الطائرات المسيرة...........شامل

بدأت أولى محاولات صنع طائرات بدون طيار خلال فترة الحرب العالمية الأولى حيث صنعت أول طائرة في أمريكا. إلا أن الأبحاث في هذا المجال سارت بوتيرة بطيئة بسبب تركيز كل الجهود على الحرب .
وبعد مرور أكثر من عقد على انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت البحوث في هذا المجال تزداد بكثافة في عدد من دول العالم. وفي منتصف الثلاثينات من القرن الماضي تم تصنيع عدد من الطائرات المسيرة لاستخدامها لأغراض التدريب على القتال.

الطائرات المسيرة هي طائرات بدون طيار وتسمى أيضاً المركبات الهوائية غير المأهولة (unmanned Aerial vehicles) أو (UAV).
يتم تطييرها من الأرض بوسائل معينة لتنفيذ مختلف المهام المسيرة بها ثم تعود إلى الأرض بوسائل أخرى ، وتنطبق على الطائرات المسيرة جميع القوانين الايروديناميكية التي تخص الطائرات الاعتيادية.
تمتاز بعدم وجود طيار على متنها للتخلص من عامل المجازفة بحياة قائدها في حالة سقوطها ، كما تمتاز بقلة تكاليف صناعتها عموماً( عدا بعض النماذج التي أصبحت باهظة الثمن بسبب كثرة المعدات المركبة عليها وحسب مهامها)، كما أنها تستطيع الطيران في كل الأجواء في السلم والحرب دون الخوف من الدفاعات الجوية المعادية حيث يمكن التضحية بها عند اكتشافها من قبل العدو وإسقاطها.
تقسم الطائرات المسيرة من حيث طريقة قيادتها إلى نوعين
الطائرات المسيرة بصورة مباشرة ومستمرة من الأرض (Piloted Vehicle Remotely) أو(RPV)، والطائرات ذات الطيران المستقل ببرنامج معد مسبقاً وحسب مسار محدد(Drone). والنوع الثاني لا يمكن التشويش عليه أو الدخول إلى برنامج قيادته. ويمكن أن تكون الطائرات في نفس الوقت(RPV) في بداية إطلاقها، ثم تعطي الأوامر بالتحويل إلى الطيران المستقل ثم تغلق المحطة الأرضية الموجهة لتصبح طائرة(Drone).
نبذة تاريخية
بدأت أولى محاولات صنع طائرات بدون طيار خلال فترة الحرب العالمية الأولى حيث صنعت أول طائرة في أمريكا. إلا أن الأبحاث في هذا المجال سارت بوتيرة بطيئة بسبب تركيز كل الجهود على الحرب .
بعد مرور أكثر من عقد على انتهاء الحرب العالمية الأولى بدأت البحوث في هذا المجال تزداد بكثافة في عدد من دول العالم. وفي منتصف الثلاثينات من القرن الماضي تم تصنيع عدد من الطائرات المسيرة لاستخدامها لأغراض التدريب على القتال.
في النصف الأول من عقد الأربعينات وأثناء الحرب العالمية الثانية قام الألمان بصناعة مركبة بدون طيار لأغراض الاستخدام الحربي وسميت (VI) على شكل صاروخ (أرض ـ أرض). وبعد انتهاء الحرب واستحواذ الاتحاد السوفيتي وأمريكا على مخلفات ألمانيا المندحرة بدأ زمن بحوث وتطوير الطائرات المسيرة.
في عام (1958م) بدأ مكتب تصميم(Tupolev) بحوثه في تصميم أول طائرة سوفيتية مسيرة لأغراض الاستطلاع (Tu- 121)، والتي عانت من مشاكل في الهبوط بسبب سرعتها العالية مما يؤدي إلى حدوث أضرار في معداتها أثناء هبوطها بالمظلة.
وفي بداية الستينات تم تصنيع طائرة الاستطلاع الإستراتيجية الكبيرة (Tu-123) والمسماة (Yastreb)، وكان طولها(30) متر وركب عليها محرك نفاث معجل نوع (KR-15) مع محركها الأصلي لزيادة سرعتها.
كانت تطير على ارتفاع يصل إلى ( 22 كم ) حيث لا تصلها الدفاعات الجوية في ذلك الوقت. وجهزت الطائرة بمعدات تصوير واستطلاع فوتوغرافية وراديوية.
في عام (1964م) صنعت الطائرة (Tu- 139) والمسماة (Yastreb-2) وكانت أصغر من سابقتها وذات بصمة رادارية صغيرة.
من جانب آخر قام الأمريكان بصناعة طائرات مسيرة تدريبية وقتالية استخدمت في حرب فيتنام للاستطلاع والمسح الجوي.
وبعد انتهاء حرب فيتنام وفي بداية السبعينات قام الأمريكان بصنع طائرة (AQM-34) أو(Firebee)، ثم تلتها عمليات بحوث وتطوير أنواع أخرى من الطائرات المسيرة.
في عام (1973م) أنتج الروس طائرة(Tu-143) الصغيرة المسماة (Reis) التي كانت تطير من أي مكان واستخدمت للاستطلاع الجوي في الظروف الجوية السيئة ، وبوجود دفاعات جوية معادية ، وفي المناطق الجبلية ، وقد تم تصوير النشاطات الحربية فوق إسرائيل بواسطتها عام (1982م) حيث كانت إسرائيل تعلم بوجودها ولكنها لم تستطع كشفها وإسقاطها.
تم تركيب معدات متطورة عليها مثل منظومة الاستطلاع الإلكتروني(Sigma) و الإشعاعي ، وكاميرات تلفزيونية نوع (Chibis-B)، وطيار آلي نوع (ABSU-143) وجهاز دوبلر المعروف (Diss-7) وجهاز الارتفاع عالي الدقة(A-032) ، ومحرك نوع (TRZ-117) واستخدمت عليها كاميرات فوتوغرافية نوع(PA-1) ذات منظومة عدسات بدقة تميز تصل إلى (20)سم من ارتفاع (500)متر.
كان وزن الإقلاع للطائرة(1230 كغم) ووزن الهبوط (1012 كغم) وسرعتها القصوى (925) كم / ساعة.
في نفس الوقت قام الروس بصنع طائرة (Tu-144) أو(Strizh) وهي طائرة متعددة الأغراض واستطلاعية تكتيكية صغيرة الحجم يصل مداها إلى (1000) كم ، وسرعتها (1100 كم / ساعة).
في الثمانينات انضمت إسرائيل إلى الدول المصنعة للطائرات المسيرة حيث قامت ببيعها إلى عدد من الدول.
وفي عام (1982) أنتج الروس طائرة (Tu-343) وذلك بتطوير الطائرة (Tu-123) وسميت(Reis-D) وزودت بمعدات متطورة ، وبدءاً من عقد الثمانينات ازداد عدد الدول المهتمة ببحوث وإنتاج الطائرات المسيرة وفي التسعينات شهد العالم ظهور عدد كبير من الطائرات المسيرة مختلفة الأحجام والمواصفات، أنيطت بها مهام كثيرة، كما تم تصنيع طائرات الإقلاع والهبوط العمودي وكذلك الطائرات المروحية المسيرة .
وظائف ومهام الطائرات المسيرة
تتمكن الطائرات المسيرة من تنفيذ نفس المهام التي تؤديها الطائرات الاعتيادية. إلا أن الفرق هو عدم وجود طيار ويمكن استخدامها وسط المخاطر والظروف الجوية السيئة، وبفترة طيران كبيرة نسبة للطائرات الاعتيادية، حيث يستطيع قائد الطائرة من قيادتها وهو جالس في غرفة مكيفة وأمامه عصا القيادة وشاشات التلفزيون والحاسبات.
يمكن أن تستخدم الطائرات المسيرة الأداء الوظائف المدنية والعسكرية
المهام والوظائف المدنية
1ـ المسح الجوي ورسم الخرائط الطوبوغرافية.
2ـ مراقبة حركة المرور ورصد الاختناقات وحوادث الطرق.
3ـ مراقبة أنابيب النفط والغاز التي تمر عبر الجبال والصحاري والمناطق الوعرة والنائية.
4ـ تصوير مناطق الغابات ورصد الحرائق والمساعدة في إخمادها.
5ـ مراقبة السدود المائية.
6ـ مسح الأراضي النائية لأغراض التنقيب عن المعادن والمياه الجوفية وتنفيذ المهام التي تؤديها الأقمار الصناعية والطائرات المروحية.
المهام والوظائف العسكرية
1ـ الاستطلاع الجوي وبمختلف الوسائل والمعدات.
2ـ مراقبة الحدود الوطنية الأرضية والبحرية للبلدان وتنفيذ مهام خفر السواحل.
3ـ تدريب قطعات الدفاع الجوي لضرب الأهداف الجوية.
4ـ حمل منظومات إعادة الاتصال لزيادة مدى الاتصال وخاصة أثناء المعارك بين القطعات الأمامية والقيادات في الخطوط الخلفية.
5ـ تنفيذ المهام الحربية في القتال الجوي وكذلك قصف الأهداف الأرضية.
6ـ حالياً توجد دراسة حول استخدامها كصهاريج للإرضاع الجوي.
7ـ استخدمت في الاختبارات وذلك بصنع نماذج مصغرة من الطائرات الحديثة وتنفيذ الطيران عند المحدوديات والتي لا يمكن تنفيذها بالطائرات الاعتيادية وذلك لخطر سقوطها وموت قائدها.
تصميم الطائرة المسيرة
هيكل الطائرة:
يمكن تحوير الطائرات الاعتيادية إلى مسيرة وذلك بإضافة معدات سيطرة وتحكم وطيار آلي بدل الطيار ، و في هذه الحالة يكون هيكل الطائرة من السبائك المعدنية والمقاومة لجميع الظروف، إلا إنها ذات بصمة رادارية عالية نسبياً، وثقيلة الوزن.
ويمكن تصنيع هياكل الطائرات المسيرة من مواد خفيفة وشفافة للإشعاعات الرادارية لتقليل البصمة الرادارية. وهذا يصلح للطائرات الصغيرة ومتوسطة الحجم. من هذه المواد الفلين والخشب والأنسجة القماشية المقاومة ، وتستخدم معها أصماغ خاصة لتثبيتها. كما تستخدم أنسجة كاربونية (Carbon Fiber) على شكل قماش رقيق ذو متانة عالية ومقاوم للحرارة يكسب السطح صلابة ومتانة ، كما تستخدم مادة الزجاج الليفي (Fiber Glass) لصنع أبدان الطائرات وتكون أيضاً ذات متانة عالية ولكن أثقل من المواد السابقة.
تستخدم أضلاع تقوية من الخشب أو المعادن الخفيفة لزيادة متانة أجسام الطائرات والأجنحة وأسطح السيطرة.
المحركات :
تستخدم على الطائرات الصغيرة محركات مروحية ذات مكبس واحد أو مكبسين (مشابهة للمحركات المستخدمة في الدراجات النارية) وبعد مراتب مختلفة حسب وزن الطائرة. إلا أن هذه المحركات تصلح للارتفاعات القليلة نسبياً. وفي الطائرات الأكبر حجماً ووزناً تستخدم محركات أكبر وذات قدرة عالية للارتفاعات والسرع العالية نوع المروحية التوربينية(Tyrbo Fan) وكذلك تستخدم المحركات النفاثة (Turbo jet).
في الطائرات الصغيرة جداً يمكن استخدام محركات كهربائية صغيرة ذات قدرة كهربائية قليلة.
المعـــدات
المعدات الجوية
مستقبل الأوامر الأرضية(Receiver) :
وهو جهاز استقبال متعدد القنوات (حسب عدد الأوامر الصادرة من الأرض )يقوم بتحويل الأوامر الراديوية إلى إشارات تحكم كهربائية وإرسالها إلى أسطح القيادة.
محركات التعزيز (Servomotors) : والتي تقوم باستلام إشارات التحكم وتحويلها حركة ميكانيكية لتغيير وضع أسطح السيطرة حسب ظروف الطيران وكذلك تشغيل بعض المعدات مثل الكاميرا أو إسقاط وإطلاق القذائف وغيرها، والسيطرة على أنظمة المحرك.
الطيار الآلي (Autopilot) :
والذي يسيطر على وضعية وطيران الطائرة في النظام المستقل وحسب البرنامج الملاحي المطلوب.
أحياناً يكون الطيار الآلي كتلة واحدة يضم في داخله مختلف المرسلات والأجزاء، وأحياناً أخرى على شكل مجموعة من المجسات المنفردة.
جهاز تثبيت الارتفاع(Altitude Hold) :
يعمل بمبدأ تغير الضغط الجوي(المبدأ البارومتري) كما يمكن أن تستخدم أجهزة الارتفاع الراديوية.
الجايروسكوب : وهو نوعان الأول الاعتيادي المعروف المستخدم على الطائرات الاعتيادية للمحافظة على الوضعية الأفقية للطائرات واتجاهها، والثاني ذو بلورة(Piezo) للتحسس بالتغيرات السريعة والمفاجئة لوضعية الطائرة.
جهاز الملاحة الفضائية (GPS) :
لغرض برمجة مسار الطائرة الملاحي في الأرض واستخدامه للطيران المستقل. يستخدم معه جهاز تحويل المعلومات الملاحية إلى أوامر التحكم بأسطح السيطرة الخاصة بدوران الطائرة حسب النقاط الملاحية، ويسمى(GPS Driver).
كاميرات فيديوية وفوتوغرافية.
مرسلتين :
إحداهما لإرسال إشارات مرسلات ومتحسسات وضعية الطائرة والأخرى لإرسال الصور الفيدوية(مشهد أمام الطائرة) إلى المحطة الأرضية.
كما يمكن تركيب أي أجهزة أخرى على الطائرة حسب الحاجة.
وفي الطائرات الكبيرة ذات المهام القتالية المحلية يمكن تركيب حمولات حربية (القنابل والصواريخ) وأجهزة السيطرة عليها.
في الوقت الحالي وبتقدم التكنولوجيا فإنه تم تصنيع طيار آلي يجمع أجهزة السيطرة والتحكم بأسطح الطيران في جهاز واحد (أو أجهزة منفردة) بحيث لا يزيد وزنه( أو مجموع أوزان الأجزاء )عن (0.5) كغم. وأما حجم الأجهزة السابق ذكرها فلا يتجاوز حجم علبة الكبريت وبوزن يصل إلى عشرات الجرامات لكل جهاز.
المعدات الأرضية
- مرسلة أوامر التحكم(Radio Control) أو (RC).
- مستقبلة إشارة وضعية الطائرة.
- مستقبلة التصوير الفيديوية.
- حاسبة (أو حاسبات) شخصية للسيطرة وإجراء الحسابات.
- شاشات عرض التصوير الفيديوي وتبيين وضعية الطائرة على شكل لوحة العدادات، شبيه بلوحة عدادات الطائرة الاعتيادية ، كما يمكن استخدام شاشة لعرض حركة الطائرة على الخارطة (Moving Map).
- ويمكن استخدام رادار مراقبة أرضي للطائرة.
بالإمكان إرسال أوامر التحكم عن طريق مرسلة (RC) مباشرة للطائرة وخاصة للمديات القريبة، كما يمكن إرسالها عن طريق الأقمار الصناعية للمسافات البعيدة ولغرض التخلص من التشويش.
منظومات الإقلاع والهبوط
تستخدم عدة طرق لإقلاع الطائرة ففي الطائرات المسيرة الكبيرة الحجم، يتم الإقلاع والهبوط بطريقة الدحرجة الاعتيادية من مدرج الطائرات وبواسطة العجلات. أما الطائرات الصغيرة فيمكن إطلاقها من منصة تسمى (Launcher) أو استخدام السيارات لإطلاقها من منصة فوقها بعد اكتساب سرعة الإقلاع من حركة السيارة على طريق صغير معبد ( أو ترابي) ويتم هبوط الطائرة بواسطة المظلة.
أنواع الطائرات المسيرة
في الوقت الحاضر تنتج الطائرات المسيرة بعدة أشكال وحسب المهمة وطبيعة ومكان الاستخدام كما يلي :
الطائرة الاعتيادية :
بعد تركيب معدات التحكم والسيطرة بدل الطيار في الطائرة لتصبح مسيرة. وتكون جاهزة ولا تحتاج إلى اختبارات ايروديناميكية.
الطائرات المصنعة:
مسيرة فقط. وهي تحتاج إلى اختبارات ايروديناميكية وهناك حالياً برامج في الحاسوب لإجراء اختبار الموازنة والاستقرارية والاختبارات الايروديناميكية حيث يتم تمثيل شكل الطائرة في الحاسبة وفحص إمكانية طيرانها باستخدام البرامج التشبهية(Simu lator).
طائرات الشبح المسيرة.:
بما أن الطائرة التي أجسامها معدنية لها بصمة رادارية كبيرة ويمكن كشفها وسهولة إسقاطها وفي الوقت الحاضر البحوث جارية وبصورة مكثفة لتقليل البصمة الرادارية وتصنع طائرات شبحية(Stealth) أو المرئية قليلا.
طائرات مسيرة مقاتلة(Vehicles أو Aerial Unharmed Combat) أو (UCAV): تستخدم لتنفيذ مهام القتال الجوي وضرب الأهداف الأرضية ، وتحتوي على معدات الرادار والصواريخ الموجهة الرادارية والحرارية وأجهزة التسديد، وتستطيع حمل المقذوفات والقنابل الجوية.
الطائرات المسيرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي (Takeoff and Lading UAV Vertical)أو (VTUAV) وكذلك الطائرات المروحية المسيرة.
نماذج من الطائرات المسيرة:
في الوقت الحاضر قامت دول كثيرة بتصميم وإنتاج الطائرات المسيرة مختلفة الأنواع والأحجام, سنذكر لاحقاً بعض الدول الرائدة في هذا المجال.
الطائرات الأمريكية:
تعتبر الولايات المتحدة من الدول المتصدرة والمتقدمة في بحوث وتصنيع مختلف الطائرات المسيرة. وقد قامت باختبارها ميدانياً في حروبها المعادية على مختلف الدول، مثل حروب فيتنام وبنما ويوغسلافيا والعراق وأفغانستان. وقد تم تطويرها كثيراً بعد دراسة معوقات عملها وسلبياتها ومقاومة الدفاعات الجوية لها. و تم وضع برنامج ضخم لبحث وتطوير الطائرات المسيرة للفترة من (1985م) ونهاية(2012)ورصد مبالغ كبيرة لهذا البرنامج لغرض استخدامها في مختلف صنوف القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية. وتم إشراك مختلف شركات الصناعات الجوية الأمريكية في هذا البرنامج والجدول.
إن طائرة (Predator) تماثل بصورة تقريبية نصف حجم طائرة(F-16) ويبلغ طولها (27) قدم وارتفاعها (7) أقدام وجناحيها طويلين ونحيفين وذيل نوع(V) مقلوب.
تم تطوير طائرة الاستطلاع (Predator) بتحديث معداتها وتسليحها وزيادة فترة الطيران لتبلغ (40) ساعة مما أدى بالتالي إلى زيادة وزن الطائرة الكلي وأصبحت متعددة الأغراض ومقاتلة.
تحمل هذه الطائرة على متنها ما يقارب (450) باوند معدات مسح تضم كاميرتين كهروبصرية وكاميرا تحت الحمراء للاستخدام الليلي.
أما الطائرة المطورة الجديدة فتحمل منظومة متعددة الأطياف (Malti Spectral Targeting System) لاستطلاع الأهداف بإضافة منظومة ليزرية إليها ، وتضم معدات الطائرة محطة رادارية تعمل في الظروف الجوية السيئة ، وتسليح الطائرة يضم صواريخ ( جو ـ جو) حرارية نوع (Stingen) لحمايتها من التهديد الجوي، وصواريخ ( جو ـ أرض) نوع (Hellfire) ، ويتم التحكم بالطائرة بواسطة منظومة الاتصال الفضائية عبر الأقمار الصناعية ، وقداستخدمت الطائرة في الحرب على كوسوفو (يوغسلافيا) وأفغانستان والعراق.
طائرات الشبح الأمريكية:
بدأت أبحاث تصنيع طائرات ذات بصمة رادارية صغيرة جداً (مرئية قيلاً) (Low Observe ability)أو طائرات شبح (Stealth) في التسعينات من القرن الماضي ضمن برنامج استخدام تكنولوجيا سرية لهذا الغرض.
في عام (1995م) بدأت بريطانيا بتصنيع طائرات من هذا النوع، وفي بداية العقد الأول من القرن الحالي تم صنع نماذج متعددة من هذه الطائرات مثل طائرة(Raven) و(Kestrel) و(Corax) وغيرها.
وفي أمريكا تم صنع طائرة (X-45) و(X-46) من قبل شركة (Boeing) و(X-74) من قبل شركة (Northrop Grumman) تم تطوير طائرة(X-45A)التي يبلغ طولها (27) قدم وباع الجناح (34) قدم،ونصف قطر طيرانها (500-1000) عقدة بحرية وفترة طيرانها (24) ساعة . صممت لحمل ما يقارب (1000-3000) باوند من السلاح ومهمتها ضرب وإخماد دفاعات العدو.
طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الأمريكية(VTUAV):
تستخدم في القوات البحرية على متن السفن لأغراض الاستطلاع البحري وكشف الألغام البحرية وتنفيذ بعض الأعمال القتالية ، و من هذه الطائرات (RQ-8A) أو (Firescout) وهي طائرة مروحية طولها (23) قدم وارتفاع طيرانها (20000) قدم وفترة طيرانها تصل إلى (6) ساعات وسرعتها (115) كيلو عقدة. تحمل معدات استطلاع إلكترونية وبصرية وتحت الحمراء مع جهاز ليزر.
أما الطائرات المروحية (A-160) أو (Hamming bird) فهي مروحية مقاتلة مسيرة. صممت لتطير لمسافة (2000) عقدة بحرية ولفترة (24-28) ساعة. أما المشروع التطويري لها فهو إيصالها إلى مسافة (2500) متواصلة. الحمولة الحربية النافعة لها(300) كيلو عقدة وعلى ارتفاع طيران(30000) قدم وسرعتها (130-140) كيلو عقدة. تقوم بمهمات الاستطلاع والمسح الجوي والاتصالات وإعادة نقل المعلومات وتنفيذ المهمات الخاصة.
وبالنسبة للطائرة (Eagle Eye) فهي طائرة مسيرة تقلع وتهبط عمودياً بمحركين مثبتين على الأجنحة. أثناء الإقلاع والهبوط يكون دفع المحركات إلى الأسفل، ثم يتم تدوير محاور المحركات لتطير في الجو مثل الطائرات الاعتيادية. تستخدم في قوات خفر السواحل وتطير بسرعة (220) كيلو عقدة وذات نصف قطر طيران يصل إلى (300) عقدة. مهمتها حراسة السواحل وتنفيذ المهمات الخاصة كما يمكنها نقل الصور الفيديوية المرئية وتحت الحمراء إلى قيادات السواحل.
الجناح الطائر بالطاقة الشمسية:
قامت وكالة الطيران والفضاء الأمريكية(NASA) بتنفيذ مشروع طائرات مسيرة تعمل على الطاقة الشمسية، وهي عبارة عن جناح طائر( بدون ذيل) استخدمت في هذه الطائرات خلايا شمسية عالية الجودة لتحويل الطاقة الضوئية إلى تيار كهربائي ثابت، يقوم بدوره بتشغيل مجموعة من المحركات الكهربائية مثبتة في الجزء الخلفي من الجنح.
تستطيع هذه الطائرات الطيران على ارتفاع يصل إلى (30) ألف متر ، والغرض المعلن من هذه الطائرات هو الاستخدام التجاري لدراسة الجو وإعادة إرسال الإشارات والتصوير التلفزيوني، أي أنها تؤدي وظائف قمر صناعي بمدار مستقر ولكنها ترسل المعلومات بدون تأخير زمني ، ولقد تم إرسال صور فيديوية عالية الجودة والتمييز (Resolution) لمعالم أرضية.
ثبتت الخلايا الشمسية على السطح العلوي للجنح بحيث غطت (75%) منه ، واستخدمت بطاريات متطورة نوع ليثيوم لخزن الطاقة الكهربائية لاستخدامها في الليل.
هيكل الجنح مصنوع من المواد المركبة (Composite Materials) مثل ألياف الكاربون والفايبر كلاس والفلين الأبيض(Styrofoam).
تحوي معدات الطائرة على كاميرات تلفزيونية وتحت الحمراء وأجهزة استقبال وإرسال للاتصالات ومجسات ومتحسسات عالية التطور بالإضافة إلى الطيار الآلي ومستقبل الأوامر.
تستطيع الطائرة الطيران مبدئياً لفترة مفتوحة ولكن عملياَ طيلة فترة وجود ضوء الشمس، أما في الليل فيمكنها الطيران لفترة (2-5) ساعات بواسطة البطاريات.
الطائرات المسيرة الإسرائيلية:
قامت إسرائيل بتصنيع العديد من الطائرات المسيرة، التي استخدمت لأغراض الاستطلاع والتجسس على الدول العربية المجاورة. حيث قامت بتطوير الطائرة الأمريكية (Hunter) بزيادة وزنها الكلي ، وفترة طيرانها لتصبح الطائرة(E-Hunter)، وذلك بزيادة باع جناحها. ولهذه الطائرة ميزة، أن جناحها قابل للرجوع إلى شكله وطوله القديمين (بإزالة الجزء الإضافي) وبذلك تعود الطائرة إلى (Hunter) القياسية .
من جانب آخر قامت شركة الصناعات الجوية(IAI) بتصنيع طائرات مسيرة كبيرة وذات فترة طيران طويلة مثل طائرة(Heron)، وهي مشابهة للطائرة السابقة من ناحية الجنح والذيل ، في هذه الطائرة ترفع العجلات وتضم داخل الجسم، و تحوي معداتها على رادار المسح، وقامت ببيعها إلى عدد من الدول منها الهند وتركيا.
بعد ذلك تم تطوير المحرك وزيادة الحمولة النافعة وارتفاع وسرعة الطيران وأصبحت تسمى (Heron-TP).
وقامت شركة (Silver Arrow) بتصنيع طائرة (Hermis – 450) بمحركين قدرة كل منهما (36) حصاناً، وجنح مستقيم وكبير وذيل على شكل حرف(V) ، وعجلات ثابتة ، و تحوي معداتها أجهزة استطلاع وتصوير فيديوي بصري وتحت الحمراء، أو رادار بحث واستطلاع ، و استخدمت الطائرة في مراقبة نشاطات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك لمراقبة الحدود البرية والبحرية.
تم تطوير هذه الطائرة إلى طائرة (Hermis-1500) بمحركين قدرة كل منهما (100) حصان، وبمواصفات أعلى من سابقتها.
ويوجد مشروع لإنتاج طائرات ذات مدى طيران كبير، وارتفاع عالي لاستخدامها للاستطلاع والتجسس على إيران .
هذه الطائرة تمتلك معدات دفاعية قريبة من الشبح من ناحية البصمة الرادارية ، و أحيط هذا المشروع بسرية تامة.
في النية تصنع طائرة مسيرة شبحية تحمل صواريخ (جو ـ جو ) لمعالجة الأهداف الجوية، وصواريخ (جو ـ أرض) لضرب منصات إطلاق الصواريخ وبفترة طيران تصل إلى (60) ساعة وسرعة طيران قليلة.
الطائرات المسيرة الروسية:
يعتبر الروس من السباقين في صناعة الطائرات المسيرة، فقد قاموا على مدى عقود من الزمن بتصنيع وتطوير الطائرات المسيرة المختلفة سنأتي على ذكر قسم منها.
طائرة (Pchela-1) المسيرة :
تستخدم لاستطلاع ومراقبة ميدان المعركة وإرسال المعلومات إلى القيادات الميدانية حول قوات العدو وأسلحته مثل الدروع والمدفعية والمروحيات كما تستعمل لتصحيح رمي القوات الصديقة وتصوير الأهداف التي تم قصفها ، وتستعمل في الأغراض المدنية للمراقبة والمسح الجوي.
صممت الطائرة بالشكل الايرودينا ميكي الاعتيادي - الجناح مستقيم ومثبت في أعلى الجسم ، المحرك مكبسي مثبت في الجزء الخلفي من الطائرة ، ذيل الطائرة على شكل حلقة توجد داخلها مروحة المحرك،وعليه أسطح الموازن والدفة ، الجسم مصنوع من المواد المركبة(Composite Materials) .
تضم معدات الطائرة الطيار الآلي وكاميرا تلفزيونية ومجموعة عدسات بصرية ومرسلة تحت الحمراء للتصوير الليلي، بالإضافة إلى مرسلة ومستقبلة المعلومات الراديوية.
يتم إطلاق الطائرة من منصة محمولة على سيارة حمل ويتم هبوطها بالمظلة ، و طول الطائرة (2.78) متر ، وارتفاعها (1.1) متر ، وباع الجناح (3.25) متر ، أقصى وزن إقلاع (138) كغم ، وسرعة الطيران (180) كم / ساعة ، وأقصى فترة طيران (3.5) ساعة.
طائرة (Dan) :
عبارة عن هدف جوي، تستخدم لتدريب الطيارين على استخدام صواريخ(جو ـ جو) والمدفع لضرب الأهداف الجوية ، كما تستخدم أيضاً لتدريب قطعات الدفاع الجوي لاستخدام صواريخ (أرض ـ جو) ومدافع مقاومة الطائرات ، و شكل الطائرة يشبه الصاروخ المجنح بمحرك نفاث توربيني في الجزء الخلفي من الطائرة، و يتم إطلاقها من منصة محمولة على عجلة وتهبط بواسطة المظلة ،و تطير بالظروف الجوية المختلفة ليلاً ونهاراً بالطيران المستقل المبرمج مسبقاً أو بالتوجيه الراديوي من الأرض ، وتحتوي على معدات إرسال واستقبال راديوية للمعلومات ، وطيار آلي ، ومنظومة حساب نسبة خطأ إصابة الصواريخ لها.
المنظومة الأرضية تضم منصة الإطلاق ومحطة توليد القدرة الكهربائية، ومحطة رادارية للمراقبة ومحطة رادارية ثانية لمتابعة الهدف، ومحطة راديوية للتوجيه.
طائرات (Zond) :
مشروع في مكتب تصميم (Sukhoi) والذي حالياً قيد التصميم ويشمل (3) طائرات للاستخدام المدني طائرتا (Zoud1) و(Zond2) متماثلتان من ناحية الشكل ومقاربتان لطائرة (Global Hawk) الأميركية ، بجنح ذو باع كبير ومحرك تور بيني مروحي (عدد 2 ) وذيل على شكل حرف(V).
الطائرة (Zond1) تحمل رادار نوع شبكي طوري(Phased-array) ومعدات إعادة البث للاتصال والتلفزيون وإسناد الحركة الجوية(ATC) سرعتها (600) كم / ساعة وفترة طيرانها (18) ساعة. أما (Znod2) فأنها تحمل معدات المراقبة والمسح البصري وتحت الحمراء ورادار المسح الجانبي .
تستخدم للإسناد إثناء الكوارث (الفيضانات والانهيارات الثلجية والبحث وإنقاذ الطائرات الخ) وكشف الحرائق ومراقبة طبقة الأوزون. سرعتها (715) كم / ساعة وفترة طيرانها (24) ساعة.
أما الطائرة (Zond3) فإنها تشبه طائرة (Predator) الأمريكية فلها نفس وظائف(Zond2) بالإضافة إلى مراقبة حالة أنابيب النفط والغاز وإعادة الإشارات والاتصالات. سرعتها (250) كم / ساعة وفترة طيرانها (12)ساعة.
طول الطائرة (4.6) متر ، وباع الجناح(2.683) متر ، وارتفاعها (0.815)متر ، ووزن الإقلاع(395) كغم ، وأقصى سرعة طيران (710) كم 1ساعة.
فترة الطيران (40) دقيقة، ارتفاع الطيران (50-9000) متر. نوع المحرك (MD-120) بقوة دفع (120) كغم قوة.
أما الطائرة المروحية (MBVK-137) :
فتستخدم للاستطلاع ومراقبة الحدود ولأغراض قوات الشرطة،ونقل المعلومات وكذلك الحمولات الخاصة في حالات الكوارث والمناطق الخطرة.
وهي عبارة عن كرة ذات مروحتين تدوران بصورة متعاكسة على محور واحد من الأرض ويمكن نقلها بالعجلات أو بالمروحية (Ka -32) ، وتطير مباشرة من الأرض ويمكن نقلها بالعجلات أو بالمروحية (Ka-32) أو السفن.
معداتها تضم كاميرا تلفزيونية أو حرارية( حسب الطلب) ، وأجهزة إرسال واستلام المعلومات ، ومحطة إعادة نقل المعلومات ، ومحطة إعادة نقل المعلومات ، وطيار آلي ، وجهاز ارتفاع راديوي ، ومنظومة (Gps) الملاحية ، ومحطة أرضية للتوجيه مع شاشة المعلومات.
حمولة الطائرة النافعة (80) كغم. يتم التحكم بالطائرة بواسطة برنامج للطيران المستقل أو بالتوجيه الراديوي المباشر.
وزن الطائرة الكلي(280) كغم، سرعة الطيران القصوى (175) كم / ساعة وأقصى ارتفاع طيران (5000) متر، وأقصى مدى طيران (530) كم.
وأقصى فترة طيران (4) ساعات. قطر الجسم(1.25) متر وقوة المحرك (65) حصان.
الطائرات المسيرة الأوكرانية:
تعد أوكرانيا من الدول المصنعة لكثير من الطائرات المسيرة. يوجد معهد خاركوف الجوي (Kharkiv Aviation Institute) أو (KHAI) يضم قسم خاص بالطائرات المسيرة متعددة الأغراض. لقد قام هذا المعهد بتصنيع نماذج مصغرة من الطائرات الحربية الحديثة وجعلها مسيرة لفحص محدودياتها وإرسال النتائج إلى الأرض مباشرة وتحليلها لغرض معالجة السلبيات وتطوير الطائرة. بالإضافة إلى ذلك يتم تصنيع مختلف الطائرات المسيرة ولمختلف المهام.
الجدول أدناه يبين أنواع ومواصفات بعض الطائرات المسيرة الأوكرانية؛ المعدة لأغراض الاستطلاع والحرب الإلكترونية وغيرها من المهام المذكورة سابقا.
طائرات مميزة:
1ـ أسرع طائرة في العالم :(D-21) أمريكية سرعتها (4) ماخ.
2ـ طائرة ذات أعلى ارتفاع طيران: (Helios) أمريكية تطير بارتفاع (96500) قدم.
3ـ أكبر طائرة (حجماً) : (Helios) يصل باع جناحيها (246) قدم.
4ـ أكبر طائرة (وزناً):(Global Hawk) أمريكية، وزنها (25600) ياوند.
5ـ أصغر طائرة حجماً ووزناً: (Black Window) يصل قطر جسمها إلى (6) أنش ووزنها (2) وقية.
6ـ طائرة ذات أكبر فترة طيران: (Heron) إسرائيلية، فترة طيرانها (52) ساعة.
7ـ طائرة ذات أبعد مدى طيران :(Global Hawk)، ذات مدى (8580) عقدة.
8ـ أغلى طائرة في العالم :(Global Hawk)كلفتها (40) مليون دولار.

موضوع رائع......وشامل +