المدفع الرشاش FN P90 في عام 1990 قامت شركة Fabrique Nationale بتقديم هذا المنتج الذي سوف يكون موضوعنا في هذا اليوم .. وهو المدفع الرشاش المضغوط P-90 . كان الهدف من تصنيع هذا السلاح هو تسليح أفراد معينة في الجيش كسائقي ناقلات الجنود المدرعة وسائقي الآليات القتالية المصاحبة للمشاة و أطقم المدفعية والموظفون العاملون في الخطوط الخلفية وقوات الاتصالات و غيرها من القوات الثانوية في الجيش ، على أن يتسلحون بهذا السلاح كسلاح أساسي للأفراد . هذا السلاح مستخدم من قبل بلجيكا والسعودية وبعض دول حلف شمال الأطلسي .
يعتبر المدفع الرشاش P-90 جيلاً جديداً في عالم الأسلحة ؛ حيث أنه تم تصميمه حسب مفهوم : " سلاح الدفاع الشخصي " علاوة ً على ذلك فقد تم تقديمه مع رصاصات من النوع SS190 الجديدة كلياً . يبلغ طوله 50 سم وارتفاعه 21 سم ، بينما يبلغ وزنه 3 كلج . يقوم بالتخلص من المظروفات الفارغة من خلف مقبض الزناد إلى الأسفل كما يوجد إلى جوار الزناد صمام الأمان على الطرفين ( الأيمن والأيسر ) مما يوفر سهولة في التحكم في الصمام من ناحة قربه من أصابع اليد وتمكن الجنود العسر من التعامل معه من ناحية أخرى . يوجد أمام المقبض الأمامي ( الثانوي ) جهاز للتصويب بالليزر في الإضاءة العادية ، كما أن هذا الجهاز له إمكانية إطلاق ليزر بتردد آخر يمكن رؤيته بالأشعة تحت الحمراء . وله القدرة على الإطلاق مع اختلاف الظروف المناخية ، بالإضافة إلى إمكانية على العمل حتى لو أدخل في الماء ثم اخرج منه مرة أخرى .
أثناء عملية التطوير ، قرر المصممون أن يكون سلاحاً آلياً بارتداد قليل وسهل الاستخدام . سلاح ٌ كهذا كان لابد له أن يغير المدافع الرشاشة القديمة المستخدمة إلى أخرى صغيرة الحجم بحيث تناسب القوات الخاصة . لذا كان على الشركة البلجيكية تطوير عيارات جديدة بحيث يكون لديها قابليات العيارات المستخدمة في البنادق الهجومية الرشاشة وفي نفس الوقت تكون ذات ضغط مساوي لضغط سبطانات المسدسات . فأصبح هذا العيار (SS190 (5.7 x 28 mm بوزن 2.2 g وبرأس حادة . وتتميز هذه العيارات بأنها ذات قوة ارتداد أقل بثلاثة مرات عن العيار NATO 5.56 x 45 mm القياسي . بالإضافة إلى ذلك ، فإن لهذا العيار الجديد القدرة على اختراق الدروع المدعـّمة بـ 48 طبقة من مادة الـ kevlar في مدى 200 متر ، وعلى اختراق الخوذة الأمريكية القياسية . وفي المقابل فهي ذات سرعة فوهية عالية جداً . ولقد سمحت أبعاد الرصاصة الصغيرة إلى زيادة كمية الذخيرة إلى 60 % ، ويمكن استخدام رصاص من النوع العادي أو الدالـّة أو ذات السرعة الأقل من سرعة الصوت من أجل الإطلاق المكثف للنار .
بعد ذلك بفترة بسيطة تم تصنيع مسدس " خمسة سبعة " "FN "Five-seveN ذو التلقيم الذاتي والذي يستخدم نفس العيار ( SS190 ) . و قد أظهر مطوروا شركة Fabrique Nationale على أنه قادر على التغطية تماماً كما يتوافق مع متطلبات مفهوم : " سلاح الدفاع الشخصي " وفي نفس الوقت يكون ملائماً لحجم المسدس العادي . بالإضافة إلى أن رصاصته لها قدرات على اختراق الدروع مساوية تقريباً للمدفع الرشاش P-90 .
إن تصميم الرشاش P-90 يعتمد على مبدأ " bullpup " البنائي . وهو يزود السلاح بمجموعة من المميزات ؛ أولاً يجعله ذو أبعاد أصغر مقارنة ً بالأسلحة التقليدية ، حيث أن الأسلحة المبنية على هذا المبدأ تكون ذات طول أقل بحوالي 25 % . ثانياً يمكـِّن الجندي من الإطلاق بيد واحدة . وثالثاً يقوم على تقليل قوة الارتداد ؛ لأن الظرف الفارغ والرصاصة الجديدة تكون على خط واحد ، مما يؤدي لجعل قوة ارتداد السلاح إلى الخلف مباشرة ً وليس للأعلى .
حركة السلاح الآلية تعتمد على مبدأ الارتداد بدون إغلاق . يقوم السلاح بتوفير نوعين من الإطلاق ؛ الفردي ( طلقة واحدة ) و الانفجار الآلي الذي يقوم بإطلاق ثلاث طلقات متتابعة . تم تزويد السلاح بمقابض للتعمير في كلا الطرفين حتى يتمكن الجندي الأعسر أيضاً من استخدام السلاح بسهولة . يوجد في السلاح مقبضان مسدسيان : الأول أساسي والآخر إضافي ضمان ارتكاز أفضل .الصندوق المحيط بالسبطانة ، بالإضافة إلى المنظار وحامل المنظار مصنوعون من بلاستك أسود . كما أن خزانة الرصاصة مصنوعة من بلاستك شفاف ( قد يكون أبيض أو أسود ) وذلك حتى يتسنى للمستخدم التأكد من عدد الرصاص المتبقي . أما بالنسبة للبلاستك الصندوق المحيط بالسبطانة ، فلقد أصبح ميزة في الجيل الجديد من الأسلحة ؛ وذلك لأنها توفر في الوزن و في التكلفة . بالنسبة للخزانة فهي أكثر القطع غير العادية الموجودة في هذا الرشاش . توضع الخزانة فوق صندوق السبطانة ، بينما يكون الرصاص في وضع عمودي على محور الخزانة ( كما يظهر في الصور ) . تقوم الرصاصات بالدوران 90 درجة مع الصعود من مستوى الرصاص المخزون إلى أن تصل إلى مستوى السبطانة . توجد خزانة واحدة في السلاح تصل سعتها إلى خمسين رصاصة ، بالإضافة إلى أن أبعاد الخزانة متناسقة مما يمكن الجندي من حمل الكثير من الخزانات دون أخذ حيز كبير ، مما يؤدي إلى الحصول على كثافة نيرانية عالية في المعركة . وبالطبع تركيب الخزانة من أبسط ما يكون ، بالإضافة إلى ذلك فإن الخزانات يوجد لها إطار بلاستيكي مخصوص للتمكن من ربط خزانتين معاً .
يتم التخلص من مظروف الرصاصة الفارغ عن طريق رمية إلى الأسفل مروراً بأنبوب خاص . هذا الأنبوب الخاص يقوم بتخفيض سرعة المظروفات أثناء خروجها مما يؤدي إلى زيادة في استقرار السلاح . علاوة على ذلك فإن هذا الأسلوب يجعل من السلاح مريحاً في الاستخدام بالنسبة للجنود العسر ؛ وإلا فإن في الرشاشات العادية ستكون إتجاه الرمي للظروف في وجوههم . إن تنظيف السلاح وتزييته لا يتطلب من الجندي أن يفكه ؛ كل ما على الجندي هو أن ينزع الخزانة وسيتمكن حينها من الوصول مباشرة إلى أجزاء السلاح الداخلية .
المدفع الرشاش له منظار ذو معايير له القدرة على تجميع الأشعة الضوئية ويعمل في مدى 150 متر . تم تزويد المدفع بخافض للوميض يقوم بتعويض جزئي لطاقة الاطلاق مع كل طلقة ، يستخدم في العمليات الخاصة عند الإطلاق الكثيف و الإطلاق للرصاصات ذات السرعة الأقل من سرعة الصوت . ويمكن إضافة جهاز تحديد الهدف إلى مقدمة السلاح .
إن تجمع هذه المميزات : قوة الارتداد البسيطة و نظام " bullpup " والتعويض الجزئي للطاقة والمنظار المجمع للأشعة الضوئية بالإضافة إلى قدرة السلاح على الإطلاق بنظام الإنفجار ( ثلاث رصاصات متتابعة ) : تعتبر مميزات جيدة ومجتمعة معاً مما دقة في إصابة في المعارك قريبة المدى . كما أن سعة الخزانات الكبيرة تعتبر ميزة جيدة للسلاح . وللتلخيص .. فإن مصمموا السلاح قد نجحوا في إجاد جيل جديد من الأسلحة يفوق في قدراته على الأسلحة التقليدية من حيث القدرة على الاختراق و إيجاد سعة أكبر لمخزن الرصاص مع أبعاد أقل بكثير .