لا تزال قضية العنف في الولايات المتحدة الأمريكية محط اهتمام من قبل الجميع في هذا البلد الذي يعيش اليوم في مستنقع الجريمة والقتل التي تطال جميع فئات المجتمع دون استثناء، ويرى بعض المراقبين ان العنف اصبح سمة أساسية من سمات المجتمع الأمريكي وتكرار الجرائم هو دليل واضح على ذلك خصوصا وان القانون الأمريكي يجيز حمل وحيازة الأسلحة وتداولها وهو ما أسهم بارتفاع معدلات الجريمة وبتالي إحراج الاداره الأمريكية التي تتعرض لانتقادات متواصلة بهذا الشأن، الأمر الذي دفعها الى اتخاذ بعض الخطوات الجديدة في سبيل السيطرة على مثل هكذا أمور، وقد بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكبر حملة أمريكية للسيطرة على انتشار السلاح منذ عقود وحث الكونجرس على الموافقة على فرض حظر على الأسلحة الهجومية والتحري عن كل مشتر للسلاح لمنع عمليات القتل الجماعي. وبوضع خطة واسعة النطاق لعمل تنفيذي وتشريعي للحد من العنف المسلح يبدأ أوباما مواجهة عنيفة مع جماعة ضغط تؤيد حق حمل السلاح ومؤيديهم في الكونجرس الذين سيقاومون ما يعتبرونه انتهاكا لحق حيازة السلاح الذي يكفله الدستور.
وعرض أوباما خطته في اجتماع بالبيت الأبيض حضره بعض أقارب 20 تلميذا وستة عاملين في مدرسة ساندي هووك الابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكت قتلهم مسلح يوم 14 ديسمبر كانون الأول. وقال أوباما "لا يمكننا تأجيل هذا الأمر أكثر من ذلك" متعهدا باستخدام "كل ثقل هذا المكتب (البيت الابيض)" وأضاف "يتعين على الكونجرس العمل فورا."
وفي إشارة إلى ضراوة المواجهة في المعركة المحتملة بشأن السيطرة على انتشار السلاح أصدرت الرابطة الوطنية للبنادق إعلانا قبل ساعات من كلمة أوباما اتهمت فيه الرئيس بالنفاق لانه يقبل ان تقوم قوات خاصة مسلحة بحماية ابنتيه. وأدان البيت الأبيض الإعلان ووصفه بأنه "بغيض".
وحتى الآن لم يبذل أوباما سوى القليل لتغيير ثقافة حمل السلاح في الولايات المتحدة. لكنه بدا عازما على قيادة حملة للسيطرة على انتشار السلاح خلال فترة ولايته الجديدة التي ستشهد كذلك معارك مع الكونجرس بشأن الدين العام والانفاق ونقاش محتمل بشأن إصلاح قوانين الهجرة. بحسب رويترز.
وتدعو خطة أوباما الكونجرس لتجديد حظر على بيع الاسلحة الهجومية كان قد انتهى العمل به عام 2004 وطلب فحص الصحيفة الجنائية لكل من يطلب شراء سلاح واقرار قانون اتحادي جديد لمكافحة تهريب السلاح يطالب به منذ فترة طويلة رؤساء بلديات المدن الكبرى لمنع دخول السلاح من خارج الولاية إلى شوارع مدنهم. وأعلن كذلك 23 خطوة يعتزم اتخاذها على الفور دون موافقة من الكونجرس. وتشمل تحسين النظام القائم للتحري عن الراغبين في شراء السلاح ورفع حظر كان مفروضا على هذه التحريات على مستوى البلاد وتعيين المزيد من الاخصائيين الاجتماعيين في المدارس وتوفير حرية وصول افضل لخدمات الصحة العقلية.
رقم قياسي
في السياق ذاته اشارت بيانات من مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي (إف.بي.آي) الى أن عدد من قام المكتب بالتحري عنهم من الامريكيين كشرط لشرائهم اسلحة سجلوا رقما قياسيا في ديسمبر كانون الاول في الوقت الذي اثارت فيه مذبحة في مدرسة بولاية كونيتيكت الحديث مجددا عن فرض قيود على تداول الاسلحة النارية. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي انه تحرى عن 2.8 مليون شخص وهو ما يتجاوز الرقم القياسي المسجل في نوفمبر تشرين الثاني والبالغ مليوني شخص. والعدد مرتفع 49 بالمئة عن ديسمبر 2011 عندما قام المكتب بالتحري عما يصل الي 1.9 مليون شخص وهو ما كان رقما قياسيا في ذلك الوقت.
وقال ستيفن فيشر المتحدث باسم مكتب التحقيقات انه لم يحدث تغييرات في اجراءات التحري التي يقوم بها المكتب كان من شأنها ان تؤثر على اعداد ديسمبر. غير ان ديسمبر هو في العادة اكثر شهور العام ارتفاعا في عدد التحريات لاسباب من بينها مبيعات هدايا العام الجديد. ولا تمثل الارقام عدد الاسلحة النارية المباعة وهو احصاء لا ترصده الحكومة. كما لا تعكس النشاط بين الاطراف الخاصة مثل افراد الاسرة وجامعي الاسلحة لان القوانين الاتحادية تلزم فقط بإجراء تحريات على مبيعات البائعين التجاريين ممن لديهم رخصة اتحادية.
والشخص الذي يجتاز التحريات يحق له شراء عدة اسلحة نارية. وبلغ عدد التحريات في 2012 ما اجماليه 19.6 مليون وهو رقم قياسي سنوي ويمثل زيادة قدرها 19 بالمئة عن 2011. وقال المحققون ان النقاش الوطني بشأن الاسلحة زاد منذ 14 ديسمبر عندما شق آدم لانانزا طريقه الى مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون في كونيتيكت فقتل 20 طفلا وستة بالغين قبل ان ينتحر في واحد من اكثر حوادث اطلاق النار الدموية في المدارس في تاريخ الولايات المتحدة. وقتل لانزا أيضا والدته -المالكة المسجلة للأسلحة التي استخدمت في القتل- قبل ان يذهب الى المدرسة. وهناك اتجاه لزيادة حيازة الاسلحة بعد حادث اطلاق النار حيث يخشى المشترون على سلامتهم الشخصية او يساورهم القلق من ان يحظر اعضاء الكونجرس بعض الاسلحة النارية.
اربعة قتلى بينهم مطلق النار في عملية احتجاز رهائن في ولاية كولورادو الاميركية
على صعيد متصل قتل ثلاثة اشخاص في عملية احتجاز رهائن انتهت بقيام الشرطة بقتل مطلق النار في مدينة اورورا بولاية كولورادو (غرب الولايات المتحدة) التي كانت الصيف الماضي مسرحا لعملية اطلاق نار دموية في احدى صالات السينما فيها، بحسب تلفزيون محلي. وقالت محطة التلفزيون المحلية "كي يو اس ايه" التابعة لشبكة "ان بي سي" نقلا عن الشرطة ان شخصا تمكن من الهروب من المنزل الذي اختبأ فيه مطلق النار وابلغ الشرطة بالامر. وتم اخلاء عدة منازل قريبة تحسبا لاي طارئ.
واورد الموظف في الشرطة كاسيدي كارلسون ان الرجل "المسلح والخطير" اختبأ مع رهائن حوالى واضاف "تمكنا من الاتصال به بصورة متقطعة". وتدخلت قوات الامن وقتلته، بحسب المحطة التلفزيونية التي تعذر عليها تحديد هوية الضحايا ودوافع مطلق النار. وفي مدينة اورورا، ادت عملية اطلاق نار داخل صالة سينما الى مقتل 12 شخصا وجرح 58 في تموز/يوليو.
من جهة اخرى وجهت السلطات القضائية الأمريكية إلى رجل وامرأة من مدينة نيويورك اتهامات تتعلق بحيازة أسلحة ومتفجرات بعد توقيفهما وبحوزتهما بندقية ومواد قابلة للانفجار، إلى جانب العثور معهما على ملف يحمل عنوان "موسوعة الإرهابي" وفقا لأوراق القضية. وتظهر الأوراق أن الاتهامات تطال آرون غريني، 31 سنة، ومورغن غليدمان، 27 سنة، وقد جرى الإدعاء عليهما بجناية حيازة أسلحة مع نية استخدامها، وفقاً لمكتب الإدعاء العام في منهاتن. بحسب CNN.
وقال مصدر في الشرطة أن غليدمان نُقلت بعد فترة قصيرة من اعتقالها إلى المستشفى بعدما داهمتها آلام المخاض، فأنجبت طفلة أطلقت عليها اسم "ميلودي،" مشيرا إلى أن اعتقال غليدمان وغريني جاء بعد العثور على المواد المتفجرة في منزلهما بالصدفة أثناء البحث عنهما على خلفية قضايا احتيال وسرقة بطاقات ائتمان.ةوعثرت الشرطة أيضاً على عدة وثائق تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والقنابل، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى إخلاء عدة أبنية محيطة بالمنزل قبل مسحه بشكل كامل. وبعد إجراء اختبارات على مستوعبات تحتوي على مسحوق أبيض اللون اتضح للشرطة أن المادة عبارة عن كميات من مركب HMTD الشديد الإنفجار.
الى جانب ذلك أقامت أرملة ضحية بحادث الهجوم على دار سينما في كولورادو العام الماضي، دعوة قضائية ضد الطبيبة النفسية للمنفذ جيمس هولمز، والجامعة التي تعمل بها. وتتهم شانتيل بلانك، 26 عاماً، وهي أرملة واحد من الضحايا الـ12 الذين قتلوا على يد هولمز في هجومه على دار سينما في مدينة أرورا الطبيبة لين فينتون، بالتقاعس عن إطلاع الشرطة على خطورة هولمز باعتبارها المعالجة له، مضيفة، وبحسب وثائق القضية: "كانت تعلم بأن جميس هولمز خطير وواجبها يملي عليها إبداء الاهتمام الملائم لحماية العامة منه." ومن جانبها، أكدت جامعة كولورادو الدعوى القضائية المقامة ضدها، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون إلى تلقيهم لاخطارات بـ11 دعوى قضائية أخرى مخلتفة. وتتهم الدعوى القضائية فينتون بالإهمال، وتلقي كذلك بجانب من مسؤولية "المجزرة" على جامعة كولورادو، وكان هولمز قد فتح نيرانه على رواد سينما "أرورا" أثناء العرض الأول لفيلم "الفارس الأسود يعود من جديد" The Dark Knight Rises، وأردى 12 قتيلا.
اعتقالات متواصلة
في السياق ذاته اوقف مراهق في الخامسة عشرة بتهمة قتل بالغين اثنين وثلاثة اطفال بسلاح ناري في ولاية نيو مكسيكو في جنوب غرب الولايات المتحدة على ما اكدت الشرطة المحلية. وعثر على الجثث داخل منزل في البوكيركي الى حيث استدعي عناصر الشرطة على ما ذكرت محطات تلفزة محلية في البداية. وجميع الضحايا اصيبوا برصاصات عدة على ما اوضح مكتب شريف منطقة بارناليو في بيان. وعثر على عدة اسلحة هجومية يبدو ان القاتل استخدمها على ما اوضحت الشرطة. والضحايا هم رجل وامرأة وفتاتان وصبي.
من جهة اخرى عثر على مسدس في حقيبة تلميذ في السابعة، في مدرسة ابتدائية في نيويورك على ما افادت الشرطة. واوضحت ناطقة باسم الشرطة ان المسدس من عيار 5,6 ميلمتر وقد فتح تحقيق بالحادث. ولم يكشف عن هوية التلميذ. وقد ضرب طوق حول مدرسة "وايف بريباراتوري" الواقعة في حي فار روكواي في منطقة كوينز لمدة ساعة.
الى جانب ذلك اعلنت شرطة لاس فيغاس الاميركية انها اعتقلت رقيبا في سلاح الجو السعودي موجودا في الولايات المتحدة في دورة تدريبية بتهمة الاعتداء جنسيا على فتى في ال13 من العمر في احد فنادق المدينة. وقالت الشرطة ان مازن العتيبي (23 عاما) الذي يتابع دورة تدريبية في قاعدة لاكلاند الجوية في سان انتونيو (تكساس، جنوب) كان يقضي عطلة في "سين سيتي" عندما اعتقل بعد ورود بلاغ يتهمه بالاعتداء على الطفل، مشيرة الى انه يواجه تهما اخرى بينها الخطف.
واوضحت انها تلقت"بلاغا عن اعتداء محتمل على فتى في ال13 من العمر" في احد فنادق لاس فيغاس، مدينة القمار الواقعة في صحراء نيفادا. واضافت انه بحسب الاتهام فان "الضحية الذي كان ضيفا في الفندق اعتدى عليه رجل بالغ كان بدوره ضيفا في الفندق"، مشيرة الى انه "بنتيجة التحقيقات" التي جرت قام عناصر من شرطة مكافحة الاعتداءات الجنسية باعتقال العتيبي. ونقلت "صحيفة لاس فيغاس صن" عن المتحدث باسم الشرطة دان ماكغراث ان الطفل كان في بهو الفندق عندما اقتاده العتيبي عنوة الى غرفته في الفندق. واضاف ان "الطفل ليس فردا من اسرة (المعتدي) ولم تكن هناك اي علاقة سابقة بينهما"، مؤكدا ان المعتدي التقى ضحيته "عن طريق الصدفة". بحسب فرنس برس.
واودع العتيبي سجن كلارك كاونتي بناء على اربع تهم هي الاعتداء جنسيا على ضحية دون ال16 من العمر، وارتكاب فعل فاضح مع قاصر دون ال14 من العمر، والاكراه باستخدام القوة، والخطف من الدرجة الاولى، بحسب ما اوضحت الشرطة. واضافت ان "التحقيقات لا تزال جارية في هذه القضية".
على صعيد متصل قال مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي انه اعتقل رجلا من نيوجيرزي لعرضه تقديم خمسة آلاف دولار لشرطي يطلق عليه اسم "الشرطي اكل لحوم البشر" من اجل خطف امراة وتسليمها له لاغتصابها. ووجهت السلطات الاتحادية اتهاما لمايكل فانهايس (22 عاما) بالتآمر لارتكاب جريمة خطف مع جيلبرتو فالي وهو رجل شرطة من نيويورك اعتقل في اكتوبر تشرين الاول واتهم بالتآمر لخطف نساء وتعذيبهن وطهيهن واكلهن.
واوضحت شكوى جنائية انه في سلسلة رسائل عبر البريد الالكتروني حاول فانهايس المساومة على خفض رسوم الخطف وحث رجل الشرطة على "التأكد فقط من انها لم تمت قبل ان انال منها." ورد فالي في رسالة عبر البريد الاليكتروني "لا داعي للقلق. ستكون حية." وقال مدعون ان فانهايس اعترف للمحققين بانه ارسل هذه الرسائل. بحسب رويترز.
وكان فالي الذي تطلق عليه وسائل الاعلام اسم "الشرطي اكل لحوم البشر" قد وجهت له تهمة استهداف نساء تم اكتشاف اسمائهن في ملف على حاسوبه. وقال فالي انه كان يشارك فقط في لعب دور خيالي عبر الانترنت وقال انه غير مذنب. ووجهت لفانهايس وهو ميكانيكي من نيوجيرزي وله ولدان صغيران تهمة التآمر لارتكاب جريمة خطف. وظهر فانهايس لفترة وجيزة امام محكمة اتحادية. ويواجه الرجلان في حالة ادانتهما الحكم عليهما باقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة.