الراس المدبر

مختار بلمختار قاد مقاتلين لتنفيذ العملية الأخيرة لاحتجاز رهائن في منشأة نفطية تابعة لشركة "بريتيش بتروليوم" قرب عين أميناس جنوب شرقي الجزائر.

مختار بلمختار، الذي يكنى بخالد بابو العباس والأعور وهو في الأربعينات من العمر، كان له نشاط بارز في صحراء "تنزروفت" عام 2003.
وأعلنت الولايات المتحدة تجميد أصوله في أكتوبرعام 2003.
قاد بلمختار لسنوات مقاتلي القاعدة في منطقة الصحراء الافريقية قبل أن يؤسس جماعته الإسلامية الخاصة أواخر العام الماضي بعد خلاف فيما يبدو مع زعماء آخرين للمتشددين.
ويعتقد بأن الهجوم على منشأة عين اميناس التابعة لبريتيش بتروليوم في الجزائر تم بتحريض وتخطيط من بلمختار الذي فقد الرؤية في عينه اليسرى في القتال.
ويعتقد ان بلمختار الذي ينحدر من ولاية غرداية ضالع في عمليات أخرى لاحتجاز رهائن، والتفاوض بشأن اطلاق سراحهم.
وبحسب تقارير صحفية غربية، فإن المخابرات الامريكية تعتبر بلمختار من أكبر المجرمين في منطقة الصحراء الكبرى.
السيد مارلبورو
وتشير إلى أن بلمختار، الذي عادة ما يظهر في صوره وهو يرتدي عمامة سوداء، ضالع بشكل كبير في تهريب السجائر في المنطقة، حتى انه يعرف في المنطقة باسم "السيد مارلبورو".
وتحمل جماعة بلمختار عدة اسماء، من بينها كتائب ابو العباس، وهو احد الاسماء المستعارة التي كان يلقب بها في تاريخه الجهادي/الاجرامي الذي بدأ في احد معسكرات التدريب في افغانستان عندما كان في التاسعة عشرة من العمر.
وبلمختار، كغيره من زعماء الحرب في المنطقة، يعمل تحت مظلة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهي جماعة تسير على خطى الجماعات المتشددة التي خاضت حربا ضد الحكومة الجزائرية في التسعينيات من القرن الماضي.
ونقلت تقارير عن جون ماركس الباحث في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية قوله إن بلمختار "من كبار القراصنة في الصحراء، ولكنه كغيره من هذه الجماعات الجزائرية، يجمع بين الانشطة الاجرامية والايدولوجية، ويبدل اولوياته وفقا للموقف".
وذكرت التقارير أنه إذا كان بلمختار هو بالفعل العقل المدبر لاختطاف الرهائن في الجزائر أخيرا، فإن هذا دليل على عودته تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
انشقاقات
وكان بلمختار الأمير السابق في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي (الشهير بلقب الأعور) قرر مغادرة الجماعة وإنشاء مجموعة خاصة به مكونة من انتحاريين في شمال مالي.
وقال بملختار حينها وفقا لبيان أوردته وكالة نواكشوط للأنباء إن كتيبته الجديدة تضم جهاديين أجانب.
وأوردت الوكالة إن بلمختار (واسمه الحقيقي خالد أبو العباس) انشق عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد قرار التنظيم بإنزال رتبته كرئيس لكتيبة الملثمين.
وذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية أن بلمختار سيؤسس جماعة جديدة سيكون مقرها في مدينة غاو المالية، التي تخضع لسيطرة الإسلاميين من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن بلمختار يريد من خلال تشكيل المجموعة الجديدة "المساهمة في تعزيز حكم الشريعة في شمال مالي، حيث يعمل الإسلاميون المسلحون على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بشكل متشدد بعد أن نجحوا في إخراج الجيش المالي من هذه المنطقة خلال فصل الربيع الماضي".
وسيقوم بلمختار بتمويل أنشطته "بما في ذلك أنشطة الأسلحة" من خلال "التخصص في اختطاف مواطني الدول الغربية، الذين عادة ما يفرج عنهم بعد الحصول على فدية مقابل ذلك"، وفقا للتقرير.
التدخل الأجنبي
أكد بلمختار رفضه التدخل الأجنبي في مالي، وتوعد برد قوي على حدوث أي تدخل.
وقال في تسجيل مصور بثته مواقع إسلامية "سنرد وبكل قوة وستكون لنا كلمتنا معكم، ووعد منا سننازلكم في عقر دياركم وستذوقون حر الجراح في دياركم وسنتعرض لمصالحكم".
وتضاربت الأنباء بشأن مقتل بلمختار، في حين نفت مصادر أخرى مقربة من القيادي هذه الأنباء.
ومن المعتقد أن بلمختار على صلة بعمليات خطف الأجانب التي وقعت في مناطق نائية في السنوات القليلة الماضية.
ويعتبر مختار بلمختار أحد القادة التاريخيين لتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.
وبحسب مصادر أمنية، فقد قاتل مختار عام 1991 إلى جانب الجهاديين فى أفغانستان قبل أن يعود بعد ثلاث سنوات إلى بلاده لينضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة.
وأصبح بلمختار بعد ذلك “أميرا” فى الجنوب الجزائرى على الحدود مع شمال مالى حيث ساعد على تشكيل الجماعة السلفية من أجل الدعوة والقتال التى أصبحت فى ما بعد تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى.