانة وتطوير المعدات والتجهيزات العسكرية العاملة في مختلف تشكيلاتها العسكرية.وبدورها تمتلك الجزائر مؤسسات مكلفة بمهام الصيانة والتطوير للعتاد العسكري الجوي والبحري والبري وهذا الأخير هو ما يهمنا في هذا الموضوع لتقديم صورة مبسطة عن عمليات العصرنة التي تمت وتتم على مستوى القاعدة المركزية للإمداد.
2التعريف بقاعدة بني مراد الإستراتيجية:مؤسسة بني مراد واحدة من المؤسسات العسكرية ذات الطابع الصناعي والتجاري المنضوية تحت وصاية المديرية المركزية للعتاد لأركان الجيش الوطني الشعبي ,أنشئت سنة 1975 لتصبح بداية من سنة 1982 تحت وصاية وزارة الدفاع الوطني لتعرف سنة 1992 تطورا جذريا بدخول مركب تجديد عتاد القتال الخدمة الفعلية بعد أن تم انجازه سنة 1987.
3مهام القاعدة:تعتبر القاعدة قطبا استراتيجي هاما في المنظومة الصناعية الوطنية بإشرافها على عمليات التصنيع و التجديد والتحديث والتطوير لصالح الجيش الوطني الشعبي وكذا المؤسسات الإستراتيجية الوطنية مثل مؤسسة سونا طراك ومؤسسات صناعة الاسمنت والأجر ومركب الحجار وغيرها من المؤسسات من خلال إعادة تأهيل القطع الرئيسية أو صناعة قطع غير جديدة كما تعتبر القاعدة المركزية للإمداد المزود الوطني الأول لمؤسسة البناء والتصليح البحري بقطع الغيار وفق المعايير العالمية.
تعتبر المهمة الرئيسية للقاعدة في ضمان الدعم اللوجستيكي للوحدات أثناء المعركة كما ان من مهام القاعدة نذكر:
_تجديد العتاد الحربي للوحدات القتالية للجيش الوطني الشعبي وتجديد الرادارات ومنظومات التسليح لمختلف الأسلحة القتالية.
_تصنيع قطع الغيار الميكانيكي والمعدني.
_تصنيع التجهيزات البترولية والمنجمية والهيدروليكية.
_التصليح الميكانيكي والالكترونيكي.
_تجديد قطع الميكانيك التكميلية.
_التحليلات الكيماوية والمعدنية.
_ تجارب الميكانيك.
_التكوين المهني.
أولا عمليات التجديد:
تضم القاعدة المركزية للإمداد عدد من الورشات (
مثل ورشات التفكيك والتركيب و ورشات تجديد التجهيزات الكهربائية ورشة تجديد الأجهزة...) التي تشرف على عمليات التجديد الخاصة بالعتاد والمنظومات القتالية مثل الدبابات والعربات القتالية والاستطلاعية ومنظومات الرادار وأنظمة التصليح لمختلف العيار والقاطرات الخاصة بنقل الألغام....
4عصرنة العتاد الموجود في الخدمة:تمكنت القاعدة خلال السنوات الماضية من تطوير عدد من المعدات الحربية العاملة في الجيش الجزائري وخاصة تلك التي تعود للفترة السوفيتية, حيث زودت هذه المنظومات إضافة إلى أسلحتها الرئيسية بمنظومات أسلحة متطورة(
مثل الصورايخ المضادة للدبابات) ومنظومات لقيادة الرمي واخرى لمراقبة ميدان القتال في حين تم تزويد بعض المعدات بمحركات جديدة ووسائل للحماية , فخلال زيارة مفتوحة للصحافة الوطنية للتعريف بهذه القاعدة الهامة تم عرض عدد من المعدات الحربية والمنظومات القتالية التي عكفت القاعدة المركزية على تطويرها من دبابات وعربات قتالية للمشاة والمنظومات المضادة للطائرات العاملة في سلاح القوات البرية وهذا اقتباس من إحدى الصحف الوطنية يوضح بعض تلك المعدات :
- اقتباس :
Parmi les engins réparés figurent, entre autres, les chars T55 et T72, les Chilkas, blindés utilisés dans la défense anti-aérienne, et les BTR. L’entreprise s’est également spécialisée dans la réparation de camions de marque «AMG» acquis auprès des Etats-Unis.
حسب الصحيفة فالجزائر طورت عدد من المعدات منها دبابات التي 55 والتي 72 إضافة إلى عربات شيلكا المستعملة في القوات البرية وشاحنات AGM المقتناة من أمريكا .
عمليات التطوير الخاصة بدبابة التي 72 منتشرة بشكل كبير على الانترنت وفي المواقع المختصة وكذلك الأمر مع عربات الBMP لكن ماذا عن تطوير الدبابة تي 55 وعربات الشيلكا وBTR.
دبابة T72 وعربة BMP المطورتان
BMP اثناء التجديد
التطوير الجزائري لعربات BTR-60 BTR-60 واحدة من العربات التي تم تطويرها على مستوى القاعدة المركزية للإمداد ببني مراد فقد تم استبدال محركي البنزين الاصليين للعربة من نوعGAZ-49B بمحرك ديزل صامت كما زودت العربة ببوابتين جانبيتين لتسهيل عملية الإخلاء التي كانت صعبة مع وجود البوابات العليا
كما وضع عازل حراري لتوفير جو عمل مريح للطاقم.
تطوير العربة شيلكا المضادة للطائرات ودبابة التي 55تم على مستوى القاعدة تطوير عدد من عربات شيلكا من خلال الرفع من قدرات المحرك لتزويد العربة بسرعة فائقة في جميع أنواع الأرضيات وكذا تزويدها بنظام تثبيت جديد ونظام مدفعي جديد كذلك ومن نفس العيار وتكيفها للرمي الصاروخي ارض جو.
بخصوص الدبابة تي 55 فقد تمثل التطوير الأساسي الذي عرفته فيما يلي:
تزويدها بقوالب TNTللحماية الديناميكية.
تزويد الماسورة بواقي حراري يعمل على تبريدها.
جهاز لقياس المسافة مزود بأشعة الليزر.
قنابل دخانية.
منظومة لرصد معطيات الرمي.
بخصوص الحرب المضادة للدروع فقد زودت القاعدة عددا من المدرعات المطورة بصواريخ مضادة للدروع كما تم تجهيز عدد من عربات Land Rover لقتال الدبابات.
بخصوص التصنيع فتعتبر عربة M5 أهم منتج محلي للقاعدة وقد تم تصنيع هذه العربة لتلبية حاجيات الجيش والتدخل السريع خلال العشرية السوداء وبخصوص هذه النقطة ورغم دخول هذه العربة الميدان فقد ظلت الشاحنات العسكرية أهم وسيلة لنقل الجنود والتدخل وهو السبب في نجاح عدد من عمليات التفجير والإغارة التي نفذت ضد وحدات الجيش الجزائري في العديد من المناطق ,مع العلم كذلك أن الجيش الجزائري أقحم العديد من الوسائل الثقيلة في هذه المعركة الغير كلاسيكية مثل العربات المدرعة والدبابات ,فقد كانت العربات المدرعة مثل BMP تستعمل في عمليات النقل والتمشيط التي تقوم بها وحدات الجيش الوطني الشعبي ...وبخصوص استهداف الشاحنات العسكرية فقد اتخذ الجيش الجزائري عددا من التدابير المبتكرة على مستوى العتاد والتدريبات والتكتيكات خصوصا في ظل نقص الوسائل الضرورية لمواجهة جماعات مسلحة تعتمد أسلوب حرب العصابات ومع ذلك فان نقص الوسائل والمعدات الضرورية للحماية كان واضحا.
خاتمة:أرجو من الله العلي القدير أن أكون وفقت في إيصال الفكرة وإيضاح المحتوى ,إن اخطات فمن نفسي ومن جهلي بتفاصيل العلوم العسكرية وان وفقت فمن الله الذي سدد خطاي لتلخيص ماكان بين يدي من معلومات ومستندات حصلت عليها بمساعدة إخوة كرام .
لاتنسونا من خالص دعائكم
اخوكم في الله محمد.س