5. وسائل الخداع الإستراتيجي العام
أ. الخداع السياسي
(1) تعتبر الوسائل السياسية هي القنوات الرئيسة للدولة لتنفيذ خطة الخداع الإستراتيجي العام، والتي يجب أن تستخدم بأسلوب دقيق ومنسق، مع الوضع في الاعتبار الارتباط الوثيق بين الخداع السياسي والخداع العسكري.
(2) تشتمل الوسائل السياسية على كل الأجهزة السياسية والدبلوماسية، داخل وخارج البلاد، ويدار نشاطها كالآتي:
(أ) رئيس الدولة: عن طريق (الخطب السياسية، والتصريحات الصحفية، والمحادثات الرسمية مع السفراء والوفود الأجنبية، والرسائل المتبادلة، والزيارات...).
(ب) الوزراء والمتحدثون الرسميون: وزراء الخارجية والدفاع خاصة، ومستشارو رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والأمن القومي.
(ج) السفراء: السفراء المعتمدون للدولة في الخارج، والبعثات الدبلوماسية، وممثلو الدولة في المنظمات الدولية، والبعثات التعليمية، ورعايا الدولة في الدول الأجنبية.
(د) الأحزاب السياسية: وذلك، من خلال توزيع الأدوار بين أحزاب المعارضة، والحزب الحاكم، بما يحقق إخفاء نوايا الدولة في تصعيد الصراع إلى صراع مسلح، وذلك بقيام أحزاب المعارضة بالمطالبة بالتصعيد العسكري، الذي يقابله رفض الحكومة لهذه السياسات.
ب. الخداع الإعلامي
(1) السياسة الإعلامية: وهو تمتع الإعلام بالحرية؛ لإعطاء الثقة للخصم في استيفاء المعلومات من أجهزة الإعلام.
(2) الإقناع بوسائل الإعلام: بإتباع الأساليب العلمية الدقيقة، بدس الأخبار المزَّيفة، وأن يتم استخدام أسلوب تحليل المضمون الكمي والكيفي للأخبار الإذاعية والصحفية ووسائل الإعلام كافة؛ لكشف اتجاهات الدول الأجنبية، مع مراعاة تعامل العدو بحذر مع المعلومات المزيفة.
(3) يمتاز الخداع الإعلامي بكثرة وسائل جهاز الإعلام وانتشارها، إذ إنه أسرع الطرق لوصول المعلومات إلى الجهات، التي لها سلطة اتخاذ القرار، وكذا إمكان إشراك الدول الصديقة والحليفة بأجهزتها الإعلامية في تنفيذ خطة الخداع الإستراتيجي العام، دون إطلاعها على كل تفاصيل الخطة.
ج. الخداع الاقتصادي
تُعد إجراءات إعداد اقتصاد الدول للحرب، من المعلومات البالغة الأهمية، التي تسعى أجهزة مخابرات العدو للحصول عليها. كما يعد تخزين السلع الإستراتيجية وإتباع الحد من الاستهلاك، وتحصين المنشآت الاقتصادية من الإجراءات، التي تؤدي إلى كشف نوايا وخطط إعداد الدولة للحرب؛ لذا يجب أن توضع الإجراءات المسبقة لإعداد اقتصاد الدولة للحرب وإخفاء الإجراءات المباشرة، التي تتم خلال الفترة التحضيرية.
6. الوسائل الأخرى المستخدمة في تنفيذ الخداع الإستراتيجي العام
عملاء المخابرات الأجنبية ـ السكان المحليون ـ الوفود السياحية ـ لجان دراسة الجدوى للمشروعات الاقتصادية ـ شركات الاستثمار الأجنبية.
أ. وسائل الخداع العسكري
(1) وسائل خاصة بالأفراد: وهى تلك الوسائل والإجراءات، التي يستخدمها الأفراد في إخفاء أنفسهم، طبقاً لظروف هؤلاء الأفراد وطبائعهم وإمكاناتهم.
(2) وسائل خاصة بالأسلحة والمعدات: وهي عبارة عن وسائل للإخفاء والتمويه، كالشباك وغيرها من الموارد المحلية، تهدف إلى إخفائها وإظهارها بلون الأرض المحيطة، إضافة إلى الوسائل الأخرى، كالنماذج الهيكلية، والعواكس الركنية، والستائر المعدنية، والطلاء المضاد للرادار... الخ.
(3) وسائل خاصة بنشاط القوات: وهي إجراءات متعددة تمثل نشاط القوات، طبقاً للهدف المراد من أجله تحقيق الخداع، ومنها:
(أ) استمرار تمثيل النشاط في المناطق، التي تم إخلاؤها من القوات، لتضليل العدو.
(ب) استمرار تمثيل نشاط المواصلات الإشارية، بنفس معدلها، على الرغم من حشد القوات، مع زيادتها في اتجاهات كاذبة لخداع العدو.
(ج) استمرار النشاط الإداري المألوف، نهاراً، مع استغلال الليل في الإمداد بما يُحتاج إليه، وتكديس ذلك وإخفاؤه، قبل أول ضوء.
(د) استمرار النشاط المعهود للاستطلاع.
(هـ) استخدام المدافع المتجولة، وأصوات المحركات؛ لإعطاء الحياة للمواقع الهيكلية.
ب. وتنقسم وسائل الخداع العسكري إلى:
(1) وسائل مرئية: وهي تستخدم بهدف خداع عناصر استطلاع العدو الأرضي والجوي عن نشاط محدد، والعمل على جذب نظره إلى مكان ثانوي خادع، ومن أمثلة ذلك تنفيذ تحركات خادعة أو تقليد نشاط القوات في مناطق قد أخلتها، وإقامة مناطق ومواقع هيكلية، مع بعث الحياة فيها، حتى تبدو للخصم كما لو كانت حقيقية، كعمل آثار جنازير دبابات، واستخدام الدهانات المختلفة للتشويه.
(2) وسائل صوتية: وهي تهدف إلى خداع عناصر العدو، عن طريق التنصت، ومنها تمثيل نشاط القوات في مناطق هيكلية عن طريق المفرقعات وقصفات المدفعية؛ لإخفاء تحركات الدبابات، وتمثيل إقامة الموانع والتجهيز الهندسي بالمعدات.
(3) الوسائل الإلكترونية: وهي إحدى الوسائل المتطورة للخداع، ويتم ذلك عن طريق إرسال إشعاع مدبر؛ بغرض تضليل العدو عن أحد العناصر المهمة في تنفيذ أعمال الخداع ومهامه، وهو عبارة عن تلك الإجراءات المتكاملة، التي تنفذ بواسطة القادة والقوات، وبمساعدة الأجهزة والوسائل الإلكترونية، بهدف تضليل العدو وخداعه، كما يعد الخداع الإلكتروني أحد أنواع الإعاقة الإيجابية الخداعية، التي تؤدي إلى إرباك سيطرة العدو على نظام مواصلاته، ومن طرق تنفيذ الخداع الإلكتروني:
(أ) الخداع اللاسلكي: ويتم بتشغيل المحطات اللاسلكية الصديقة، لتقليد عمل شبكات العدو اللاسلكية، وبشكل مناظر لها تماماً، وذلك عن طريق إرسال تعليمات خاطئة باسم العدو، وتسجيل إشارات حقيقية لشبكات العدو اللاسلكية، ثم إذاعة هذه الإشارة مرة أخرى في المكان والزمان المناسبين، بما يخدم موقف إدارة المعركة وطبيعة عمل القوات، وتعد طريقة التقليد هذه ذات فاعلية في ظروف التغيير السريع لمواقف المعركة المختلفة، حيث لا يوجد هناك وقت لدى العدو لتحليل هذه الإشارات والتأكد من صحتها.
(ب) الخداع عن طريق تمثيل نشاط إلكتروني: ويتم ذلك عن طريق تمثيل نشاط إلكتروني بوسائلنا الإلكترونية، كما لو كان صادراً من وحداتنا، وذلك من خلال إقامة مراكز إشارة هيكلية، وتقليد عملها تماماً، وتنفيذ الاتصال اللاسلكي من خلالها، وبنفس الحجم الحقيقي في المراكز الأصلية، وكذلك يمكن تمثيل عمل مراكز القيادة والسيطرة لمختلف المستويات، عن طريق إرسال معلومات وهمية، من خلال عمل هذه المراكز، عن نشاط القوات وتحركاتها، وذلك بقصد خداع العدو بالنسبة لحجم القوات ومواقع تحركاتها.
(ج) الخداع عن طريق التضليل: هو يعتمد على إشعاع موجات كهرومغناطيسية، وتبادل إشارات خادعة على شبكات المواصلات العامة لقواتنا، يترتب على التقاطها بواسطة العدو وتحليلها للخروج باستنتاجات ومعلومات مضللة عن قواتنا.
(د) الخداع الراداري: هو مجموعة الإجراءات، التي تتخذ لمنع محطات الرادار الأرضية من استطلاع الأهداف، وكذا تقليل كفاءة عمل رادارات القصف والتنسيق في تمييز وإحراز أهدافها، وكذا قدرة محطات الاستطلاع الرادارية المحمولة جواً على التصوير الراداري ورصد الأهداف، ويتم الإخفاء الراداري ضد المراقبة الرادارية المعادية، سواء كانت وسائل المراقبة أرضية أو محمولة جواً.
(هـ) الخداع الليزري: ويتم خداع الأسلحة الموجهة بالليزر، بطرق المناورة المفاجئة، وإضاءة أهداف خداعية، واستخدام الدخان.
(و) الخداع الحراري: وهو استخدام لتكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، في الرؤية الأمامية، والتوجيه والاستطلاع بالمسح الخطي، وهو ما يعرف بالحرب الكهروضوئية، وهو خداع العدو عن استخدامه لأجهزته الحرارية بحيث يتم تقليل دقة المعلومات، التي يحصل عليها وتقل فاعلية استخدامه للمعدات، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
(ز) الخداع السوناري: ويتم ذلك بتقليل الضوضاء الذاتية للسفن والغواصات، عن طريق الأغطية الماصة للصوت؛ لإضعاف الصوت الناتج عنها، واستخدام الأهداف الخداعية الهيدروصوتية؛ لجذب أجهزة "السونار" المعادية وأجهزة تحديد الاتجاه الهيدروصوتي.