في الوقت الذي يبدو فيه أنّ جميع الدول تتجه نحو تعزيز أساطيلها البحرية، فإنّ الحكومة الأسترالية تلتزم هي أيضاً بهذا النهج وتتسلّم أوّل سفينة إنزال حاملة للطوافات فئة كانبيرا.
وقد أعلن وزير الدفاع ستيفن سميث ووزير معدات الدفاع جايسون كلير الأستراليان أنّ هيكل أكبر سفينة حربية أسترالية قد وصل إلى أستراليا، قادما من إسبانيا على متن سفينة نقل الحمولة الضخمة بلو مارلين (Blue Marlin).
وتعتبر هذه أول سفينة إنزال حاملة طوافات من فئة كانبيرا (Canberra) من أصل اثنتين من نوعها.
يشار إلى أنّ سفينة كانبيرا تعتبر أكبر حجماً من حاملة الطائرات الأخيرة ايتش أم ايه أس ملبورن التي كانت تابعة للبحرية الأسترالية، والتي أخرجت من الخادمة في العام 1982.
يبلغ طول بدن سفينة كانبيرا 230 متراً وعرضها 32، ما يجعلها بطول برج ريالتو في مدينة ملبورن الأسترالية.
أما الارتفاع بين خط الماء والسارية الخلفية فهو أقل بأربعين سنتمتراً من جسر سيدني هاربور.
وتوازي مساحة سطح الطيران على السفينة مساحة 24 ملعب تنس، أو ما يعادل 4 فرقاطات من طراز أنزاك (ANZAC).
وستُجهّز سفينة الإنزال الحاملة للطوافات LHD " كانبيرا" بمستشفى قادر على معالجة سكان بلدة كاملة بحجم مدينة كمدينة وورنامبول الأسترالية، كما أنّها تولد طاقة كهربائية تكفي لتشغيل مدينة بحجم مدينة داروين الأسترالية.
ويعتبر وصول السفينة إلى أستراليا حدثا بالغ الأهمية، كما أنّها تعدّ للخطوة التالية نحو حقبة جديدة من قدرة القوات البرمائية التابعة للبحرية الأسترالية.
بدأ العمل على بناء سفينة LHD 01 في أيلول/ سبتمبر 2008، وقد تم وضع أول ثلاث أجزاء منها في أيلول/ سبتمبر 2010، وتدشين البدن في شباط/ فبراير 2011.
تولت شركة صناعة السفن نافانتيا (Navantia) بناء البدن في إسبانيا؛ وقد استغرقت الرحلة 9 أسابيع لقطع مسافة 13 ألف ميل بحري إلى أستراليا.
وسيتم وضع البدن في الماء من على متن سفينة النقل بلو مارلين، وسيتم قطره إلى حوض بناء السفن في ويليامزتاون، التابع لشركة بي ايه إي سيستمز (BAE Systems)، وذلك لدمج البنية العليا الخاصة بها، والقيام بأعمال التجهيز الدقيقة الهامة الأخرى.
تعتبر السفينة الأولى LHD 01 التي ستدخل الخدمة تحت اسم ايتش أم ايه أس كانبيرا (HMAS Canberra) الأولى من ضمن حاملتي الطوافات LHD التي سيتم بناؤها للبحرية الملكية الأسترالية.
وسيحقق دخول هاتين السفينتين الخدمة تغييراً هاما في الطريقة التي تعتمدها قوات الدفاع الأسترالية لنشر قواتها البرية وقيادة عملياتها البرمائية.
يشار إلى أنّ حاملات الطوافات LHD هي أكبر سفن تم بناؤها للبحرية الملكية الأسترالية على الإطلاق. إذ تستطيع كل سفينة، بالإضافة إلى طاقمها المؤلف من 300 شخص، نقل مجموعة قتال مشتركة مؤلفة من أكثر من 1100 شخص، ومئة مركبة مصفّحة و12 طوافة، كما تتضمن 40 سرير استشفاء.
يشار كذلك إلى أن العمل قد بدأ على سفينة LHD 02 التي ستدخل الخدمة تحت اسم ايتش أم ايه أس أديلايد (HMAS Adelaide) في شباط/ فبراير 2010، وقد تم وضع أوّل أجزاء من البدن في شباط/ فبراير 2011.
وتم تدشين بدن حاملة الطوافات LHD 02 في تموز/ يوليو 2012، ومن المفترض وصوله إلى أستراليا للانتهاء من العمل على بنيته العليا وتجهيزه في أوائل العام 2014.
من المتوقع أن تدخل حاملة الطوافات LHD 01 الخدمة لدى البحرية الملكية الأسترالية في العام 2014، تليها LHD 02 في العام 2016.
تجدر الإشارة إلى أنّ شركة BAE Systems هي المتعاقد الرئيسي في مشروع سفينة LHD، وهي تدير البرنامج بالكامل بالتعاون مع المتعاقدين الثانويين Navantia و Saab و L3 Communications.