عندما يواجه الانسان ازمة بمفهوم علم النفس فان ذلك يخلق لديه توترا يدفعه لحل الازمة لتحقيق الاستقرار والامن النفسي
لكن ماذا يحدث عنما يشعر الانسان ان تلك الازمة صعبة او ان فرصة في تجاوزها ضئيلة ؟
هنا يحدث صراع داخل عقل الانسان هل يواجه ام يستسلم للامر الواقع واي كان الخيار بينهما فهو يسعى الى الخروج من الازمة التي تسبب له هذا القلق والتوتر
كما انه قد يختار الالتفاف كحل وسط يوفق بين عدم قدرته على المواجهة وعدم تقبله لفكرة الاستسلام والخسارة
على سبيل المثال جندي في ساحة المعركة يرى ان العدو يكسب المعركة فيحدث لديه توتر نفسي بسبب فوز العدو الوشيك فهل يواجه ام ينسحب
هنا يحدث صراع نفسي داخل عقله فهو يعرف ان المواجهة خاسرة وفي نفس الوقت الهروب من المعركة امر مشين
فيلتف على هذا الواقع عن طريق اطلاق بضعة طلقات تجاه العدو سواء اصابت ام لم تصب ثم الانسحاب حتى لا يعتبر نفسه هرب بل انسحب تكتيكيا
لكن في العديد من الحالات لا يكون سوى خياران لا ثالث لهما ولا حل وسط بينهما مثل جندي محاصر من طرف العدو في مبنى اما يواجه ويلقى حتفه او يستسلم
لكن يوجد العديد من الاشخاص ذوي الذكاء والمستوى الادراكي العالي يقومون تلقائيا بابتكار عمليات معقدة تمنع وصولهم الى المحك الذي يكشف هشاشتهم كما يستخدمون اليات الدفاع النفسي بكثرة وهذا ما يمكنهم من انكار حقيقتهم وعدم توصل الاخرين اليها ويصعب وضعهم على المحك فعلى سبيل المثال الجندي الجبان قد يخلق سلسلة مواقف معقدة تنتهي بعدم ذهابه الى الخطوط الامامية للتماس مع العدو ولكي يحمي نفسه من الشعور بالجبن يبرر موقفه انه ذكي وانه لا فائدة من الموت في سبيل قضية خاسرة او اية تبريرات اخرى ولكن الحقيقة انه جبان وكل تبريراته تندرج في اطار اليات الدفاع النفسي الوهمية طبعا
هناك من التلاميذ من يستسلم عند اول اخفاق في شهادة البكالوريا وهناك من يحاول 10 مرات حتى ينجح
والصنف الاول الذي لا يرى جدوى من مواجهة الازمة يختار احد المسلكين
- اما محاولة تبديل الهدف مثل الدخول في مركز تكوين مهني ونيل شهادة يعوض بها اخفاقه في نيل شهادة البكالوريا
- اما الهروب من الواقع نتيجة للياس مثل العزلة والانطواء او تعاطي المخدرات او حتى الانتحار