[size=24]
وصف خط مارث الدفاعييوجـد خـط مـارث الدفـاعي بالجنـوب التونسي بمنطقة مارث التابعة لولاية قابس ، يرجع بناء هذا الخط الدفاعي إلى ما بين عام 1936ف وعام 1940ف من قبل الجيوش الفرنسية قبل الحرب العالمية الثانية وذلك لصد أي هجوم محتمل على الأراضي التونسية من طرف القوات الإيطالية إنطلاقاً من الأراضي الليبية ، يمتد هذا الخط الذي سمي بخط ماجينو الصحراوي على طول 45 كلم يربط بين البحر ومرتفعات جبال مطماطة ويعتمد أساسا على وادي زقزاو ويحتوي على 40 حصنا للمشاة و8 حصون كبيرة للمدفعية و15 مركزا للقيادة و 28 نقطة مساندة بنيت كلّها بالإسمنت المسلح وعززت بمواقع المدفعية المضادة للدبابات والطائرات المجهزة والتي أنشأت في عمق كبير خلف مانع قوي من الألغام المضادة للدبابات والأفراد مسيجة بالأسلاك الشائكة.
تمتد الدفاعات الرئيسية للخط من البحر عند زازات لمسافة 22 ميل حتى تلال مطماطة المرتفعة في الغرب والتي يمكن منها الإشراف تماماً على السهل الساحلي وتعد مانعاً قوياً يصعب إختراقه إذ لايوجد فيها سوى عدد قليل من المدقات الصحراوية عبر ممرات ضيقة يصعب السير عبرها.
أمام ضغط الجيش الثامن البريطاني بقيادة الجنرال مونتجمري قررت قيادة قوات المحور إعادة تسليح وتعزيز خط مارث الدفاعي، أنجزت هذه العملية بين شهر نوفمبر1942ف وشهرمارس1943ف فتم تعبئة 7,000 رجل بين عسكريين وعمال مدنيين للقيام بأعمال التعزيز وإعادة التجهيز الهندسي فقاموا بحفر 25 كلم من الخنادق المضادة للدبابات وتهيئة مجاري وضفاف وادي زقزاو وروافده كما قاموا بوضع أسلاك شائكة على طول ما يقارب 100كلم وزرع 100,000 لغم مضاد للدبابات و70,000 لغما مضادا للأفراد فأصبح خط مارث الدفاعي يمثل مانعا قويا خاصة في حالة فيضان وادي زقزاو،كما سارعت ألمانيا بإرسال قوات برية وبحرية لحماية تونس وتأمين قوات روميل إلى جانب تأمين غطاء جوي لحمايته وفي منتصف شهر نوفمبر أصبح للألمان قوات كبيرة في تونس تقدر بحوالي 15 ألف جندي وقوة جوية كبيرة تعمل من خلال مطارات تونس وصقلية وتمكنت تلك القوات من إيقاف تقدم قوات الحلفاء بعد أن قامت بسلسلة من الهجمات المضادة العنيفة.