تغيرت قواعد اللعبة...انتصر الاسد ومحور المقاومة

- المئة يوم لحسم نهاية الحرب على سوريا والتوازن لا يسمح بالتفاوض ولا بد من تغيير قواعد اللعبة قبل نهايتها

- هيأت واشنطن ثلاثة نقلات هامة :بناء قوة عسكرية صافية لها في المعارضة و تعيمم إعتراف ديبلوماسي بفريقها السوري من بوابة القمة العربية وحكومة تدير نصف الجغرافيا السورية وكلها فشلت

- أعدت سوريا نقلات كبرى بإستعادة السيطرة السريعة في المواقع الإستراتيجية للمدن وجوارها والطرق المفصلية الرابطة بينها

- زجت واشنطن بلاعبين إحتياطيين تعديل المبادرة العربية للسلام وعرض مصري لإحياء الرباعية مقابل الإعتراف بنصر سوريا وخروجها من القضية الفلسطينية و إلا

- ترجم التهديد بعد رفض سوريا للعروض وكانت العملية الإسرائيلية وفشلت خطة إسقاط دمشق

- سوريا غيرت قواعد اللعبة و معادلة الردع باتت مرتبطة بحرب شاملة إذا تكرر العدوان مقابل تسليم جبهة الجولان للمقاومة الفلسطينية والتمسك بالتسليح النوعي لحزب الله

- يصل كيري إلى موسكو واول قذائف الهاون تسقط في جبهة الجولان والجيش السوري يواصل تقدمه في الميدان

- لا حرب أميركية إسرائيلية قادمة

- الفصل بين نصر سوريا ومستقبل فلسطين معادلة اليوم التفاوضية

وقت مستقطع





ا

- في الحروب كثير من اوجه الشبه مع لعبة الشطرنج إلا أن الفارق الرئيسي بينهما كما يقول المؤرخ العسكري الكبير كلاوزفيتز أنه في الشطرنج يبدأ الشوط الثاني من حيث بدأ الشوط الأول ويسترد كل لاعب حجارته الميتة ومواقعه الساقطة ليحاول الربح من جديد بينما في الحرب يبدأ الشوط التالي من حيث إنتهى الذي قبله فلا تعود الحجارة الميتة للحياة ولا المواقع الساقطة تعود لصاحبها

- في الشطرنج قواعد دائمة للعبة غير قابلة للتغيير بينما في الحرب يملك اللاعبون الكثر قدرة إمكانية فرض قواعد جديدة وتغيير القواعد التي كانت تفرضها المواجهة

- حرب النظام العالمي الجديد التي تدور في سوريا وصلت قبل مطلع العام لتوازن سلبي واضح قوامه بعد سنتين من المواجهة و ستة شهور من المعارك الضارية عجز متبادل من الفريقين المتقابلين عن تحقيق إختراق حقيقي في القتال رغم ما بدا انه إستخدام لكل فائض القوة منهما

- محور الحرب أمام معادلة التوازن السلبي وسؤاله الرئيسي يطال مستقبل النظام في سوريا وهل وعلى رأسه اميركا بالعجز عن إسقاط الرئيس بشار الأسد ويقبل الإنخراط التفاوضي معه كمخرج من حرب لا جدوى من مواصلتها وفي معادلة قوامها كلما إستمرت الحرب وزاد التسلح نمت القاعدة دون ان يسقط النظام و تهددت المنطقة بالتقسيم قبل ان تتقسم سوريا ؟

- كانت المئة يوم الأولى من ولاية أوباما الجديدة مساحة الإختبار قبل ان تداهم السنة الأفغانية المقررة للعام 2014 الحسابات الأميركية وقبل ان تنفتح شهور التفاوض الروسي الأميركي النصف الثاني من العام 2013

- هيأت واشنطن إدارتها ومسرحها و ادوات حربها للتفاوض وخاضت مناورتها على ثلاثة نقلات هامة في مسرح الشطرنج الأولى الرهان على بناء قوة عسكرية صافية لها غير متداخلة مع القاعدة توازن القوة مع فريقي القتال أي النظام والقاعدة والثانية تعيمم إعتراف ديبلوماسي بفريقها السوري من بوابة القمة العربية والثالثة منح هذا الفريق صفة واقعية ميدانية لحكومة شرعية دستورية تدير نصف الجغرافيا السورية

- هيأت سوريا للمئة يوم مع حلفائها خطط تعطيل النقلات الأميركية الثلاثة ومنعتها من تحقيق أي إختراق بقوتها الجديدة و أفشلت حكومة المعارضة و تعميم الإعتراف بها لكنها خبأت للأيام العشرين الأخيرة من المئة نقلات كبرى غيرت وجه الميدان العسكري بزج قوى كان خصمها يفترض انها تآكلت وكان أهمها إسترداد زمام المبادرة وإستعادة السيطرة السريعة في المواقع الإستراتيجية للمدن وجوارها والطرق المفصلية الرابطة بينها

- لم تنفع الإتهامات بالكيميائي ولا التهديد بالتلسيح النوعي في تغيير الخارطة ولا الحديث عن تغيير قواعد اللعبة ولا الخطوط الحمراء وبدا ان الزمن يسابق الأميركي وفريقه للتسليم بنصر سوريا على مائدة التفاوض قبل ان يتحول كل يوم إلى خسارة مواقع جديدة و إنتهت المئة يوم و تحدد موعد زيارة جون كيري إلى موسكو في 7 ايار يعني خمسة ايام بعد المئة وكأن اللعب في الوقت المستقطع هو الأشد حسما في المباراة العالمية الكبرى في القرن الواحد والعشرين

- كانت التفاهمات التي أنجزها مستشار الأمن القومي الأميركي توم ديلينون في موسكو تناولت الملف النووي الإيراني والمسألة الكورية والدرع الصاروخية وحرب القوانين الروسية الأميركية وصفارة الإنطلاق بالتطبيق تنتظر المواجهة حول سوريا

- زجت واشنطن بلاعبين إحتياطيين إلى ساحة الإشتباك يرتبط واحدهما بالاخر وهما إستخدام الجامعة العربية الخالية من الشرف كالجبنة الخالية من الدسم بعد إخراج سوريا منها لتقديم مفهوم للسلام ينهي القضية الفلسطينية بشروط إسرائيلية وإرسال عرض تفاوضي لسوريا قوامه الإعتراف بنهاية الحرب على مستقبل سوريا و شرعية نظامها ضمن معادلة الحوار الداخلي لحل سياسي مقابل قبول الرئيس الأسد بالخروج من الملف الفلسطيني وقبول تسوية تعيد الجولان لسوريا والأراضي المحتلة للبنان وترك القضية الفلسطينية بعهدة قطر والسعودية ومصرو تركيا واللاعب الثاني هو ذهاب وفد رئاسي مصري إلى إيران يعد بإحياء الرباعية الإقليمية إذا خرج حلف المقاومة من القضية الفلسطينية

- وأعدت واشنطن لاعبها الإحتياطي الأخير لتدعيم هذا الثنائي وفقا لمعادلة إن رفض العرض يعني تغيير قواعد اللعبة فتدخل إسرائيل على خط الإشتباك كغطاء ناري فعال لحساب خطط الهجوم العسكري لإسقاط دمشق والإخلال بموازين المواجهة فيها

- أعدت سوريا بالتوازي مع رفضها ورفض حلفائها في حلف المقاومة للعروض المقدمة لتغييرات ميدانية جوهرية خصوصا في وسط سوريا وما مثلته معارك القصير و دخل على معدالات الردع الإستراتيجي قائد المقاومة بخطابه الأخير وما فيه من قواعد جديدة للمواجهة

- الوقت المستقطع داهم والرقعة ضيقة والمواجهة خاطفة وتنهتي فجر الأحد 5 أياربفشل الخطة الحربية لإسقاط دمشق رغم النار الإسرائيلية وعاد الإستعصاء إلى المربع الأول .

- أنتج الرئيس الأسد معادلته لتغيير قواعد اللعبة وقوامها فصل نصر سوريا عن مستقبل السلام والصراع في المنطقة فإذا كررت إسرائيل دخولها العسكري وليس مهما ما تطلق عليه من اسماء ضرب أهداف إيرانية أو قوافل لحزب الله او دخول على خط الإشتباك فهو واحد عدوان على سوريا والرد في المرة القادمة لا يحتاج إنذارا أو امرا وبالتالي الحرب الشاملة التي يسعى الغرب لتفاديها ستكون امامه حاضره و ستكون إسرائيل التي يفيد سوريا وحربها ان تكون في الواجهة ستكون مرمى النار الرئيسي

- تحت سقف هذا الردع الإستراتيجي أنتج الأسد معادلتني جديدتين تغيران قواعد اللعبة فسوريا ستزود المقاومة بكل ما تحتاجه من أعلى تقنيات السلاح وأكثره تطورا وسوريا تفتح جبهة الجولان لفصائل المقاومة الفلسطينية

- ماذا يعني ذلك ؟

- لو رد الجيش السوري على الغارات الإسرائيلية بصواريخ سورية فورا على أهداف إسرائيلية لكان الإشتباك السوري الإسرائيلي مدخلا لتثبيت أمرين الأول تحريك مجلس الأمن الدولي بصورة عاجلة لفرض ربط الأزمة السورية بأزمة المنطقة عبر وقف شامل لإطلاق النار وفتح التفاوض والثاني التسليم بمعادلة سورية إسرائيلية محورها الجولان حصرا بعيدا عن قضية فلسطين وتحول النصر السوري العسكري إلى نصر سياسي ديبلوماسي لأعداء سوريا

- قواعد اللعبة الجديدة التي رسمها الأسد تقول ان الإصرار على تغيير موازين القوى في مستقبل سوريا وهويتها ونظامها بقوة التدخل الإسرائيلي وغطائه الناري سيعني إندلاع الحرب الشاملة وعلى إسرائيل و أميركا ومن يعمل عندهما أن يقرروا و يجربوا وسيرون والمهم ليس هنا أن يصدق المزايدون والمتسكعون والمتفذلكون المهم أميركا و إسرائيل فهم اللاعبون وهم يعرفون لماذا يصدقون وقد صدقوا كثيرا وبدأوا التطمنيات انها غارة لن تتكرر فربح الأسد مواصلة حربه لحسم هوية سوريا ونطامها بقوة التوازن الذي حققه الجيش العربي السوري و هو ماض في مهامه لا يلتفت إلى الوراء وعلى من يريد حلا تفاوضيا أن يضع في حسابه معادلة الردع الجديدة ويقبل الفصل بين نصر سوريا ومستقبل القضية الفلسطينية ولا مقايضات مقبولة على هذا الصعيد

- قواعد اللعبة الجديدة التي أطلقها الأسد تقول أن مستقبل فلطسين يرسمه الفلسطينيون وان سوريا التي كانت تعد جيشها لحرب من اجل فلسطين وهي تدفع اليوم ثمن ذلك وتخوض مع إسرائيل حربا غير مباشرة يقف في واجهتها تخالف الغرب والخليج وتركيا والقاعدة تفتح جبهة الجولان للفصائل الفلطسينية المقاومة وهذه معادلة لا تنتهي بالتسليم بنصر سوريا بل بالحل الشامل الذي لم يعد بيد قطر والسعودية ومصر وتركيا قراره فالفصائل الفلطسينية المقاومة صارت شريكا فيه منذ اليوم وعلى من يبحث عن حل ان يضع في حسابه ان أمن إسرائيل بيد من يحمل السلاح ويقاتل ويهدد هذا الأمن و معه يصنع السلام وسوريا عبر حلفائها وجبهتها لا يمكن إخراجها من القضية الفلطسينية

- قواعد اللعبة الجديدة التي رسمها الأسد تقول أن تسليح المقاومة وخصوصا حزب الله إذا كان موضوع تفاوض فهو غير قابل للتفاوض وإذا كان موضوع حرب فليأتوا إلى الحرب وبالتالي فهذا التسليح ماض ومستمر ولن يتوقف ولن تتعدل شروطه إلآ للأعلى .

- يصل كيري إلى موسكو واول قذائف الهاون تسقط في مواقع إسرائيلية من جبهة الجولان والجيش السوري يواصل تقدمه في الميدان وإسرائيل ترسل كل التعهدات بأنها آخر الغارات و أمام كيري أن يختار مع رئيسه نفس الخيارين المعروضين منذ بداية التفاوض إما التسليم بنصر سوريا ونظامها بهويته المقاومة وشراكته بقضية فلسطين وفصل هذا الإعتراف عن مستقبل النزاع على ملفات التسوية وقد صارت جبهة الجولان شريكا في حرب باردة طويلة محورها النزاع على الحل الشامل وهويته أو الذهاب إلى حرب شاملة يعرفون منذ البدء أنها فوق طاقتهم

- يكثرون اليوم الحديث عن حرب لم تنه فيما إنتهت الحرب للسيطرة على سوريا وتكرس نصرها وفي ربع الساعة الأخير دارت حرب مع سوريا لعزلها عن فلسطين وقواعد اللعبة الجديدة تعمل لحساب نصرها الثاني فيما بعض البكائين والنواحين يتحدثون عن تفوق أسطوري لإسرائيل و أميركا ينذر بحرب تبقي ولا تذر ولو باعونا في نهاية تحليلاتهم ثقتهم بانها خرب سيكتب لها الفشل

- لا حرب أميركية إسرائيلية قادمة وقواعد اللعبة التي تغيرت غيرتها سوريا التي ربحت حربها الأولى وتستعد لربح حربها الثانية فحرب سوريا حسمت لصالح الأسد وحرب فلسطين ستذهب لربط نزاع تشكل المقاومة اللبنانية والفلسطينية فيه الرقم الصعب

- 27 أيار سنحتفل بالمئة يوم ونصر الحرب الأولى ونهاية الوقت المستقطع للحرب الثانية والنصر نصران

- ننتقل من الحرب على سوريا إلى الحرب مع سوريا وفي الحربين زمن داهم ومعادلات ردع وقواعد لعبة تغيرت ونصر محسوم و الأيام تحكي حكاية المئة اليوم والوقت المستقطع