. إنه معاقبة شخص، بأي طريقة كانت، بسبب فكره فقط. أما المعاقبة بسبب السلوك الذي يضر بالآخرين، سواء أكانوا أفرادا أم حكومات، فليس باضطهاد. لذا فإن سجن الحكوماتِ بعضَ المشايخ –أحيانًا- ليس اضطهادًا؛ إذ إن ذلك ليس لمجرد فكرهم، بل لمحاولاتهم الانقلابية، أو إثارة البلبلة في الشارع، أو ما شاكل ذلك. من هنا لا يجدر أن يقال إن حزبا مضطَهَد، بل هو حزب له آراؤه التي يؤمن بها، وله خططه الانقلابية العسكرية التي توجب على أي حكومة مقاومتها، حتى تبقى محافظة على نظامها. ولا يعني قولنا هذا أن آراء الحكومة هي الحق، أو أن آراء الحزب هي الباطل، بل لا علاقة للصحة والبطلان في موضوعنا. إننا نتحدث عن حدود الاضطهاد فقط. فقد يضطهدُ مسلمٌ كافرًا، وقد يضطهدُ كافرٌ مسلمًا. فالمضطَهدُ ليس على الحقِّ دومًا، وليس على الباطل أبدًا. لكن الاضطهادَ نفسه باطلٌ وجريمة. وليس كل من ادّعى الاضطهاد فهو صادق في دعواه.
ومنضرى الاضطهاد الفكرى لهم شخصية فوقية يعتقدون بموجبها انهم هم وحدهم على حق وهم الورثة الشرعين الوحدين لجنة الله وهم معصومون عن الخطئ .حتى اوصلوا العباد والاوطان الى الهرج ما هو الهرج هو القتل القتل