التحقيقات تكشف تواطؤ عون شبه طبي وشابين من العاصمة وقسنطينة تمكنت ''النهار'' من الحصول على حقائق جديدة ومثيرة حول قضية فرار النزيل ''ل. رضوان'' البالغ من العمر 45 سنة، المتابع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار إضرارا بحق والدته. وحسب المعلومات المسرّبة، فإن العملية سبقها تخطيط منظم وترتيبات دقيقة من العديد من الأطراف، سواء بالجزائر العاصمة أو قسنطينة، من أجل تمكين المعني من الفرار من سجن بوالصوف والذي حوّل إلى مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة نهاية الأسبوع ما قبل الماضي، لمعاناته من مرض ''زونا'' الذي يصيب العينين، عندها أقرّ الأطباء بضرورة إقامته لتلقيه العلاج، أين سخر وكيل الجمهورية بمحكمة الزيادية الابتدائية أعوان أمن وأعوان المؤسسة العقابية من أجل حراسة السجين الفار ''ل .رضوان'' بالتناوب نهارا وليلا على المصلحة الاستشفائية التي يقيم بها لمتابعة العلاج.
شاب من حي واد الحد وعون شبه طبي وشخص آخر ينحدر من العاصمة دبّروا عملية الفرارالمعلومات المؤكدة تشير إلى أن النزيل الفار تلقى يد العون من صديق له قدم من الجزائر العاصمة وشخص آخر وعون شبه الطبي بمستشفى قسنطينة ليلة الهروب، وعلم أن الأخير قد تم تحديد هويته وهو الآن في حالة فرار، وهي التفاصيل التي قدمتها الشاهد الأساسي في القضية ممثلا في إحدى منظفات مصلحة الأمراض المعدية للمحققين الوافدين من وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني وكذا محققي الضبطية القضائية للأمن الولائي المكلفين بالتحري والتحقيق في هذه القضية التي هزت الرأي العام، إذ أفادت بأن النزيل ''ل.رضوان'' وفي ليلة الأربعاء إلى الخميس لم يستسلم للنوم إطلاقا على غير عادته، أين قام أحد شبه الطبيين المناوبين بتقديم الدواء له في حدود الساعة الثانية ما بعد منتصف الليل، وتظاهر بعدها بأنه خلد إلى النوم إلى غاية حدود الساعة الرابعة صباحا، أين قام بفتح الأصفاد باستخدام مفتاح كان داخل صحن كبير، كانت به أكلة قسنطينية معروفة بالشخشوخة وعليها قطعة كبيرة من اللحم المفروم قام بإحضارها شخص آخر على علاقة بالسجين، والذي يقطن بحي الإخوة عباس الشعبي المعروف محليا باسم واد الحد، ليلقى المساعدة من أحد أصدقائه أو أقربائه والعون شبه الطبي اللذين تكفلا بالتخلص من ملابس السجن الصفراء وإعادة ارتداء لباس آخر تم إحضاره، حسب شهادة العاملة بمصلحة الأمراض المعدية، للمحققين، والتي شددت في تصريحاتها بأن الثلاثة أي النزيل الفار ومرافقه والعون شبه الطبي أسرعوا في المشي خفية وسمعت أحدهم يقول للنزيل باللهجة العاصمية ''غاول.. غاول'' أي أسرع، أين توجّه الثلاثة إلى خارج المستشفى الجامعي عبر بوابته الرئيسية السفلى، أين كانت تنتظرهم سيارة نفعية ركبوها وأقلعوا إلى اتجاه مجهول.
تقديم عون الأمن وعوني السجون المكلفين بحراسة السجين الفار أمام وكيل الجمهورية بمحكمة قسنطينة نهار اليوم
أكد مصدر قضائي موثوق، بأن عون الأمن العمومي وعوني مؤسسة السجون المكلفين بحراسة السجين الفار ''ل.ر'' سيتم تقديمهم صبيحة نهار اليوم الاثنين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الزيادية بقسنطينة، بعد أن تمت الإجراءات الخاصة بالتحقيق الابتدائي الأمني الذي أجرته الضبطية القضائية للأمن الولائي خلال 3 أيام الأخيرة، أين تم سماعهم في محاضر رسمية حول قضية السجين ''ل.ر'' البالغ من العمر 45 سنة، والمحكوم عليه بالسجن المؤبد في جناية قتل عمدي مع سبق الإصرار، راحت ضحيتها والدته، والذي فرّ من مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن باديس فجر يوم الخميس الماضي، حيث نقل إليها بعد إصابته بمرض معدٍ يطلق عليه بـ''زونا'' العينين، حيث تمكن السجين المقيم بالمصلحة المذكورة للعلاج من الفرار بعد أن نزع الأصفاد من يديه وغير ملابسه والخروج من البوابة الرئيسية للمستشفى الجامعي، وذلك في حدود الساعة الرابعة والربع من صبيحة يوم الخميس الماضي، في الوقت الذي كان عون الأمن العمومي وعوني السجون العاملين بالمؤسسة العقابية بوالصوف المكلفين بحراسة النزيل ''ل.ر''، نائمين، حسب تأكيدات الشهود الذين تم الاستماع إليهم من طرف المحققين، سواء الممثلين للجنة التابعة لوزارة العدل أو المديرية العامة للسجون أو المديرية العامة للأمن الوطني، وكذا خلال مجريات التحقق الأمني الذي أجرته الضبطية القضائية للأمن الولائي.
النهار