البحرية الامريكية بعد عدة تجارب اكدت ان الغوصات الهادئة التي تعمل بالديزل والكهرباء الحديثة, تضع الغواصات النووية والسفن الامريكية في وضع خطر خاصة في المياه الساحلية. هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، التي راهنت على جعل نصف أسطولها من الغواصات ان يكون نووية.في حين أن الغواصة النووية اكثر فاعلية في أعالي البحار , لذالك وجب على الغوصات النووية ان تتحرك بسرعة لمسافات طويلة للوصول إلى المياه الهائجة هذه السرعة الكبيرة يحتاج فيها المحرك النووي الى التبريد المستمر مما ينتج عنه ضوضاء عالية ، عكس غوصات الديزل الكهربائية، التي تعمل على البطاريات في المياه الساحلية، هي أكثر هدوءا و من الصعب العثور عليها .
لأكثر من عقد من الزمن , البحرية الأمريكية كانت تحاول الحصول على فكرة عن مدى خطر هذه التهديدات وكيفية تطوير التقنيات والتكتيكات للتعامل معها. كان هذا الجزء الاكبر في الحرب المضادة للغواصات ( ASW) . هاته الجهود التي بدأت في التسعينيات للتعامل مع الغوصات الهادئة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
بين عامي 2005-2007 استأجرت الولايات المتحدة الغواصة السويدية جوتلاند Gotland (السويد لديها خمسة الغواصات في الخدمة) وطاقمها، لمساعدة القوات المضادة للغواصات الأمريكية للحصول على فكرة أفضل عن التدابير المضادة . وكانت هاته الغواصة السويدية "أسوأ سيناريو تسلل عرفته البحرية الامريكية ، حيث تمكنت جوتلاند من اغراق حاملة الطائرات الامريكية يو اس اس رولند ريغان USS Ronald Reagan مرتين فى محاكي سناريو حقيقي للحرب
جوتلاند امام USS Ronald Reagan
الغواصة السويدية فئة جوتلاند Gotland class غواصة صغيرة (بوزن 1500 طن، وطول 64.5م)، ولها طاقم مكون من 25 فرد فقط. ، مع 13فرد من الفنيين المدنيين للمساعدة في صيانة تعمل من قاعدتها سان ديغو فى السويد
وجوتلاند لديها ميزة عن الغوصات السويدية الاخرى وهو استعمالها لمحرك ستيرلنج Stirlingالذي يعمل بنظام نظام الدفع الهواء المستقل air-independent propulsion (AIP) حيث تستعمل الاوكسيجين السائل الذي يسمح لها بالبقاء تحت الماء، بصمت، لعدة أسابيع وهذه الميزة لا تتوفر إلا في الغواصات النووية .
محرك ستيرلنج Stirling
وهكذا كانت جوتلاند من أسوأ الحالات التى من الممكن ان تتعرض لها سفن السطح والغواصات الأمريكية في مواجهة في حرب بحرية في المستقبل.منذ تجارب جوتلاند , الولايات المتحدة استاجرت غواصات اخرى بنظام AIP لمزيد من العمل وتكرار طرق الكشف.
على الأرجح لا احد من خصوم أميركا (الصين، كوريا الشمالية، أو إيران)، باستثناء الصين،تكون قد بنت بعض من غوصات AIP حتى الآن. هذه الدول الثلاث لديها الكثير من الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، في أيدي طواقم المهرة، ويمكن ان تكون مميتة جدا. كما ان الصين تبذل جهدا لخلق طواقم من ذوي الخبرة والمدربين تدريبا جيدا.
استنادا إلى الخبرة مع الغوصات الاسترالية والسويدية والألمانية، وغيرها من الغواصات، البحرية الأمريكية طورت تكتيكات ومعدات مضادة للغواصات جديدة. ويتم كل هذا في الخفاء , ولكن على ما يبدو ان الغوصات الهادئة التي تعمل بالديزل الكهربائية الحديثة لاتزال تشكل خطرا كبيرا على السفن الحربية الامريكية والغواصات.وفي الوقت نفسه لا زال الأعداء المحتملين يعملون على بناء المزيد من الغوصات عالية الجودة و الارخص وتعمل بالديزل والكهرباء وتدرب طواقمها على مطاردة السفن الحربية (بما فيها الولايات المتحدة).
الغواصات تزداد اعددها أكثرفاكثر ، بينما دفاعات الولايات المتحدة لازالت تتعثر بسبب المشاكل التقنية الهائلة للعثور على الغوصات التى تعمل بالديزل والكهرباء و الهادئة في المياه الساحلية.
الولايات المتحدة وجدت أنه بالنظر للمستشعرات الحالية (السونار، والمغناطيسية، والحرارة، الكيميائية) والتكنولوجيا فمن الممكن الكشف عن الغوصات هادئة جدا التي تعمل بالديزل والكهرباء وغواصاتAIP. للقيام بذلك المطلوب تعديل اجهزة السونار الموجودة إلى أجهزة استشعار صغيرة . غواصات AIP على وجه الخصوص وجد أنها لديها العديد من نقاط الضعف حيث ولدت تكنولوجيا AIP هذه مزيد من الضجيج والحرارة من مجرد استخدام البطاريات. وكلما درست الولايات المتحدة غواصات AIP وجدوا أنه يمكن الكشف عن هذه الغواصات. ومن المعروف أن أنظمة السونار السلبي (الاستماع فقط) في ولاية فرجينيا الجديدة class SSNs (مضادة للهجوم النووي من الغوصات ) كانت قد عدلت لاكتشاف أفضل لغواصات الديزل والكهرباء وغواصات AIP.
على الرغم من التحفظ الكبير للكشف عن تفاصيل أكثر للتدبير الجديدة المضادة للغواصات ، لكن ندرك جيدا أن بعض تلك الأهداف المحتملة لهذه القدرات ASW الجديدة هو سبب واحد وهو أن الصين تريد أن تبقي على مقربة من القوات البحرية الأمريكية في المنطقة الاقتصادية الخاصة (370 كيلومترا من الساحل، وهي منطقة لا يمنع السفن الحربية الأجنبية) بحيث ان الغوصات الصينية التى تعمل بالديزل و الكهرباء يمكن ان تتدرب دون ان تتربص بها الغواصات الأمريكية والسفن السطحية والطائرات
هناك 39 دولة تشغل ما مجموعه 400 غواصة ديزل و الكهرباء فقط ثلاثة من هذه الدول (الصين، إيران، كوريا الشمالية) من المحتمل أن تستخدام الغواصات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها. الصين لديها 50 من هاته الغوصات ، ايران لديها 3 (زائد 25 غوصات مصغرة)، وكوريا الشمالية لديها 20 (زائد 50 غوصات مصغرة ). وبالتالي فإن الولايات المتحدة لديها ما يدعو للقلق من 73 غواصة ديزل و 75 غواصة مصغرة . ولكن حوالي نصف الغواصات بالحجم الكامل عفا عليها الزمن، وصاخبة. نفس الشيء يمكن أن يقال عن نصف الغوصات المصغرة على الأقل.لذالك حوالي 36 غواصة بالحجم الكامل و 40 غواصة مصغرة هي تهديد واضح. كما أن هناك العديد من الغواصات، والتى تشتغل في ساحل شرق آسيا والخليج العربي تشكل خطرا على السفن الحربية الأمريكية.
وعلاوة على ذلك، فإن أساطيل الكورية الشمالية والإيرانية هي في تراجع، في حين أن الصين تضخ المزيد من السيولة في قواتها المسلحة. إذا كان هناك أي غوصات تعمل بالديزل والكهرباء يجب على البحرية الأميركية أن تكون قلقة للغاية حولها فبتاكيد هي الغوصات الصينية. بينما تواصل الصين في محاولة لتطوير الغواصات النووية على مستوى عالمي.
-منقول-