منحها الأرض قرب مطار غريس وتفاخر بها أمام الأجانب
والي معسكر يهدم المدرسة الجزائرية للطيرانقرر والي معسكر، السيد أولاد صالح زيتوني، هدم بنايات مشروع الأكاديمية الجزائرية للطيران، الواقعة في محيط مطار غريس، وهو الذي كان قد منح للقائمين على هذا المشروع كل التسهيلات والدعم، وتفاخر بها أمام المسؤولين الجزائريين والمتعاملين الأجانب، قبل أن يقرر هدمها ببساطة.
استهل رئيس بلدية غريس، أحمد مزوري، المنتخب في قائمة حزب جبهة التحرير الوطني، عهدته يوم الخميس الماضي بهدم مشروع استثماري بقيمة 7 ملايين أورو، باشرته ''الأكاديمية الجزائرية للطيران'' في بداية السنة الجارية، بعد أن منحتها وزارة النقل الاعتماد في 23 أكتوبر ,2011 تحت رقم ,3467 موقع من طرف مدير الطيران المدني والأرصاد الجوية، وقبلها كان والي ولاية معسكر، قد أشر على محضر لجنة المساعدة على تحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار (كالبيراف) بتاريخ 10 أكتوبر 2011، تحت رقم 9666، التي وافقت على هذا المشروع، لتتبعه مديرية أملاك الدولة وحددت للمشروع مساحة 12 ألف متر مربع قرب مطار غريس.
وانطلق إنجاز الهياكل الخفيفة، كما التزم صاحب المشروع في دفتر الشروط، منها بناية إدارية ومرآب لطائرات التدريب من البناء الخفيف، وحين اقتربت الأشغال من النهاية، راسل والي الولاية مسؤولي ''الأكاديمية الجزائرية للطيران'' في أكتوبر الماضي، يشعرهم أنه قرر تجريدهم من الأرضية، لأنها لا تدخل في الأملاك الخاصة للدولة، وإنما هي ملك لمؤسسة تسيير مطارات الغرب.
حينها اقترح أصحاب المشروع البحث عن حل بالتراضي مع هذه المؤسسة، التي لم تعترض على المشروع، وأكثر من ذلك اعتبرته بمثابة ''معيد الروح لمطار غريس'' المشلول منذ تدشينه، ثم أن كل الدراسات التقنية والأمنية أكدت أنه يوجد في منطقة لا يمنع فيها البناء أو غيرها من العوائق الإدارية أو التقنية، وهو ما بنت عليه مديرية أملاك الدولة في البداية قرارها بتخصيص تلك الأرضية للمشروع.
ولم يفهم القائمون على مشروع ''الأكاديمية الجزائرية للطيران'' ماذا فعلوا لكي ينقلب عليهم والي معسكر بتلك ''السرعة''، ففي 12 أكتوبر 2012 اتخذ والي ولاية معسكر قرارا يلغي القرار الولائي المؤرخ في 15 ديسمبر 2011، المتضمن منح حق الامتياز لفائدة الأكاديمية بحجة أن الأرض ''ملك عام وتدخل ضمن المحيط الأمني للمطار''، وبدأت المحاولات الأولى لهدم ما أنجزته الأكاديمية الجزائرية للطيران في منتصف نوفمبر الماضي، إلا أن ذلك تزامن مع الحملة الانتخابية للمحليات، وهي الفترة التي سعى فيها مؤسسو الأكاديمية في كل الاتجاهات، ووصلوا إلى مساعدي وزير الداخلية ورئاسة الجمهورية، إلا أن مساعيهم لم توقف ''تعنت الوالي''، ليكلف الرئيس الجديد لبلدية غريس، المنتخب في قائمة جبهة التحرير الوطني، بتنفيذ أمر الهدم، وأصدر هذا الأخير قرار بلديا اعتبر فيه المشروع ''بناء فوضويا''، وجند يوم الأربعاء الماضي وسائل الدولة والقوة العمومية وشرع في الهدم بحضور رئيس الدائرة كحلالو كمال.
وأسرع أصحاب المشروع إلى العدالة، يوم الخميس الماضي، التي أمرت بتوقيف الهدم وعينت الخبير العقاري الأستاذ بلهاشمي كمال، ولما حضر هذا الأخير إلى مطار غريس، هرب الأمين العام للبلدية ورئيس الدائرة وتوقف الهدم، ليتواصل نهار أمس الجمعة، وهي القضية التي يقول مسؤولو ''الأكاديمية الجزائرية للطيران'' إنهم لن يسكتوا عنها لأنها ''ظلم واضح''.