الهند تتحرك لتعزيز سيطرتها على المحيط الهندي تحسّباً لأي توسّع صيني

اعتُبِرت الخطوة الجديدة التي قامت بها الهند لشراء 56 طوافة خدمة لسلاح البحرية بهدف تعزيز قدراتها البحرية والاستخبارية، من قبل دوائر الدفاع والأمن في المنطقة، على أنها محاولة لمواجهة التأثير المتنامي للصين على جنوب وجنوب شرق آسيا واحتمال ولوجها إلى المحيط الهندي.


وقد نقلت وسائل الإعلام الهندية عن قائد البحرية الأميرال نيرمال فيرما قوله أن هنالك خطة لإدخال طوافات الخدمة الخاصة بالبحرية المخصصة لمهام المراقبة والحرب المضادة للغواصات، ومكافحة الإرهاب والاستخبار الإلكتروني، وأعمال البحث والإنقاذ، إدخالها إلى الخدمة ابتداءً من العام 2016.


إلا أن الأميرال فيرما رفض التعليق عما إذا كانت عملية الاستحواذ المقترحة هذه موجهة بشكل خاص ضد الصين.


ولكن أحد مسؤولي البحرية الهندية شرح لموقع الدفاع والأمن العربي، بشرط عدم الإفصاح عن اسمه، أن هذه الصفقة هي جزء من خطة للبحرية الهندية لبسط السيطرة على المحيط الهندي ومواجهة الصين إذا ما حاولت الدخول إلى هذه المنطقة.


يضيف المسؤول المذكور:" ليس بإمكاننا في الوقت الراهن أن نقول إذا ما كانت هذه الصفقة موجهة بشكل خاص ضد الصين لأنها ليست هنا حالياً. ولكن من يعلم ما قد يحصل في المستقبل؟ "


" ليس بإمكاننا أن ننتظر تحرك الصين نحو المحيط الهندي. فإذا قامت بذلك في المستقبل القريب أو البعيد. فعلينا أن نكون جاهزين للمحافظة على مصالحنا."


من جهته، يعتبر الفريق (م) طلعت مسعود، وهو محلل أمني من إسلاماباد، أن الهند تريد في الوقت عينه أن تكون قوة إقليمية وأن تلعب دواراً عالمياً في جنوب وجنوب شرق آسيا والمحيط الهندي."


الفريق مسعود الذي تقاعد بعد توليه منصب قائد فوج سلاح المهندسين في الجيش الباكستاني في العام 1991، يعتقد بأن المسعى الجديد للهند يهدف إلى تعزيز قدراتها البحرية والاستخباراتية، ليس كمنافسة للصين وحسب، بل كقوة إقليمية حقيقية بارزة أيضاً.


وأفاد مسعود لموقع الأمن والدفاع العربي أن "خطط الهند واضحة. لذا سوف نشهد استمراراً في عقد صفقات من هذا النوع في المستقبل، بالرغم من تنامي الفقر والبطالة والمشاكل الداخلية الأخرى لديها."


وعندما سؤاله عن وقع وتأثيرات هذه الصفقات على باكستان المنافس النووي اللدود للهند أجاب مسعود أنه لا يرى هذه المشتريات والصفقات على انها تستهدف باكستان بنوع خاص.


وأضاف مسعود:" هذا لا يعني أنه ليس على باكستان أن تقلق على أمنها القومي على ضوء هذه الصفقة. ولكن باكستان لا تستطيع أن تنافس الهند في مجال عقد صفقات كبيرة بهذا الحجم. فبدلاً من أن تتبع خطوات الهند والقيام بمثل هذه المشتريات، على باكستان أن تجد أجوبة أخرى. وقد تتعلق هذه الأجوبة بالتوصل إلى وضع اقتصادي قوي، وإيجاد تماسك أكبر، وجعل المشاكل الداخلية أقل. إلخ..."


اللواء الركن بحري رجا منون، الذي خدم في البحرية الهندية من العام 1960 وحتى العام 1994 يرى في عملية شراء هذه الطوافات خطوة طبيعية نحو التحديث.


تحدث منون إلى موقع الأمن والدفاع العربي قائلاًً:" تقوم البحرية الهندية بزيادة عدد قواتها في المحيط الهندي، لذا فإنها تحتاج فعلاً إلى طوافات جديدة. ويجب أن لا ينظر لهذا الأمر على أنه غير طبيعي."


ولاحظ منون أن البحرية الهندية سوف تشتري الطوافات من شركات أجنبية لأن الطوافات التي يتم تصنيعها محلياً في بنغالور ليست من المستوى المطلوب. فالبحرية الهندية سوف تقوم أيضاً بإدخال العديد من السفن المحلية الصنع المختلفة إلى أسطولها لذا فهي بحاجة إلى طوافات جديدة.


ويتفق منون مع زميله الباكستاني بأن شراء هذه الطوافات ليس له علاقة بباكستان, ويقر بأن ذلك قد ينظر إليه من زاوية المنافسة مع الصين.


ويؤكد منون بالقول:" قد تقرر الصين أن تقوم بفرد جناحيها على المحيط الهندي. نحن لا نعلم متى سيكون ذلك، ولكن هنالك احتمال لحدوثه."

وبحسب وسائل الإعلام الهندية، فقد تم تقديم طلبات استدراج العروض العائدة للطوافات الخاصة بالبحرية إلى شركات إنتاج الطيران الكبرى بما في ذلك بوينغ (Boeing) وبلّ (Bell) وسيكورسكي (Sikorsky) وكاموف (Kamov) ويوروكوبتر (Eurocopter) وأغوستا وستلاند (Agusta Westland).


وفيما يختص باستدراج العروض، يتضمن المشروع إدخال 56 طوافة إلى الخدمة مع 3 أجهزة محاكاة و28 محرك احتياطي والمعدات العائدة لها خلال ثماني سنوات من توقيع العقد.


وسوف تكون الطوافات بحسب ما نقلته صحيفة تايمز أوف إنديا عن مسؤولين هنود، مزدوجة المحركات تتمتع بوزن إجمالي يصل إلى 4.5 أطنان، وقادرة على العمل انطلاقاً من سطح السفن كما سوف يتم تسليحها براجمات صواريخ عيار70 ملم، وتزويدها بمدافع رشاشة عيار 12.7، ملم بالإضافة إلى قذائف طوربيد خفيفة وعبوات تفجير في الأعماق.


وتعتبر صفقة الشراء المرتقبة هذه جزءًا من خطة لإدخال 900 طوافة في خدمة أسطول الهند البحري خلال السنوات العشر القادمة. بما في ذلك 384 طوافة خدمة خفيفة وطوافة مراقبة، و 90 طوافة بحرية متعددة المهام، و 65 طوافة قتال خفيفة ، و 22 طوافة قتال ثقيلة و 139 طوافة نقل متوسطة و 15 طوافة نقل ثقيلة.

المصدر
موقع الامن والدفاع العربي