المراكب البحرية غير المأهولة: المنظور الفرنسي لمستقبل الحرب المضادة للألغام

قامت المديرية العامة للتسليح الفرنسية (DGA) بدرس الاحتمالات المطروحة في ما يتعلّق بمركبات السطح البحرية والغواصات المصممة للحد من تهديدات الألغام البحرية الحالية والمستقبلية.

فإن ابتكار "قارب غير مأهول يحمل قارباً غير مأهول" يتم العمل عليه في إطار مشروع إسبادون (Espadon) أي برنامج التقييم التزايدي لحلول أتمتة إزالة الألغام المحتملة للعمليات البحرية، يفتح آفاقاً واعدة لتحقيق هذه الغاية.

ويشار في هذا الإطار إلى أنّه قد تم منذ العام 2011 تنفيذ عدد من الاختبارات في البحر لصالح مديرية التسليح العامة الفرنسية والبحرية الفرنسية في ميناء مدينة بريست الفرنسية.

ومن شأن مشروع Espadon التهيئة لإنضاج برنامج نظام مقاومة الألغام المستقبلية (SLAMF)، والمصمم للحلول محل وسائل حرب الألغام الحالية بحلول العام 2020.

ولا بد من الإقرار، في هذا الإطار، بأن الألغام تستخدم في كافة الصراعات البحرية كما هو الحال في ليبيا مؤخراً، من أجل إعاقة العمل العسكري أو التجارة غير المشروعة أو للتنقلات البشرية.

وتتميّز هذه الألغام البحرية بسهولة إلقائها وانتشارها على نطاق واسع بنماذج متعددة، سواء البدائية منها أو تلك الأكثر تعقيداً، والتي من الممكن إغراقها باستخدام أساليب غير متخصصة إلى عمق يصل حتى 300 متر.

ويهدف مشروع Espadon إلى تقييم نظام يولج بتغطية مناطق بحرية وساحلية واسعة بسرية تامة وبدون تعريض حياة المشغلين للخطر.

يتألف هذا النظام الجديد من نظم تجريبية أخرى وهي: مركب سطح غير مأهول مسمى Sterenn Du، يلعب دور مركبٍ يحمل مركباً بالإضافة إلى نوعين من الغواصات الصغيرة غير المأهولة على متنه، تتولى مهمة الكشف عن الألغام وتحديد مواقعها.

وكانت مديرية التسليح العامة الفرنسية قد طلبت هذا النظام سنة 2009 من التجمع الصناعي المؤلف من الشركات دي سي أن أس (DCNS) وتاليس أندرووتر سيستمز (Thales Underwater Systems) و إيكا (ECA) نظام كشف الألغام هذا.

وقد أنزل مركب Sterenn Du إلى الماء للمرة الأولى في كانون الأول/ديسمبر من العام 2010. وتم اختبار قدرته على البقاء في الماء واكتشاف الغواصات في العام 2011، كما تم أيضاً برهان أتمتته الكاملة وقدرة التحكم به عن بعد من البرّ.

أما خلال النصف الثاني من العام 2012، فقد اقتضى البرنامج اختبار نوع جديد من الغواصات قادر على التعرّف على التهديدات المتواجدة في البحر. ويضاف أخيراً أنّه سيتم اختبار نوع آخر من الغواصات القادرة على اكتشاف الألغام والتعرّف عليها بطريقة مستقلّة في نهاية العام 2013-2014.