من مشاهد الرعب والارتجاف والارتباك المرسومة على وجوه الجنود الإسرائيليين بعد خروجهم جرحى من المعارك البرية مع مقاتلي حزب الله في مارون الراس وبنت جبيل وغيرها، يتضح نوعية السيكولوجيا العسكرية الإسرائيلية ومثلها الأمريكية، وهي تخوض حروبها القاتلة ضد شعوب هذه الامة، وبعض التقارير الدولية تؤكد حالات الهلع والمغص والاسهال التي اصيب بها الجنود الإسرائيليون في المعركة.
انهم لا يظهرون تفوقهم الا وهم معلقون في السماء، يضغطون على ازرار طائراتهم المتفوقة تكنولوجيا، ليدمروا المدن ويقتلوا البشر ويرتكبوا المجازر ضامنين ان لا رادع لتفوق قوتهم الجوية تلك، أما حين تضطرهم الظروف الحربية للنزول إلى الارض ومواجهة المقاتلين، ورغم ايضاً تكنولوجيتهم العسكرية المتفوقة من دبابات وجنازير وبنادق باللايزر وقنابل وغيرها، فإنهم لا يظهرون سوى الجبن والذعر وتكبد الخسائر الفادحة رغم مساندة القوات الجوية لهم من فوق ورغم عدتهم وعدادهم وفرقهم وألويتهم.
في كل الحروب اثبتوا ذلك، وفي كل المعارك دشنوا ذلك، وما انتصارهم في النهاية الا انتصار تفوق تكنولوجي عمل العدوان الصهيوني والأمريكي على ألا يمتلك العرب مثله، أو ما يضاهيه صيانة لتفوق إسرائيلي دائم على كل دول المنطقة مجتمعة، رغم المليارات المصروفة على الجانب العسكري لدى العرب، وكأنه نثار هباء، الا إذا أرادوا ان يحاربوا بعضهم بعضا، أو حين يتم توظيفها في بعض الحروب الأمريكية مثلما حدث حين الحرب على العراق بهدف معلن هو تحرير الكويت، وهدف مستتر هو تدمير العراق واخراجه من ميزان القوة العربية.
ليس في الحروب الإسرائيلية كلها الا سيكولوجية (الجرذان المدججة بالتكنولوجيا)، وسياسة عسكرية لا اخلاقية، حين يتم استهداف بيوت الامنين وقتل الاطفال بكل وحشية ومجازر (قانا) شاهدة واستهداف شاحنات الادوية وغيرها، واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا من فوسفورية وعنقودية ونووية محدودة لحسم المعركة، ليس في الحروب الإسرائيلية من بطولة حتى وإن حققت سابقا انتصارات بسبب تزويدها (أمريكيا) بالتفوق العسكري التكنولوجي. وليس لدى جنودها من شجاعة أو بسالة أو صمود أو فنية أو عبقرية، الا بقدر ما تقصف طائراتها الحربية كل مدن البلد المستهدف، وتدمر كل بنيته التحتية، وتشرد بشره وتقتل مدنييه وأطفاله وترتكب المجازر.
ليس لدى العسكرية الصهيونية حتى من اخلاق عسكرية تم التعارف عليها دوليا، وهي تستهدف فرق الانقاذ المدني، وباصات الادوية، ومراكز الامم المتحدة، مثلما تستهدف المصانع المدنية كمصانع الحليب والمنتجات الغذائية وغيرها.
ليس لدى الآلة العسكرية الصهيونية والقائمين عليها أي احترام لحرية الاعلام العالمي، وهي تدمر بقنابلها مراكز الاعلام والفضائيات وتقتل الصحفيين والاعلاميين، علها تسكت الصور والكلام اللذين بهما ينفضح حجم بشاعتها ولا اخلاقياتها في المعارك والحروب، مثلما يفضح استهدافها لجهات وأماكن وبشر، لا علاقة لها ولهم بما يدور من عدوانات، اعتادت عليها عبر تحصين جنودها، اما بالطائرات الحربية التي لا رادع لها لدى الطرف الاخر، أو بدبابات رغم كل تفوقها يتم تدميرها ايضا من جانب مقاتلي المقاومة. الجندي الإسرائيلي الذي افتى له حاخاماته بمشروعية قتل الاطفال والنساء والابرياء والمساجد والكنائس والمراكز الانسانية والجامعات والمدارس والمصانع المدنية والمراكز الاممية الانسانية، هو جندي (عنصري ولا اخلاقي على المستوى العسكري والانساني، بقدر ما هو بربري وهمجي وجبان لا يسنده في حروبه الا تفوقه التكنولوجي الذي حرصت الولايات المتحدة على تزويده به أولا بأول اثناء العدوان وبعد بدئه).
وبنظرة قريبة على وجوه الجنود الخارجين من المعارك البرية مع مقاتلي حزب الله مؤخرا، تنكشف صورتهم الحقيقية وسيكولوجيتهم العميقة: انهم مجرد جرذان مدججة بالتكنولوجيا، ووزير الحرب الإسرائيلي نفسه ينتقد الإسرائيليين (الذين يعتبرون رجال المقاومة أكثر بطولة من جنودهم) ونصحح له ان ليس لدى جنوده اية بطولة اصلا إلا بطولة بالتكنولوجيا.
فوزية رشيد