كدت حركة التوحيد والجهاد الإرهابية على عناصرها ضرورة الابتعاد عن استفزاز الجزائر مجددا، لفشلها الذريع في الحصول على تنازلات من الجزائر التي لم تتعاط مع ملف دبلوماسييها المختطفين كما كان يريد التنظيم الإرهابي، وسط أنباء تؤكد أن التنظيم الإرهابي متخوف كثيرا من عمليات عسكرية جزائرية بعد تقارير أكدت مؤخرا أن الرئيس بوتفليقة ألغى عملية كانت مقررة شهر أفريل الماضي. كشفت مصادر مطلعة لـ ”الفجر”، أن الجهاد والتوحيد لم تكن تستهدف بهجومها على مدينة الخليل المالية على بضع كيلومترات من الحدود الجزائرية، احتلال المدينة التي تعتبر عصب الحياة بالشمال المالي بالنظر إلى المخزون الكبير للأسلحة، بقدر ما أرادت الحصول على أسلحة وذخيرة وسيارات دفع رباعي، استعدادا للحرب التي كانت مقررة خريف هذا العام قبل أن تؤكد المخططات الحربية الأولية استحالتها قبل منتصف العام القادم. وأضافت ذات المصادر، أن عناصر الجهاد والتوحيد التي تعاني من مشاكل داخلية رفض كتيبة صلاح الدين المشاركة في هجوم الخليل، غادرت مباشرة بعد حصولها على مآربها، قبل أن تسيطر حركة أنصار الدين على المدينة، ويتجول عناصرها بكل حرية في المدينة في أهم المواقع التجارية وسط دهشة جميع السكان. وذكرت مصادرنا، أن جماعة أنصار الدين التي نجحت الجزائر في إقناعها بالخروج من عباءة القاعدة لن يطول مكوثها هي الأخرى بالمدينة، لأنها جاءت لتصفية حسابات شخصية مع بعض العناصر في المدينة يرجح على الأغلب أنهم تجار، مشيرة في ذات السياق إلى أن عناصر أنصار الدين تتجول بحرية مطلقة في المدينة. وشددت ذات المصادر، أن الجهاد والتوحيد فشلت فشلا ذريعا في فرض منطقها على الجزائر، بالحصول على فدية، أو إطلاق سراح بعض عناصرها الإرهابية في السجون الموريتانية والجزائرية، وزاد يقينها لما تأكدت أن بعض الوعود التي قدمتها لها الجزائر من خلال وسطاء، وأطلقت على إثرها سراح مجموعة من الدبلوماسيين تأكدت فيما بعد أنها مجرد مراوغة لما أعلنت مقتل نائب قنصلها طاهر توات، دون أن تحرك السلطات الجزائرية ساكنا على الأقل فيما يتعلق بصفقة المساجين، على اعتبار أن الجزائر تناضل لتجريم دفع الفدية بعد أن نجحت في تحريمها. وأفادت ذات المصادر، أن التقارير الإعلامية التي أوردتها الصحافة الجزائرية، حول إلغاء الرئيس بعد العزيز بوتفليقة لعملية عسكرية تستهدفها شهر أفريل المنصرم أثار مخاوفها، ليقينها في السابق أن الجزائر لا يمكن أن تغامر بقواتها خارج الحدود الجزائرية، لكن ما تسرب من أنباء جعلها تعيد حساباتها، سيما وأن التحديات القادمة بعد موافقة الأمم المتحدة على التدخل العسكري في شمال مالي لتطهير المنطقة من الجماعات المسلحة ستكون كبيرة جدا. من جهة أخرى، كشفت مصادرنا، أن الجهاد والتوحيد وكتائبها في مجلس شورى المجاهدين تستعد بشكل مكثف للحرب القادمة، والتي تشير آخر تصريحات المسؤولين الفرنسيين أنها لن تكون قبل منتصف العام الجاري، وأن الهجوم الأخير على مدينة الخليل المالية على بعد 18 كلم من مدينة برج باجي مختار يندرج ضمن مخطط أهم لتدعيم عتادها الحربي قبل التدخل العسكري. فاطمة الزهراء حمادي
http://www.al-fadjr.com/ar/national/234403.html