يتميز الجزائريون عن غيرهم بتمسكهم بلعبة الدومينو التي ظهرت عام 1760 في إيطاليا وانقرضت من إيطاليا نفسها، لعبة أدمنها البعض خاصة في رمضان، أين يكون الإقبال عليها بشكل ملفت فترى الدومينو في المقاهي، وفي الطرقات والأرصفة والمحلات، يقومون الليل بالدومينو الذي تحول إلى أفيون لدى بعض الصائمين.
المعروف عن هذه الحجارة المستطيلة أن لها بعدا ترفيهيا انتشر عبر كل المناطق في العالم، لكن اللعب بها في الوقت الحالي، انقرض في العديد من الدول فلا نجد لها معلما في أي دولة أوروبية، فالرجل الاوروبي يفضل حاليا الرياضة والألعاب الالكترونية، ولم يعد للدومينو أي وجود في برنامجه الترفيهي، ونفس الشيء بالنسبة للدول العربية بما فيها الجارتين تونس والمغرب، فإن السهرات عندهم تكون بالانضمام إلى جلسات الشيشة والسمر، بينما في الجزائر الدومينو لازالت له مكانة خاصة وسط الشيوخ والكهول والشباب، فالمستطيلات البيضاء المزركشة بنقاط سوداء تسجل حضورها في السهرات الرمضانية في شرق البلاد ووسطها وغربها وجنوبها، وهي ربما اللعبة الوحيدة التي يشترك فيها كل الجزائريين على اختلاف عاداتهم وتقاليدهم.
وفي العديد من الولايات هناك مقاهٍ مختصة في الدومينو ونشاطها يبدأ مباشرة بعد الإفطار، ويتواصل إلى آذان الصبح أو يزيد بل إن هناك مقاهي تتوقف عن تقديم المشروبات عندما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولا تتوقف عن تقديم خدمة الدومينو، فهناك مدمنون على هذه اللعبة ويعتبرونها أهم نشاط في رمضان ويبدأ مباشرة بعد الإفطار وتستمر إلى صبيحة اليوم الموالي، وهي اللعب المفضلة لدى العديد من الجزائريين طيلة أيام الصيف ولا تمارس في المقاهي فقط بل لها حضورها في الأزقة والحدائق العمومية ومحطات نقل المسافرين، وداخل القطارات وحتى في الإدارات، وهناك مسؤولون على أعلى مستوى يتصيدون الفرصة لممارسة هذه اللعبة في مكاتبهم وأحيانا يتخذون قرارات حاسمة ومصيرية في جلسة دومينو لا يرضون تأجيلها أو قطعها مهما كان الحال، والملفت للانتباه أن هذه اللعبة لها مدمنوها، وكذلك جمهورها فحول كل أربعة متنافسين، تجد جمعا من الفضوليين يتابعون بشغف سير المنافسة.