من بين أهم التوصيات التي نادى بها مؤتمر هرتسليا الصهيوني في دورته الثالثة عشر ، التي عقيدت بتل أبيب بين 11 و 14 مارس الفارط ،العمل على تأجيج الصراع العرقي والمذهبي والطائفي بين المسلمين وتعميق هوة الخلافات بين السنة والشيعة ودفعهم للإقتتال والتناحر ، وتأتي أهمية وخطورة هذه التوصيةمن كونها صدرت عن أحد أهم المؤتمرات الأمنية والإستراتيجية لإسرائيل ،والتي تسعى لرسم وتوجيه السياسات المستقبلية للدولة العبرية ، و إستشراف وتحديد المخاطر الأمنية التي تحيط بها ، وكيفية مواجهتها محلياً وإقليمياً ودولياً ، وفي جميع المجلات وكل المستويات : السياسية وإقتصاديا وأمنيا وعسكرياً وإستراتيجياً ،ويشارك فيه كل أركان الدولة بدءًا برئيس الكيان الإسرائلي ، ورئيس الوزراء ، وقائد الجيش ، ورئيس الموساد و شين _ بيت وغيرهم من صناع القرار رفع المستوى .
وهو ما يكسب إسرائيل عدة مزايا :
* البروز بدور الدولة الباحثة عن السلام وخلق إنطباع أمام الرأي العام الدولي بجديته لمنع إندلاع نزاع جديد ، وتقديم حلول لتعويض الفشل الأمريكي المثخن بجرحه في العراق وأفغانستان والعاجز عن تسوية قضايا المنطقة بذلك تلتجئ سياسات الأمريكية إلى استراتيجيات الحرب اللاعنف .
* تثبيت مكانة إسرائيل كذخر وكنز إستراتيجي إقليمي في شرق الأوسط للولايات المتحدة , وبالتالي الحصول على مزيد الدعم والذماً التفوق العسكري فريد من نوعه .
*تكوين حلف إقليمي مع ( الدول الصديقة والمعتدلة ) لمحاصرة دول ( محور الشر ) ( المارقة ) إقتصادياً وسياسياً وحتى عسكرياً لاستنزافها واضعافها ، مع العمل على تغذية الخلافات الدينية والمذهبية والطائفية لشعوب المنطقة ، وخاصةً المسلمين والمسيحيين وبين السنه و الشيعة.
والظاهرأن توصيات هذا المؤتمر قد تم تبنيها وبدأ تنفيذها ، فمسلسل القتل والتفجير في العراق لم يهدأ بعد ، بل ازدادت وتيرته الأشر القليلة الماضية ليسجل أعلى مستوياته ، وفي مصر أصبح الخلاف على أشده بين الأقباط والجماعات الإسلامية حتى وصل إلى حرق دوار العبادة والكنائس والتهجير الجماعي وحتى الساحل والقتل ، أما في سوريا ولبنان ، فالشحن الطائفي على أشده وأصبح النزاع المسلح بسوريا يدثر بغطاء مذهبي ليس خلافاً بين مشروعين ، وأدل على ذلك من إجتماع هيئة علماء المسلمين الأخير بمصر ودعوته لنصرة "السنة " والجهة في سوريا ،من شأنه أن يخدم مصالح إسرائيل في المنطقة والذي اعقبة قطع علاقات مصر مع سوريا دبلوماسياً وسياسياً وإحتفاظ بحميمية العلاقة ما إسرائيل ، وهو نفس الموقف الذي دعت له سابقاً جامعة " العربية " أو بما يسمى " أصدقاء إسرائيل " المنعقد بدوحة ، والتي قررت حينها تسليح " الجيش الحر " في حين لم يأت ذكر القضية الفلسطينية إلى على عرض الجدار أو ما تخلله من هوامش الحوار ...
فالدفع بالصراع وتغذية الإقتتال الطائفي _ الإسلامي مع تصفية القضية الفلسطينية نهائياً ، غايته تدمير إمكانيات الأمة وتحريف بوصلتها وضرب أي إمكانية للنهوض وتبوء مكانة بين الأمم
–