قررت السلطات الجزائرية فتح منشأة الغاز الواقعة في 'تيقنتورين' بمدينة 'عين أمناس' أمام الصحافيين ، وذلك عشرة أيام بعد انتهاء عملية الاختطاف والاعتداء التي تعرضت لها هذه المنشأة من طرف كتيبة الموقعون بالدم التي يقودها الإسلامي المتشدد مختار بلمختار، والتي أسفرت عن مقتل 37 رهينة أجنبية وجزائري واحد.
ويأتي قرار السلطات بفتح موقع الاعتداء الإرهابي أمام الصحافيين، وخاصة العاملين في وسائل إعلام أجنبية، في أعقاب الانتقادات التي وجهت إلى السلطات بخصوص التعاطي الإعلامي مع هذه الأزمة، خاصة في ظل عدم السماح للصحافيين بالاقتراب من المنشأة الغازية، خلال عملية التحرير التي قامت بها القوات الخاصة لقوات الجيش، وحتى خلال الأيام التي أعقبت انتهاء العمليات، وهو منع بررته السلطات بدواع أمنية، مشيرة إلى أن المنشأة كانت ملغمة وفرق نزع الألغام كانت تعمل على إبطال مفعولها.
واستقبلت وزارة الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية طلبات كثيرة من وسائل إعلام أجنبية من أجل القيام بتحقيقات صحافية على مستوى منشأة الغاز التي تعرضت إلى الاعتداء الإرهابي، وهي الطلبات التي احتارت السلطات في وقت أول في كيفية التعامل معها، لكن رئيس الوزراء عبد المالك سلال قرر في الأخير إعطاء تعليمات لفتح الموقع أمام الصحافيين، وتم الاتفاق على أن يكون ذلك في إطار رحلة تنظمها السلطات للصحافيين اليوم الخميس من أجل الوقوف على انعكاسات الاعتداء الإرهابي على منشأة الغاز، وحتى يرى الصحافيون على الأرض مدى تعقيد الوضع، والذي صعب من
مهمة القوات الخاصة في القضاء على الجماعة الخاطفة بسرعة.جدير بالذكر أن الاعتداء المسلح على منشأة 'تيقنتورين' الغازي تحول إلى أزمة دولية، بسبب احتجاز عدد كبير من الرهائن الأجانب إضافة إلى عمال جزائريين، علما وأن الجماعة الخاطفة كانت تنوي تهريب الرهائن إلى خارج الحدود الجزائرية، كما كانت تخطط لتفجير منشأة الغاز، وذلك بحسب تصريحات المسؤولين الجزائريين، وقد أثار التعاطي الإعلامي للسلطات الجزائرية مع الأزمة جدلا جديدا قديما بخصوص التعتيم الإعلامي في وقت الأزمات، وغياب جهات تتواصل مع الإعلام المحلي والأجنبي في مثل تلك الأوقات
التي تكون فيه وسائل الإعلام بحاجة إلى مادة وإلى أطراف تتحدث، وقد سعت السلطات في وقت أول إلى استدراك الأمر من خلال تكليف وزير الإعلام بمهمة إعطاء تفاصيل عن العملية، وتدارك عثرات وزير الداخلية دحو ولد قابلية، قبل أن يعقد رئيس الوزراء عبد المالك سلال مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء عملية تحرير المنشأة الغازية.