من خلال التعمق النوعي فيما يتعلق بالجانب البحثي في استخلاص المادة الموضوعية وأساليب جمع ومعالجة واستنتاج المعلومات التي تخص موضوع الرادار العسكري والتي أوردها العديد من الكتاب والباحثين المتخصصين في مصادر معلومات تعددت أشكالها ولغاتها وجدنا أن معظم ما طرح تناول الجوانب المتعلقة بالتعاقب الزمني للتطوير وطريقة العمل والاستخدامات والأنواع في أساليب طرح موضوعية أتسمت بالتبسيط والتعقيد في وقت واحد نظراً لعامل التداخل الذي لم يكن مطروحاً ليلائم مستوى إدراك وفهم القارئ العادي غير المتخصص والذي يلاحظ بشكل واضح في تعدد تقنيات وتصنيفات أنواع الرادارات كمفهوم عام ضمن معالجة متخصصة كأن تذكر أنواع الرادارات دون ذكر الحيثية المناسبة من وراء هذه الأنواع ، والذي سعينا جاهدين في هذا المقال محاولة تقسيم وتقنيين الرادارات العسكرية من عدة حيثيات والتي سنرودها لاحقاً ، بالإضافة إلى معالجة موضوع الرادار العسكري من حيث المفاهيم العامة من منظور عام مبسط وكذلك رادار الدفاع الجوي من حيث التكتيك من منظور متخصص كذلك بشكل مبسط مع ذكر بعض الأمثلة في عملية دمج متداخلة الأطراف وصياغة واحدة ضمن قالب موضوعي واحد سعياً منا نحو إرضاء القارئ الكريم وإعجابه .
المفهوم العملياتي العام للرادار العسكري النموذجي
أثناء التنفيذ العملياتي العام لمنظومة الرادار العسكري نلاحظ أهمية الدور الدفاعي المتواصل الذي تبديه درجات الاستعداد القتالي في السلم والحرب حيث تبقى الرادارات العسكرية على أهبة الاستعداد المتواصل في الكشف والاستطلاع للإنذار عن اكتشاف أي تدخل أو هجوم جوي غير معروف الهوية ليلاً ونهاراً ، فتتناوب أدوار التشغيل بين أطقم الرادارات في بحسب جدول المناوبات المنتظم بحيث لا يتوقف عملها لحظة واحدة وخصوصا تلك المعنية بحماية الوحدات والألوية القتالية المرابطة والتي غالباً ما تكون في حدود الدولة أو البلد .
- كما أن المهام والأدوار العملياتية الملقاة على عاتق الرادارات العسكرية لا تقتصر على مهمة الإنذار المبكر وكشف الأهداف الجوية فحسب بل خضعت هذا الرادارات لتقنيات الذكاء الالكتروني من خلال ربطها بشبكات توجيه الكترونية ترسل من خلالها الأوامر لتشغيل منظومات الصواريخ المضادة وتحريك وتوجيه الطائرات في حال اكتشافها للخطر الجوية المداهم سواءً كان بواسطة غارات جوية أو صواريخ عابرات القارات المحملة برؤوس نووية .
- حققت الرادارات العسكرية العديد من النجاحات المذهلة في الجانب الميداني على الصعيد العالمي في التصدي ومواجهة التهديدات الجوية فقد بدأ منذ ما يقارب ثلث قرن استحداث وسائل التشويش والتضليل أو ما تسمى بأجهزة الخداع الالكترونية مما ادخل الصراع الراداري في مجموعة من المشاكل والعقبات لانهاية لها ، وتتمثل أجهزة التشويش في بث موجات للتشويش والتضليل بهدف إشباع أجهزة الاستقبال الرادارية بحيث تعجز عن استقبال الأصداء المنعكسة على الهدف ، وعند ما تتعرض لأجهزة التشويش يلجأ العقل الالكتروني إلى تغيير ذبذبة الموجة الرادارية الأمر الذي يستدعي اكتشاف أنواع الذبذبة لكي يتمكن التشويش عليها مرة أخرى ، ومن أمثلة التشويشات الحديثة استخدام مواد ذات قدرة على امتصاص الإشعاعات الرادارية أو تغطية الآليات والطائرات والصواريخ لزيادة صعوبة اكتشافها، ومن الأمثلة على ذلك أيضاً استخدام آلية صديقة تقوم بالتقاط موجات العدو الرادارية وبث موجات على التردد ذاته .
-عرف الرادار العسكري (Military Radar) بأنه وسيلة جمع المعلومات المتعلقة بتحديد مكان وهوية الأهداف المعادية البعيدة عن طريقة بث الموجات الكهرومغناطيسية إليها والتي ترتد إليه ويقوم بتحليلها ومعرفة بيانات الهدف .
استخدمت الرادارات العسكرية على البر و في البحر وفي الجو وكذلك الفضاء ، لقد بدأت تقنيات الرادار العسكري مرحلة التطور إثناء الحرب العالمية الثانية والتي انصبت في تطوير وتحديث الاستخدام العملياتي لكشف الهجمات الجوية المعادية التي شكلت أقوى التهديدات بسبب ما خلفته من أضرار جسيمة لدى أطراف الحرب.
يستخدم الرادار العسكري كمنظومة للإنذار المبكر والاستطلاع بالإضافة إلى السيطرة على النيران والتي لابد أن تكون مصممة خصيصاً لتكون متنقلة (محمولة ) لتتلاءم مع مختلف الظروف الجغرافية والجوية .
يتميز الرادار العسكري النموذجي بالاتي
-1- القدرة على التعامل مع عدة أهداف في وقت واحد بالإضافة إلى المشاركة العملياتية مع أنظمة أسلحة الدفاع الجوي .
2- سرعة إكتشاف الهدف وقصر مدة رد الفعل في الاشتباك وإطلاق النيران .
3- القدرة على العمل مع مختلف الأحوال الجوية ليلاً ونهاراً .
4- سهولة وانخفاض احتياجات التشغيل للحد من التوتر وتفادياً لمعوقات التشغيل في ظل الظروف القاسية .
5- مرونة الحركة وسهولة التنقل لمختلف أجزاء المنظومة في جميع أنواع التضاريس .
6- مرونة الاندماج مع عدة أنظمة من أسلحة الدفاع الجوي من خلال تقديم البيانات والمناورة للأشتباك مع الهدف .
7- الدقة العالية والتتبع الدقيق في معرفة وتمييز وتحديد الهدف الصديق من العدو .
- يتكون نظام الرادار العسكري النموذجي من المكونات الآتية
- مجموعة الرادار(RADRGROUP) :- تتكون مجموعة الرادار من كلاً من هوائي الرادار ، وحدة الإرسال اللاسلكي ، ووحدة التحكم عن بعد ، ووحدة مولد الذبذبات ووحدة التحكم الآلي بالترددات (LO/AFC ) ،ووحدة وحدة موجه الموجات ومعالج الفيديو وتمييز الصديق من العدو IFF وجهاز إرسال الرادار وجهاز استقبال الرادار.
-غرفة التحكم (SHELTER) :- غرف التحكم بالرادار هي جزء من منظومة الرادار والتي تحتوي على وحدة العرض ، وحدة المعالج ، شاشة المراقبة ذات مبين الموقع الاسقاطي ووحدة التحكم بالترددات لمعرفة الهدف الصديق من العدو ، بالإضافة إلى مكيف الهواء و شاحن البطاريات مع مجموعة المعدات الطرفية الخاصة بالتحليل والاتصالات السلكية واللاسلكية .
- عربة المولد (MOTOR GENERATOR):- عربة متنقلة تحمل مولداً للطاقة الكهربائية يمد نظام الرادار بالطاقة الكهربائية اللازمة.
الرادارات العسكرية واحدة من أهم متطلبات الحرب الحديثة والتي تبرز أهميتها في استخداماتها في الكشف المبكر عن تهديدات الصواريخ البالستية بالإضافة إلى كشف أدق واصغر الأهداف الجوية بالإيعاز والتوجيه للأسلحة بإطلاق النيران ، ومن أهم ما يقدمه الرادار العسكري من حيث البيانات هي تقييم التهديدات الجوية للأهداف المتعددة آلياً وذلك حسب تسلسل التهديد أي حسب نوعية التهديد الأكبر ، من خلال تقديم المشورة لطاقم الأسلحة عن الهدف الذي يمثل أكثر تهديداً لتتخذ هي بدورها مهام الاشتباك معه سواءً كان التهديد من حيث الأقرب مسافة أو الأخطر تدميراً، حيث يقدم بيانات التهديدات بشكل متاح في الوقت المناسب ليكون الاستعداد للرد والاشتباك بنفس اللحظة لإتاحة الوقت الكافي لاختيار السلاح الأنسب للرد و الاشتباك حسب بعد ونوعية الهدف .
أهم أنواع الرادارات العسكرية وتقسيماتها
في هذا السياق تم معالجة أنواع الرادارات العسكرية من حيث التقنين إلى أربعة أقسام عالجت أنواعها من حيث الأبعاد والقدرات ومن حيث نوعية المهام والعمليات ومن حيث طبيعة الأداء ومن حيث الاستخدام :
أولاً :أنواع الرادارات العسكرية من حيث الأبعاد والقدرات
1ــ الرادارات ثنائية الأبعاد (2D)
ــ يعتبر الرادار الثنائي الأبعاد ( 2D ) من أنواع أجهزة الرادار العسكرية المستخدمة حيث يتصف بأنه رادار البحث الأفقي ثنائي الأبعاد الذي يستخدم النموذج الإشعاعي المروحي على المستوى الرأسي وتحركه أفقياً لتغطية الفراغ المحيط بالرادار والذي تصل سرعة دورانه على المستوى الأفقي من 5 ــ 15 دوره /الدقيقة ، والذي تعمل معظمها في الحيز الترددي ( ( UHF.S. I استخدمت الرادارات ثنائية الأبعاد عسكرياً كرادارات رئيسية لسنوات طويلة ،ولكن سرعان ما استبدلت بالرادارات الثلاثية الأبعاد (3D ) لما توفره من معلومات دقيقة عن ارتفاع الهدف وخصوصاً ما تشكله الهجمات الجوية الحديثة من تهديدات تمثلت في كثافة الحركة الجوية العالية والذي لا يفي بمتطلبات المعركة الجوية الحديثة حيث أن المعلومات التي يقدمها عن ارتفاع الهدف ما عادت تتناسب مع كثافة الهجمات الجوية ، ويدخل استخدام هذا النوع في مجال المراقبة الجوية المدنية حيث تستخدم أحيانا كمنارة رادارية ثنائية الأبعاد لتستقبل معلومات الارتفاع التي ترسلها الطائرات المدنية المراقبة ليستكمل بها المعلومات المتوافرة منه كرادار ثنائي الأبعاد.
2ــ الرادارات ثلاثية الأبعاد ( 3D )
يقوم عمل الرادار ثلاثي الأبعاد (3D) على مفهوم الكشف والتعقب من خلال تحديد ارتفاع الهدف وتحديد زاويته الأفقية وتحديد بعده عن الرادار، ويوجد نوعان من الرادارات ثلاثية الأبعاد ، النوع الأول الذي يستخدم نموذج إشعاع مروحي الشكل في الإرسال والذي تبلغ زاوية ارتفاعه الراسية حتى (20ــ 30 ) درجه ويستقبل من خلال (6ــ12) نموذجاً إشعاعياً رأسياً متداخل تعمل في الوقت نفسه ،يمتاز هذا النوع بمعدل عال من تدفق المعلومات عن الأهداف وخصوصاً الأهداف المتحركة (mtd ) بحيث لا يؤثر اختلاف الترددات المرتدة من الهدف على دقه قياس الارتفاع ،والنوع الثاني من الرادارات ثلاثية الأبعاد التي تستخدم نموذجاً إشعاعياً في المستوى الرأسي ذو زاوية دقيقة ، والذي يتحرك إلكترونيا ليغطي قطاع الكشف الرأسي بينما يلاحظ أن الهوائي بشكله العام يدور بشكل أفقي ليغطي قطاع الكشف الأفقي ، ويتم التحكم في الإشعاع الرأسي عن طريق التحكم في زاوية الموجه الرادارية .
أمثلة الرادار الأمريكي (AN/TPS-59 ) أو الرادار ( AN/TPS-32 ) ويتميز هذا النوع بعدم تأثير انعكاسات الظواهر الأرضية نظراً لانخفاض مستوى الفصوص الجانبية للنموذج الإشعاعي ، الدقة العالية في قياس زاوية الارتفاع ومن ثم تقديم نتائج دقيقة عن الارتفاع.
ثانياً : أنواع الرادارات العسكرية من حيث نوعية المهام والعمليات
1ــ رادار كشف الأفراد والآليات
وهو عبارة عن نموذج لرادار صغير يمكن حمله براً وبحراً وجواً وهذا الرادار من طراز (دوبــار ) والذي يقوم بترجمة الذبذبات إلى إشارات وإنذارات صوتية ، وجرى إنتاجه على شكل أجهزة صغيرة جداً يمكن تركيبها تحت خوذات المقاتلين ، والتي يصل مداها إلى بضع مئات من الأمتار .
2ــ رادار التصوير الجوي
وهو عبارة عن رادار محمول جواً يمكن استخدامه في المجالين المدني والعسكري وتتلخص طريقة عمله في التحليق من خلال هوائيات صغيره ، وهو قادر على تسجيل الإشارات المنعكسة على الأرض على لوح حساس.
3ــ رادار (دوبلر )
وهو منظومة كانت معروفه قبل الحرب العالمية الثانية ، غير أن تطبيقها تم بعد الحرب إثر اختراع مضخم الكليسترون ذي القدرة العالية كمصدر لتوليد الميكروويف ، وباستخدام (الكليسترون) الجديد أمكن صنع رادارات لكشف حركة الأهداف ، وبذلك يمكن فصل الإشارات المنعكسة عن الأجسام الأرضية الثابتة ، وأمكن فيما بعد تطوير رادارات ذات موجات متصلة ، ورادارات نبضية تستطيع استخلاص نظام (دوبلر ) وعروضه على الشاشة بوضوح .
4ــ رادار الإرشاد
وهو رادار تمت صناعته أو تصميمه في الأصل للتحقق من الرادارات الصديقة والعدوة ، وتحمل الأقمار الإصطناعية المستخدمة في الأرصاد الجوية على متنها رادارات الإرشاد وتقوم هذه الأقمار بتجميع المعلومات المتعلقة بالظروف الجوية أثناء دورانها حول الأرض ، ولدى مرورها فوق محطات أرضيه خاصة ، وتقوم المحطات بأستجواب رادارات الإرشاد المحمولة على متن الأقمار الصناعية ، تستجيب هذه الرادارات العسكرية والمدنية والمناخية التي جرى تجميعها .
5ــ الرادار الليزري
وهو رادار من احدث الرادارات المعروفة حتى الآن الذي أطلق عليه إسم (ليدار) وهدفه متابعة الأهداف بواسطة استقبال الأشعة المنعكسة عنها ، ويتميز الرادار الليزري عن الرادار العادي بدقته العالية ،وبقدرته على متابعة أهداف بعيده جداً وذلك بسبب ارتفاع وضيق وقصر ذبذبة الشعاع ،ومن المعروف أن سرعة الأشعة تعادل سرعه الضوء أي(300الف كيلومتر/الثانية )، والرادار الليزري (ليدار )يعتبر من أدق الرادارات المعروفة والأبعد مدى المستخدمة اليوم ، وتستخدم هذه الرادارات الآن في ذبذبات الميدان الحديثة مثل الدبابة الألمانية (ليوبارد)والدبابة البريطانية (سنتوريون) والدبابة الأمريكية (أم ــ 60) والدبابة الروسية (تي ــ 82) كما أضافت فرنسا هذا الرادار إلى الطائرات المقاتلة (الميراج) الفرنسية.
6- رادارات ساحات القتال
وهي رادارات تستخدم في أدوار متعددة تتوزع بين المراقبة العامة،ومراقبة الحدود أو السواحل و التجسس على المناطق المعادية والسيطرة على الأهداف وتعيين مواقع القنابل والقذائف وتصحيح الرماية ومن الرادارات المعروفة حتى الآن نظام (هالو –Halo) وهو نظام أعد لاكتشاف وتحديد الأصوات العالية الصادرة عن مدفعية الأعداء ويتميز هذا الرادار بسرعة تحليل المعطيات عن المدفعية وتحديد مواقعها وإعداد العدة لاعتراض وإسكات مصادرها ، كما يؤمن معلومات دقيقة ضمن مدى يتراوح بين 20متر -15 كيلو متر ، وطورت شركة (رايثون ) الأمريكية نظام الرادار( 36 –AN-TPQ) المتوسط المدى الذي يستطيع خلال ثوان قليلة اكتشاف مواقع الأهداف ، والإبلاغ عن عشرة أنواع من الأسلحة في مدى يصل إلى 24 كيلو متر ، وجمع المعلومات الدقيقة والوافية عن ساحة المعركة والتهديدات الميدانية التي ينبغي القضاء عليها، ثم يهيأ تلقائياً الأسلحة المناسبة للانقضاض عليها .
7- رادار التعقب
وهو رادار مخصص لتقدير المسافة والارتفاع بواسطة طريقة (دوبلر ) ومن مميزاته أنه قادر على ملاحقة عدة أهداف دفعة واحدة ، إن وجود صواريخ عابرة للقارات متعددة الرؤوس النووية دفع إلى تطوير رادارات ذات قدرة عالية لاستخدامها في أنظمة الإنذار المبكر لدى الدول الكبرى وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبدأ الاهتمام ينتقل نحو استخدام الذبذبات العالية التي تتراوح بين 300و3000 جيجا هيرتز كما يقول المختصون بعلم الرادار والاتصالات والجدير بالذكر أنه ومنذ مطلع الستينات من القرن الماضي أصبحت العقول الالكترونية تشكل جزءاً من معدات الرادار الحديثة .
ثالثاً :أنواع الرادارات العسكرية من حيث طبيعة الأداء
1- الرادار النبضي
يعمل الرادار النبضي من خلال إرسال نبضات قصيرة جداً من الموجات الكهرومغناطيسية باتجاه الهدف وبمعدل يتم تحديده بناء على البعد الأقصى الذي يمكن للرادار أن يقيسه ، ويتم تحديد بعد الهدف في الرادار النبضي من خلال قياس الفترة الزمنية التي استغرقتها النبضة من وقت إطلاقها إلى رجوعها للرادار ومن ثم يتم حساب بعد الهدف من خلال ضرب سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية في الفضاء والبالغة ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية بنصف قيمة الفترة الزمنية المقاسة ، ولكي يتمكن الرادار من تحديد بعد الهدف بدون أي التباس يجب أن تصل النبضة المرتدة قبل إطلاق النبضة التالية وإلا فإن الرادار المصمم لقياس مدى قد يصل إلى مائة كيلومتر وبدون أي التباس يجب أن لا يزيد معدل النبضات المرسلة عن ألف وخمسمائة نبضة في الثانية .
2- رادار تأثير دوبلر
يستخدم رادار تأثير دوبلر لقياس سرعة الأهداف المتحركة والذي مفاده أن تردد الموجة الكهرومغناطيسية المرتدة عن الهدف المتحرك قد يزيد أو ينقص عن تردد الموجة المرسلة بمقدار يتناسب طردياً مع سرعة الهدف بإتجاه الرادار ففي حالة الزيادة فإن الهدف يقترب من الرادار وفي حالة النقصان فإنه يبتعد عنه ، ومن الواضح إن سرعة الهدف لا يمكن تحديدها بشكل مطلق إلا في حالة واحدة وهي إذا كان الهدف يتحرك بشكل مباشر نحو الهدف أما إذا كان يتحرك بزاوية عمودية أو مائلة على الخط الواصل بين الهدف وموقع الرادار فإنه من غير الممكن تحديد السرعة المطلقة ، ويمكن حساب سرعة الهدف المطلقة بشكل غير مباشر إذا ما تمكنت المعالجات الموجودة في الرادار من تحديد اتجاه سير الهدف والسرعة الإشعاعية التي تم قياسها من خلال رادار دوبلر.
3- الرادار ذو الموجة المستمرة
يعمل الرادار ذو والموجة المستمرة من خلال إرسال موجة كهرومغناطيسية جيبيه عالية التردد بشكل مستمر وليس على شكل نبضات كما في الرادار النبضي ، ويوجد نوعان من هذا الرادار ففي النوع الأول يكون تردد الموجة المرسلة ثابت ولا يمكن في مثل هذه الحالة قياس بعد الهدف سواء أكان متحركاً أم ثابتاً ولكن يمكن استخدام هذا الرادار لقياس سرعة الهدف المتحرك باستخدام تأثير دوبلر ، ويستخدم هذا النوع في التطبيقات التي تهتم بسرعة الهدف فقط كما في الرادارات المستخدمة من قبل شرطة المرور لقياس سرعات المركبات على الطرق ولكي يتمكن الشرطي من قياس السرعة بشكل دقيق عليه أن يوجه الرادار بنفس اتجاه سير المركبة وإلا ستكون السرعة المقاسية أقل من السرعة الحقيقية .
4- رادار المصفوفة الطورية
وهو عبارة عن مجموعة من الهوائيات البسيطة يتم تغذيتها بتيارات يمكن التحكم بشدتها وبأطوارها بطريقة الكترونية ومن خلال اختيار شدة التيارات وأطوارها للهوائيات البسيطة يمكن الحصول على شعاع أو أكثر وبأي اتجاه للهوائي الكلي ، وتتميز هوائيات المصفوفة الطورية كذلك بقدرتها على تشكيل أكثر من شعاع ويمكن تحريك كل شعاع بشكل مستقل عن بقية الأشعة وهذا يناسب رادارات التتبع ،لقد ظهرت فكرة استخدام الرادارات ذات المصفوفة الطورية خاصة في الطائرات الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية ولكن لم تنجح محاولات بنائها إلا في الستينات بعد تطور تكنولوجيا الالكترونيات ، لقد أصبح هذا النوع من الرادارات هو المفضل في كثير من التطبيقات بسبب عدم الحاجة لتحريك الهوائيات ميكانيكياً وأكثر ما تستخدم في الطائرات بمختلف أنواعها وذلك لصعوبة وضع رادارات تقليدية على ظهرها .
5- رادار التتبع
تتطلب بعض التطبيقات أن يقوم الرادار بتتبع الهدف المتحرك بعد أن يتم اكتشافه من قبل الرادار أو رادار آخر حيث يتوقف هوائي الرادار عن الدوران ويتم توجيهه نحو الهدف تماماً ويتابع حركته باستمرار ، وغالباً ما يتم استخدام نظام تحكم بتغذية راجعة سلبية تتحكم بحركة الهوائي لكي يتمكن من متابعة الهدف بشكل دقيق ، وأكثر ما تستخدم مثل هذه الأنظمة في التطبيقات العسكرية حيث يتم ربط نظام التتبع بنظام التحكم بمصادر النيران بحيث يتم ذلك بشكل تلقائي ، وتستخدم هذه الأنظمة في الدفاع الجوي والصواريخ قصيرة المدى وفي الأنظمة المضادة للصواريخ وغيرها .
رابعاً: أنواع الرادارات العسكرية من حيث الاستخدامات
1-رادارات باطن الأرض
يستخدم رادار باطن الأرض للكشف عن الألغام الأرضية التي تدفن تحت سطح الأرض ببعض السنتيمترات وهي أسلحةً خطرةً جداً ليس في زمن الحرب فحسب بل فيما يعده لعشرات السنوات، الرادار المخترق للأرض يمكن استخدامه لإيجاد الألغام لتدميرها وإخراجها، فبسبب الإشارات الرادارية تتغلغل في التربة وتكشف عن وجود معدات تحت سطحها شريطة أن لا تكون درجة الرطوبة في التربة عالية .
2-رادار التنبيه
ومعظم هذه الرادارات هي أجهزة صغيره (بحجم حقيبة الأعمال التجارية) التي تركب على حوامل وهي بمثابة نوع من أنواع وسائل الحراسة للمراقبة على مساحة معينة وإصدار تنبيه عن حدوث أي طارئ متغير يتوجب الإنذار .
3- رادار المراقبة الجوية
مراقبة المجال الجوي أمر ضروري لكشف الطائرات المعادية وتوجيه تدابير دفاعية ضدها، وكان أول تطبيق لهذه الفكرة في الحرب العالمية الثانية في القوات البريطانية كسلسلة من التطويرات، وعادة ما تركب هذه الرادارات على أماكن مرتفعة من أجل تحقيق أقصى قدر من منطقة التغطية، والتي يمكنها أيضاً الكشف عن الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض إلى مسافات آلاف الكيلومترات ويمكن تركيب جهاز رادار المراقبة الجوية على منصة محمولة جواً مثل الأواكس (نظام الإنذار والتحكم المحمول جوا).
الرادار التكتيكي لنظام الدفاع الجوي
- كان للمتغيرات الحديثة في مجمل الجوانب العملياتيه والتكتيكية التي فرضتها طبيعية الحرب الحديث على نظام الدفاع الجوي المزيد من الاهتمامات في مجالات التطوير والتحديث في رفع القدرات القتالية لأنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى والمتوسطة والبعيدة رفعاً لمستوى الجانب الدفاعي العام المتمثل في السيطرة على المجال الجوي المعين عليها حمايته.
- عند الحديث عن الجانب التكتيكي لرادارات الدفاع الجوي لابد من تسليط الضوء على مكونات نظام الدفاع الجوي العام والذي يتكون من منظومة القيادة والسيطرة ، ومنظومة الاستطلاع والإنذار الرادارية ، ومنظومة الصواريخ د/جو ، منظومة المدفعية م/ط ، بالإضافة إلى المقاتلات الاعتراضية، ونظام الدعم الإلكتروني، من هنا ومن خلال معرفه دور كل منظومة نستنتج الدور الإستراتيجي لرادار الدفاع الجوي فنلاحظ أن منظومة القيادة والسيطرة تتلقى بيانات الموقف القتالي من منظومة الاستطلاع والإنذار الراداري والذي عليه يتم إتخاذ القرار اللازم حسب طبيعة الموقف، والذي تقوم بإرسال الأوامر إلى أنظمة التسليح الصواريخ د/جو، والمدفعية م/ط هذا فيما يخص الموقف العملياتي على نطاقه العام، أما بالنسبة للدور التكتيكي العملياتي لرادارات الدفاع الجوي فيلاحظ أن نظام الدفاع الجوي يتكون من ثلاثة أنواع من الرادارات التكتيكية وهي :ـ
1) رادار الإستطلاع والإنذار:ـ والذي يمثل منظومة عاملة منفردة تتكون من رادار ذو مدى كاف يتمتع بإمكانيات رد فعاله، والذي يقوم بهمة الإنذار التكتيكي الذاتي الذي يتيح لبقية الأنظمة التعرف على الموقف القتالي العام من خلال تقديمه للبيانات التي تدعم إتخاذ القرار لقادة تلك الأنظمة حيث يسهل في معرفة وتحديد نوعيه الأهداف وبيانات مكانها في تعدد المعلومات عن الموقف الجوي مما يكسب نظام الدفاع الجوي القوة والفعالية في إجراءات الرد والاشتباك مع العدو الجوي مما يسهل في حماية التشكيلات الميدانية على الأرض، يعمل رادار الاستطلاع والإنذار حيناً إلى جنب مع الرادارات الفرعية لبقية المنظومات ويتكون في الغالب من ثلاث وحدات هي الهوائي ووحده التحكم والمولد الكهربائي .
2) رادار التوجيه للصواريخ د/جو :ـ تتكون معظم منظومات الصواريخ د/جو من رادارات توجيه تدخل ضمن مكونات المنظومة العام والتي تتعدد مهامها في البحث أو الكشف بقدرات عالية في تعقب الأهداف الجوية والتي يمكنها المسح وتعقب عدة أهداف بالإضافة إلى المهمة الرئيسية وهي توجيه الصاروخ إلى مكان الهدف.
3) رادارات التحكم بالنيران:ـ تتكون بعضاً من منظومات المدفعية م/ط من أجهزة تحكم بالنيران تعمل على مبدأ الرادار الذي يقوم بعملية الكشف وتحديد الهدف والذي يدخل ضمن مكونات بطارية المدفعية والتي قد تدخل معها بطارية صواريخ فيقوم الرادار بالتحكم بإطلاق النيران من خلال عملية توجيه سبطانات المدفعية آلياً نحو مكان الهدف وإطلاق نيرانها آلياً، من أجهزة التحكم بالنيران الرادارية .
...........منقول