البـاب الثالث
الخطـة الهجوميـة
وسيناريو ادارة المعركة
مقدمة:
الان وبعد اطمئنانا الى وجود خطة دفاعية واقعيه ومنفذة على الارض نثق بأنها تمكن القوات المدافعه من الصمود والتثبت بالارض وعدم الانسحاب ؛ فعلينا القيام بالجانب الهجومى لتحرير فلسطين ، ولكن دون المساس بالقوات المدافعة فى جزر لانها هى التى تعطينا الثقة والامان بأنه فى حالة فشل الهجوم فأنه لن يتم اختراق اراضينا بواسطه اى هجوم مضاد .
وهو تطبيق ايضا لمبدأ تكتيكى فى اى هجوم من الخلف للأمام او من الحركه تحتاج القوات المهاجمة الى خط دفاعى متقدم تستند اليه عند تنفيذ الهجوم .
كذلك اننى من المؤمنين بمبدأ التخصص فى العمل والذى يؤدى للأمتياز ، وتطبيقا لهذا المبدأ فأننا سنحصل على الامتياز من القوات التى تخصصت فى الدفاع بالجزر وايضا سنحصل على الامتياز من القوات التى خصصت لمهمه الهجوم فقط ، ذلك التخصص افضل من تشتيت القوات بين مهام الدفاع والهجوم .
واننى على ثقة تامه من استطاعتنا تحقيق النجاح فى الهجوم طالما قمنا بالاستعداد والاعداد اللازم والذى لم نقم به فى اى حرب نظاميه سابقة مع العدو الصهيونى عدا حرب 1973.
لذلك علينا تجهيز قوات اخرى غير القوات المدافعة فى جزر للقيام بالهجوم وعندما نتحدث عن تجهيز قوات فإننا لا نتحدث عن دول الطوق فقط ، مصر وسوريا والاردن ولبنان ، وانما نعنى كل الدول العربيه والاسلاميه مثلما تعاونوا من قبل فى حروب اعوام 48 ، 67 ، 73 فان مسئوليه تحرير فلسطين لا تقع على عاتق العرب وحدهم ، فأنها مسؤليه كل المسلمين منذ تم فتحها فى عهد الخليفه عمر بن الخطاب سنة 638م ، وكذلك منذ تم ربطها بالمسلمين فى النص القرآنى بسوره الاسراء ، اذن فمن يقبل التفريط فيها بعد تعليمات الخليفه فى العهده العمريه .
اذن هى مسؤلية جماعية ولا يصح ان تدخل دولة واحده او عده دول اى حرب مع اسرائيل منفردة والا تفقد هذه الدول قوتها بل يجب الدخول فى الحرب مجموعة متكاملة وبهدف واحد تحرير فلسطين .
وكركيزة استراتيجية اساسية لهذه الحرب الهجومية انها يجب ان تكون حرب خاطفة قصيرة جدا لعده عوامل هامه اهمها :
* مسرح العمليات صغير جدا فى المساحة وليس له عمق فأن عمق اسرائيل من الشرق الى الغرب قد لا يتجاوز 60 كم وفى احيان قد يكون العمق حوالى 20 كم من الضفه الغربية الى شاطيء البحر المتوسط ، بما يمكن من انجاز المهمه بالسرعه اللازمة .
* سرعه انجاز وانهاء المهمة فى وقت قليل يؤدى الى راحة لوجستية كبيرة للقوات المهاجمة .
* لمنع التدخل والمعاونة الدولية الغربية وابقاءها فى حالة عدم اتزان من الصدمة .
لقد سبق للصهاينة ان انتصروا علينا فى سته ايام فقط او اقل ولقد حان علينا الدور لكى ننتصر فى حرب الثلاثة ايام وهو ما تهدف اليه هذه الخطة الهجومية .
ونظرا لطبيعة مسرح العمليات فإنه كركيزة استراتيجية هامة اخرى لا يوجد بديل عنها فى هذه الحرب الهجوميه هو انه يجب استخدام الجبهة الاردنية والضفة الغربية كجبهة اساسيه للهجوم ، لانها اقل الاعماق للنفاذ الى داخل اسرائيل ، فالجبهة المصريه مثلا وهى حدود سيناء مع اسرائيل بعيده جدا عن مراكزالعمليات والامداد بالقاهره حوالى 370 كم منها مسافة حوالى 220 كم عباره عن صحراء سيناء المكشوفه مما يصعب مهمه الهجوم البرى من ناحيه الحشد والتحرك والترتيبات والمساعدات اللوجستيه ، ثم طول المسافه النسبيه بعد ذلك المطلوبه للوصول للأهداف فى عمق اسرائيل سبق تجربتها من قبل عام 1948 .
كذلك هناك مشكله فى الجبهة السوريه هى وجوب القيام بالهجوم من الارض المنخفضة المكشوفة الى الارض المرتفعة والجبليه بالجولان مما يصعب مهمة الهجوم لذلك لا بديل عن تركيز الهجوم الرئيسى من حدود تماس الجبهة الاردنية كلها .
اما عن الجبهة اللبنانيه فهى ممتازة للأشتراك فى المعارك من ناحيــة صلاحية مسرح العمليات للهجوم وكذلك بسبب خبره هذه الجبهة فى النجـــاح التــام فى هزيمـه اسرائيـل من
قبل ، ولا يمكن ترك هذه الخبره النادرة دون الاشتراك .
وبخصوص تجهيز مسرح العمليات بالجبهة الاردنيه فلا تنظروا الى الموقف الان ولكن انظروا الى وقت تتبدل فيه الظروف غير الظروف وهذا التغيير والتبدل آت لا محاله وهو تغيير طبيعى وارادى سبق ان مررنا به مرات عديده .
لقد سبق اشتراك الاردن بحرب 48 وحرب 67 فلماذا لن تشترك بحرب الثلاثه ايام لتحرير فلسطين .
لقد عمل الصهاينه بجد منذ اواخر القرن التاسع عشر و اعلنوا قيام دولتهم بعد قرن كامل ، لذلك يجب علينا العمل جدياً عرب ومسلمين لأعداد وتجهيز الجبهة الاردنية للقيام بهذا الدور ، ولا يوجد مستحيل .
ان المصاعب الاساسيه والجوهريه التى ستواجهنا خلال مراحل الهجوم هى كيفية القضاء على التفوق الجوى للعدو وسيطرته على سماء المعارك مع استخدامه للأسلحة الذكية وايضا كيفية القضاء على قواته المدرعه وهو ما سبق تفصيله عن تلك المصاعب بالباب الاول ، ونظرا لعدم امكانية استخدام قواتنا المدرعه والبرية التقليدية قبل القضاء على تفوق العدو الجوى ، لذلك تنقسم هذه الخطه الهجومية وسيناريو اداره المعركة الى ثلاثة مراحل ، فالمرحله الاولى والثانية فيه تهدف الى القضاء على التفوق والسيطره الجويه للعدو وتدمير قواته الجويه وصواريخه ارض ارض وأرض جو والمرحله الثالثه والاخيره هى الدفع بقواتنا المدرعه والبرية التقليدية لأستكمال تحرير فلسطين ، وكل مرحله من هذه المراحل نقدر تنفيذها فقط فى 24 ساعه لكل مرحلة ، وهذه هى حرب الثلاثه ايام .
المرحلة الاولى : اليوم الاول للهجوم
القوات المستخدمه هى: الصواريخ ارض ارض القصيره والبعيده المدى وكذلك الطيران العربى والاسلامى .
الهدف : بنك من الاهداف العسكرية الاسرائيلية والتى تؤثر فى منع استخدام الطيران الاسرائيلى فى المعركه ، هذه الاهداف مثل محطات الانذار والرادارات ومراكز القياده والسيطره والتوجية للقوات الجوية والقواعد الجويه والمطارات والطائرات . كذلك قواعد الصواريخ الاسرائيلية ارض جو وارض ارض ثم مراكز القياده والسيطره والاتصال للقوات البرية والمشتركة .
والسؤال هل يمكننا تدمير كل هذه الاهداف وبكفاءه ؟
يجب الا ننسى اننا نستخدم كل قوه العرب والمسلمين بدول الطوق المحيطه بأسرائيل وكذلك من العراق وباكستان وتركيا وايران وما استطعنا تدعيم الجبهة الاردنيه به من كافه الدول كأندونسيا وغيرها .
كذلك استخدامنا المبادأه بالقتال مع محاوله استخدام مبدأ المفاجأه فى التوقيت كلما امكن حيث انه مع الحشود الكبيره سيصعب استخدام مبدأ المفاجأه كاملا ، وافضل ان يكون توقيت بدأ الهجوم فى اول ضوء اثناء وجود القاده والمواطنين فى منازلهم وليس فى وحداتهم او اعمالهم فهو توقيت يصعب على القاده فيه السيطره واصدار الاوامر والتعليمات من منازلهم والى افراد فى حاله استرخاء حيث لم يبدأ يوم العمل بعد ، او يوم سبت افضل .
ويجب تكثيف القذف الصاروخى كاملا خلال الاربع وعشرون ساعه الاولى من القتال لاننا غالبا لن نستخدم الصواريخ ارض ارض بعد ذلك ، حيث اننا فى اليوم الثانى سنقوم بدفع القوات البرية الخفيفه وحيث انها ستكون فى اشتباك مباشر مع العدو فلن يمكننا قذف الصواريخ بعد اليوم الاول ، لذلك علينا قذف كل المخزون الصاروخى لدينا خلال 24 ساعه الاولى .
ولا يجب ان ننساق لخدعه ان اسرائيل لديها منظومه صواريخ مضاده للصواريخ ، فنلاحظ انه عند اجراء تجارب هذه الصواريخ المضاده يكون موعد ومكان ومسافه اطلاق الصاروخ المراد اسقاطة معلوما و المجموعة المطلوب منها اسقاط هذه الصاروخ تكون متحفزه تماما للتجربه ، وهو امر غير واقعى فى الحرب الفعلية .
كذلك مع استخدامنا انتشار واسع واختلاف اماكن اطلاق الصواريخ ارض ارض من جبهات ودول عديده ، واماكن ومسافات مختلفه خاصه القصيره ، والتوقيتات المتعددة ، وفى زخات اى دفعات ، كل هذا لن يمكن اى منظومه مضاده للصواريخ او حرب نجوم من العمل بكفاءه فعلى الاقل نسبه 95% من الصواريخ ستصل لأهدافها داخل اسرائيل .
كما ان هناك وقائع ثابته للطائره الهليكوبتر " الاباتشى " والمعروف ان لها نظام حمايه ذاتى ضد الصواريخ ولكننا نرى العديد منها سقط فى العراق وافغانستان ، وايضا مثلما نسمع الان ان اسرائيل وامريكا يحاولون عمل نظام حماية صاروخى ذاتى للدبابات ضد الصواريخ التى تطلق عليها ، كل هذه الاحاديث والاشاعات والتجارب غير فعاله وغير عملية ومجرد دعاية ومحاولات تيئيس للخصوم .
كذلك من اهم عوامل نجاح استخدامنا لقواتنا الجويه يجب التأكيد على استمرار استخدام الطلعات الجويه فى ضرب بنك الاهداف ، فأنه لم يسبق لنا استخدام الطيران إطلاقا فى حرب 48 ، 56 اما نكسه الطيران عام 67 فمعروفه عدا مقاومه بعض الطيران السورى .
فنحن العرب لم نستخدم الطيران فعليا الا فى طلعه جويه واحده عام 73 او طلعتان فى بداية الحرب فقط على الجبهة المصريه والسوريه ، اما المقصود بأستمرار استخدام الطيران
فيعنى استخدامه فعليا خلال الايام الثلاثه للحرب على مدار 24 ساعه كامله يوميا كما حدث فى الحرب العالميه الثانيه بين الطيران الانجليزى والالمانى ، اما اسلوب الطلعه والهجمة الواحده ثم اخفاء الطيران باقى ايام المعارك خوفا من تدميره فهذا لن يخدم الهدف من استخدام الطيران وهو اسلوب لم ينفع فى حرب 73 وقد حدثت الثغره ولم ينفع العراق عام 2003 عندما غزاها الامريكان ، فما فائدة المحافظة على الطائرات سليمة وتهريبها الى الدول المجاورة وقد انهزمت الدولة .
فالنتيجة المطلوبه من استخدامنا للقوات الجوية هو تحقيق الهدف بالسيطرة الجويه على سماء المعارك او فناء القوات الجوية ، فطيارينا ليسوا اقل شجاعه ولا فدائية من الطيارين الانجليز والالمان واليابانيون .
كذلك عامل جديد اخر سيؤدى الى نجاح ساحق وفعال للطلعات الجويه وهو انه يجب علينا تكوين واعداد واستخدام اسراب طائرات خاصه من طيارين فدائيين لأستخدامهم فى ضرب بنك الاهداف خاصة الاهداف التى تحتاج الى دقة عالية فى الاصابة حيث اننا محرومون حاليا من شراء واستخدام القنابل والاسلحة الذكية ، لقد سبق لليابانيين استخدام هذا الاسلوب " كاميكازى " فى الحرب العالمية الثانيه مما سبب الرعب والدمار للبحرية والطيران الامريكى ولم تكن قضيه اليابان بالحرب العالمية الثانيه بالحق الذى عليه قضيتنا مع فلسطين المغتصبة.
لقد قام اليابانيون بحوالى الف طلعه فدائيه بطائرات بلا عوده " كاميكازى " فهل يعجز العرب والمسلمون عن ايجاد الف او الفان من الطيارين الفدائيين واستخدامهم بطائرات ممتلئة بالمواد المتفجره والحارقة بحيث تنطلق كأنها صاروخ وليس كطائره تنفجر بدقه فوق الهدف المحدد بقيمته الغالية .
ايضا سبق لنا النجاح فى الدفاع عن اجواءنا بأستخدام حوائط صواريخ مضاده للطائرات على طرق اقترابها او حول اهداف معينه ، ذلك اثناء حرب 73 وما قبلها اثناء حرب الاستنزاف ، لذلك يمكننا استخدام نفس الاسلوب للقضاء على اى اختراق او هجوم جوى تحاولة الطائرات الاسرائيلية اثناء عمليه هجوم قواتنا .
اذن خلاصه اليوم الاول : هجوم صاروخى مكثف وهجوم جوى 24 ساعه متواصلة على بنك الاهداف المحدد للقضاء على الطيران الاسرائيلى والصواريخ الاسرائيلية ارض ارض او ارض جو .
إلى المرحلة الثالثة
إلى المرحلة الثانية
موضوع: ماذايعني لك هذى العنوان نهاية اسرائيل 
الجمعة نوفمبر 18, 2011 7:23 pm
