مستقبل العالم الإسلامي مع السلفية
يُكثر السلفيون من نقل قول ابن خزيمة البوليسي:"من لم يقل: إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه؛ وجب أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ثم أُلقي على مزبلة؛ لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة" (مجموع الفتاوى، 5/52).
ويهتمّون بهذا القول حين يريدون نقد جماعة الإخوان المسلمين، وخصوصا سيد قطب، الذي "وقع في أخطاء عقدية كثيرة، ومزالق منهجية خطيرة" كما يقولون. وسيد قطب فسّر (استوى) في قوله تعالى (ثم استوى على العرش) بأنها كناية عن الهيمنة، ورفض قول السلفيين التقليدي، ورآه عديم المعنى. لذا يوجب السلفيون أن يُقتل سيد قطب وحسن البنا وغيرهما. والمعنى عندهم أن قتلهما كان واجبًا، لكن دفنهما في مقابر المسلمين هو الخطأ، ذلك أنهما آذيا أموات المسلمين!!!!
يقول السلفي سليم الهلالي: "وأخطاء سيد قطب في ظلاله لا ينكرها إلا صاحب هوى" ثم ذكر عددا من الكتب التي ترد على عقائده الزائفة التي يستحق القتل عند ابن خزيمة بسببها!!!
إنَّ القول بأن دفن الكافر في مقابر المسلمين يؤذيهم، هو قول بلغ من السخف الغاية. فهل يتأذى الأموات من رائحة ميت قربهم؟ ثم هنالك من المقابر ما يبلغ مساحته آلاف الدونمات، فهل يتأذى أهلها جميعًا من دفن كافر؟ ثم هل رائحة الميت الكافر تختلف عن رائحة الميت المسلم؟ ثم أليس هنالك منافقون بين المسلمين؟ وهل علينا أن نشق على قلوبهم لنحدّدهم فلا ندفنهم وسط المسلمين؟
ثم لماذا يُلقى في مزبلة؟ ألا يمكن دفنه في مكان بعيد عن مقابر المسلمين؟ ألا يوجب علينا ديننا احترام جثث الموتى مهما كان دينهم؟ ثم ألا تؤذي رائحته المارة قرب المزبلة؟
أهذا كله لأنه لم يردد –كالببغاء- كلمات ابن خزيمة التي لا دليل عليها، ولم ترد في قرآن أو سنة؟ هل عليه أن يقول إن الله فوق سماواته؟ من أين هذا؟ وبائن من خلقه؟ ما معنى هذا؟
أتدرون أيها المسلمون من يجب ضرب عنقه ورمي جثته في المزبلة الآن بناء على حكم السلفيين وإمامهم ابن خزيمة؟ إنهم الإخوان المسلمون..لانهم وصلوا الى الحكم مع ان المفروض انهم اخوانهم فى الدين............عجبا الامة ضحكة من جهلها الامم...ولو وصل السلفيون للحكم لتمرد عليهم الاخوان وحكموا عليهم بالقتل...........
وأي مزبلة هذه التي تتسع المسلمين جميعا؟
أليست جماعة القاعدة التي تفجر الناس في المساجد، وتذبحهم سنةً وشيعةً فى العراق وسوريا وبلاد اخرى لا يعلمها الا الله أرحمَ من ابن خزيمة ومن وافقه في قوله هذا من السلفية الجديدة المتنكرة فى جسد الحمل الوديع ان مشايخ المشرق لا يهدى لهم بال ولا يغمض لهم جفن حتى يرو اراقة الدماء فى بلد المسلمين ان مصالح ملوكهم المادية وامرائهم توجب على هؤلاء المشايخ الرقص على جثث المسلمين؟
أما آثار هذه التربية السلفية، فهي قتلٌ ودمار وكراهية وحقد، وفتنةٌ طائفية، وعجزٌ عن التعاون على المشترك مع هذا العالم.. إنها تأصيلٌ للبغضاء والدموية. فهل عرفتم، أيها الناس، المسؤولَ عن تخلفنا وعجزنا واقتتالنا؟ إنه هذا الفكر وما شابهه من أفكار ملأت الأسواق.