مالا يقال فى الجزيرة والعربية وفرونس 24 وس.ان ان اوالارمادة الحربية الاعلامية المدمرة للعلام الاعربى والاسلامى.
- لم تعرف مصر في تاريخها المدون حالا يشبه ما عرفته في عامين من حكم الأخوان، إلا ربما أيام الخديوي إسماعيل ، حيث كانت الفوضى وعم الفساد والفقر والمحسوبيات وضعف فكرة الدولة و إرتفاع صوت الإحتجاج
- مصر الدولة الوطنية مفككة ونسيجها الوطني يتحلل ، ونفير الحرب الأهلية وراء كل حادث طائفي يومي ، و مصر الدولة العظمى في المنطقة تتحول تابعا لدولة مهزلة بصغرها و تاريخها قياسا لمصر هي قطر ، وتنفطر قلوب قادة مصر و أهلها ونخبها من المهانة والمذلة، والمؤسسات تمتلئ بشخوص الأخوان المتخلفين و عديمي الأهلية كما
هو حال وزراء الثقافة والإعلام والمال والإستثمار وسواهم ،والشارع يعيش الجوع والفقر ويمضي وقته على طوابير الحبز والغاز والبنزين والمازوت ، فيما العملة الوطنية في ادنى مراتبها ، وفي قضية فلسطين يتباهى الأخوان بأيقونة حماس بعدما فقدت بريقها المقاوم ، بينما قيود كامب ديفيد تشد على خناق المصريين في سيناء ، و الإعلام المصري كما النقابات ورجال الراي يعانون أقسى وأشد المضايقات والتدخلات والقمع والترهيب والإسكات
- ربط الأخوان قدرتهم بالسيطرة على مفاعيل إدارتهم الجلفة والفظة لمصر المشبعة بمخزون حضاري يتنافى مع منهجهم التسلطي الإستحواذي والإقصائي ، بكونهم يستعدون لوراثة أنظمة الحكم في المنطقة لحقبة قرن قادم ، ومفتاح إعلانها هو سقوط سوريا في قبضتهم ، ولذلك جعل الأخوان كل الشكوى المصرية الداخلية ، وكل التآكل في المجتمع والدولة ، بإعتبارهما عوارض عابرة سرعان ما تتلاشى على إيقاع الفتح الكبير لبوابات الشام
- منحت إنتصارات الأخوان في تونس وليبيا قدرا من الوهج لمشروعهم الإقليمي ، لكن عيون الجميع كانت تشخص نحو ما يجري في سوريا من جهة ، وما تشهده تركيا حيث الحكم الأكثر نضجا والأشد رسوخا لتنظيم الأخوان العالمي من جهة مقابلة
- منذ نهاية المئة اليوم الأولى من الولاية الثانية للرئيس الأميركي وبدء الإنخراط الأميركي الروسي في صناعة التسويات على صفيح المواجهة الساخن ، بدا ان سوريا تنتقل من ضفة إلى ضفة ، وأن أشياء كثيرة في المنطقة تسلك إتجاها معاكسا لما كان خلال سنتين
- لقد تغيرت المعادلات بعد الصمود الأسطوري للرئيس بشار الأسد ومعه أغلبية شعبية متعددة طائفيا وبنية عسكرية فاجأت العالم بقدرتها على صناعة الإنتصارات ، بعد سنتين من الحرب و التصعيد ، رغم كونها حرب مئة دولة ومئة فتوى ومئة فضائية ومئة مليار
- حسم أمر التسليم بأن التسويات الكبرى ستصنع مع الرئيس بشار الأسد وليس على حسابه او بدونه ، ومن يريد أن يتحقق أكثر ليسمع ما قاله الوزير اللبناني السابق غسان سلامة على محظة ام تي في اللبنانية ، وهو المنخرط في جماعات التفكير والتحليل والتخطيط الإستراتيجي لرسم السياسات الأميركية والفرنسية في المنطقة ، أو المطلع عليها كحد ادنى ، وهو يعلن أن مستقبل سوريا لن يكون إلا مع الرئيس الأسد وأنه سيكون عراب الإصلاح والمصالحة في ولايته الرئاسية القادمة ، وأن العالم يدرك أن لا احد سواه يضمن وحدة النسيج والكيان والدولة في سوريا ، وأن سوريا ستكون قلعة مواجهة الإرهاب في المنطقة والعالم ، وأن ما بتقى من الحرب هو تفاوض على الأحجام والأدوار الداخلية والإقليمية والدولية على مستوى سوريا والمنطقة والعالم ، وليس على مستقبل الرئيس الأسد
- بدأت علامات المرجلة الجديدة بالتبلور مع معركة القصير وإنتصار الجيش السوري ، وإعلان السيد حسن نصرالله وقوف حزب الله علنا في خندق الدفاع عن سوريا
- تنفس معارضو نظام الأخوان في تركيا الصعداء لبدء نهاية الحقبة الأخوانية التي إرتبط صعودها بإقفال ابواب اوروبا أمام الإقتصاد والسياسة وكل ما دمغ بصنع في تركيا ، و زعم أردوغان وأوغلو ان حزبهما هو الأقدر على التطبيع مع العالم الإسلامي من البوابة السورية كبديل للبوابة الغربية الموصدة ، و تطور المشروع بعد سنوات نجاح إلى مشروع العثمانية الجديدة المرتبطة بالسيطرة على سوريا ، وبات الفشل في المشروع العثماني إنسدادا في كل شرايين التنفس التركي المصابة أصلا بأعراض إرتفاع الضغط والسكري والتصلب فلا أوروبا ستفتح وها هو العالم الإسلامي يقفل من البوابة السورية مجددا ولابد لفتحها من كسر الأقفال الأخوانية ولو بالحديد والنار
- المعارضة التركية كانت متميزة عن شقيقتها المصرية ، فهي لم تدخل مع النظام الأخواني سوق المزايدة في تبني ما سمي بالثورة السورية ، وكانت أشد نضجا وموضوعية ومصداقية وبالتالي سباقة في وصف المعارضة السورية بعصابات المرتزقة و قطعان المتطرفين ، وتعرف ان الدولة السورية في مواجهة مفتوحة مع حرب عالمية تتخذ من تركيا منصة لها ، و كان طبيعيا ان يتحول كل صمود وإنتصار لسوريا نقطة في صالحها في معركتها مع حكم الأخوان ، كما كان الجيش التركي الذي تعرض لتنكيل أردوغان وحزبه يواكب ما يجري ومن ورائه الشريحة العلمانية التركية والنخبة الإقتصادية ، والتواصل مع حسابات الغرب في الكتاب التركي اكثر رسوخا ووضوحا ، لتندلع الثورة التركية معلنة بدء نهاية حقبة الأخوان في المنطقة
- تتالت الضربات على رأس المرشد وحكمه في مصر مع التغييرات التي أصابت قطر والتراجع الذي فرض على دورها في المنطقة وإنكفائها نحو الداخل ، وعودة السعودية للإمساك بلعبة المشروع الغربي في المنطقة ، وخصوصا دورها في آخر حلقات التصعيد في سوريا ، وكان حكم الأخوان في مصر قد ربط مصيره بالثلاثية القاتلة ، الحرب على سوريا وإستقرار نظام العدالة والتنمية في تركيا وتوسع الدور القطري على حساب السعودية في المنطقة
- ضربتان على الرأس تسببان العمى ، ثلاثة ضربات على الرأس تسبب العمى والصمم ، وهذا هو حال الأخوان اليوم في مواجهة تبدو نهاية لحكمهم في مصر ، في مسلسل مواجهات يرديونها دموية دفاعا عن مشروعهم ومكتسباتهم ، رغم ما تظهره الوقائع من فشلهم القاتل من جهة ، ومن غضب ساطع متفجر بوجههم من جهة اخرى
- تدخل مصر ومعها تركيا الإشتباك الكبير والمواجهة المفتوحة
- في مصر الخطر على النسيج الوطني والسلم الأهلي يبدو داهما ، وفي مثل هذه الحالات تشخص الأبصار صوب الجيش المصري كخشبة خلاص
- الجيش في مصر تحكمه معادلات دقيقة فهو النسيج الجامع للمصريين ومركز العقل المؤسس على معادلة النظر للمصلحة العليا للدولة ، وهو الجامع لوطنية مصرية مع قومية عربية بتاريخ الحروب التي خاضها ، رغم تأثيرات حقبة الثلاثين عاما من كامب ديفيد والوصاية الأميركية ، لكن الجيش الكصري يرتبط بحسابات إقليمية ودولية ، تجعله مختلفا عن جيش جمال عبد الناصر الذي صنع ثورة العام 52
- الجيش المصري الذي تسلم الحكم في ثورة 25 يناير كان يظهر حرصه على دماء المصريين والإنتقال السلمي للحكم نحو إنتخابات تحفظ وحدة الكيان والدولة وتسترد الحيوية بعد معاناة خاضها مع مشروع التوريث ، لكنه لم يفعل ما فعل إلا وفي خلفية حساباته موقف واشنطن من جهة ، وعدم التورط في مواجهات مع إسرائيل او توترات تصيب الإتفاقات التي تلزمه بحسابات وقيود
- هذه المرة الجيش المصري امام مهمة وطنية عالية المستوى لإنقاذ بلده ، قد تجد تفهما في واشنطن مع بدء الستليم بنهاية حقبة الأخوان ، لكن خلافا لتركيا سيكون الموقف الأميركي متحفظا ، بسبب تأثير مصر على أمن إسرائيل ، وسيكون قلقا لما قدمه الأخوان على هذا الصعيد ، كما سيكون الموقف الإسرائيلي متحفزا لتقديم الدعم والحماية ، وربما نجد حماس واإسرائيليين في خندق واحد للضغط على الجيش المصري وترهيبه كل من زاوية
- المهمة التي تنتظر الجيش هذه المرة ستمحو ما أصاب سمعته في رعاية رحيل مبارك وحكمه ، وتسلم الأخوان للسلطة ، إذا تمكنت النخب العسكرية من توظيف مخاطر الفوضى والمناشدات الشعبية لتظهير حراكها الإنقاذي كطريق لا مفر منه لمنع الأسوأ إقليميا فيصير الضوء الأميركي الأحمر أصفرا ، دون أن يصير أخضرا ، كما يقول باحثون كثر في إدارة اوباما
- الجيش المصري جيش مصر أولا وأخيرا ، و معادلته منطلقها ومنطقها المصلحة العليا لمصر والمصريين