الحرب الهجينة :
يعتبر مفهوم الحرب الهجينة مزاوجة بين مفهوم الحرب النظامية للجيوش التقليدية وبين مفهوم حرب العصابات وبمكن ان نقول انه تطعيم لجيوش النظامية بمناهج واساليب حرب العصابات لكسر مفاهيم التفوق التقليدي حيث ان سلاح الجو والمدفعية والدبابات الثقيلة وسائل صممت للتفوق على عدو يقاتل بطريقة تقليدية وبالتالي فتغيير اسلوب القتال يفقد هذه الاسلحة فعاليتها مما يغير موازين القوى الحقيقية
كيف يمكن تطبيق الحرب الهجينة :
سؤال جيد اذا كان لديك جيش تقليدي فكيف تحوله الى جيش يقاتل بطريقة هجينة ؟ لكي نعرف الجواب يجب ان ننظر الى مميزات حرب العصابات ونحاول الاستفادة منها لوحدات عسكرية نظامية
1- المرونة .. يقصد بها المرونة على كل المستويات وتعني مرونة جبهات القتال ومرونة الانتشار ومرونة تغيير الخطط ومرونة القيادة والقدرة على التكيف السريع مع طرق العدو القتالية وايجاد تدابير مضادة فورية
2- استثمار القوة .. كل اشكال قتال العصابات تعتبر استثمارا ومضاعفة للقوة واستغلالا لنقاط ضعف العدو فعلى سبيل المثال فالكمين يمكن ان تنفذه مجموعة صغيرة وتقتل مجموعة اكبر منها بعدة مرات ونفس الشيئ في الاغارة ونفس الشيئ لاعمال القناصة والاسلحة المضادة للدروع حيث ان الاستثمار القليل في افراد ومعدات غير مكلفة نسبيا يمكن ان يعرقل ويوقف قوات تقليدية اكبر عددا اوكثر تسليحا
3- تفادي العدو .. من اهم مبادئ حر العصابات هي ان تتجنب العدو عندما يكون مستعدا لمواجهتك وتهاجمه عندما لا يكون في احسن احواله القتالية مما يؤدي الى تقليص الخسائر وحرمان العدو من استخدام قدرته النارية المتفوقة
ولكن السؤال المطروح هو كيف يتم اسقاط هذه النقاط على القوات النظامية دون تحويلها الى قوات حرب عصابات حيث ان الاخيرة لا تستطيع التمسك بالارض وردع العدو والدفاع عن الاهداف الحيوية فالمطلوب قوات تستطيع صد تقدم العدو وفرض الردع المضاد والدفاع عن المجال الجوي والبحري للدولة ..
0- اعداد القوات المسلحة والبنية التحتية للدولة للصمود امام التفوق الجوي : وذلك عن طريق مراكز القيادة والتحكم المتنقلة والتحت ارضية والجسور المتحركة وتصميم الثكنات والمقرات والمصانع و المدارس بطرق تصعب رصدها وتقلص فعالية القصف الجوي ضدها وسهولة اخلائها وسهولة السيطرة على الحرائق
1- التوسع في استخدام السلاح الصاروخي : تتمتع المنظومات الصاروخية بعدة مميزات تكتيكية تجعلها الاسلحة المناسبة لاسلوب القتال الهجين منها الدقة وكثافة النيران والقوة التدميرية فعلى سبيل المثال يمكن لمدفعية الجيش الامريكي المضادة للمدفعية تحديد موقع المدفعية الصديقة واخماد نيرانها ولكنها لا تستطيع فعل الكثير امام راجمة صواريخ غراد تطلق 40 قذيفة في عدة ثواني بتحكم عن بعد ولما يتمكنون من تدميرها تكون قبل ذلك صبت 40 قذيفة صاروخية على الوحدة المعادية مكبدة اياها خسائر مؤكدة كما ان الصواريخ المضادة للدبابات خفيفة نسبيا ويمكن اخفاؤها واطلاقها من اي مكان تقريبا كما ان مدى بعض الانواع يصل الى 6 كلم فمنظومة من هذا النوع تكلف جزءا بسيطا من تكلفة دبابة تي-90 مع فرق بسيط وهو ان الدبابة الامريكية هي من سيتحول الى هدف وليس التي-90 حي من سيتحول الى هدف للطيران الامريكي
2- اعتماد مفهوم ساحة الحرب المفتوحة : فلا ينبغي ان تكون هناك خطوط ثابتة وخنادق وتحصينات ضخمة ومراكز تحشد خلفية
3- الاعتماد على القدرات الذاتية المحلية : ومن ذلك تخزين الذخائر ومواد الاعاشة للقوات لتفادي الوقوع في فخ صعوبة الامداد اللوجستي
4- الانتشار : يعتمد الانتشار كتكتيك للدفاع الجوي السلبي ومقاومة الاستطلاع وتجنب الضربات الجوية المركزة مع القدرة على انتخاذ التشكيل المناسب عند وصول العدو الى منطقة عمل القطعة
5- السلاح الثقيل : اعتماد مفهوم النوعية بدلا من الكمية واستخدام السلاح الثقيل كسلاح مساند وعدم اقحامه في تشكيلات كبرى ضد تشكيلات العدو