زلزال البليدة سببه ضغط المياه الجوفية بوادي حمام ملوان
الجبال منعت حدوث «الكارثة» احتكاما لقوله تعالى في الآية الكريمة من سورة النبأ: «وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا »
اعتبر الخبير في علم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء الفلكية لوط بوناطيرو، الهزة الأرضية التي وقعت، فجر أول أمس، ببلدية حمام ملوان بولاية البليدة، بشدة 5,1 درجة على سلم ريشتر، «استثنائية»ولا تدخل في النشاط العادي للكرة الأرضية ولا حتى الزلازل الكلاسيكية الناتجة عن احتكاك الصفائح القارية. وقال بوناطيرو، أمس، في اتصال هاتفي مع «النهار» إن الزلزال الذي سجل، فجر أول أمس، هو زلزال «غير عادي» من حيث تركيبة الزلزال، حيث أنه ناتج عن انفجار المياه الجوفية الساخنة المتواجدة بحمام ملوان أي بالواد الجوفي وليس الباطني، وأضاف أن تلك الهزة الأرضية ناتجة عن انفجار المياه الجوفية والتي تعد نوع آخر من الزلازل والمصنفة ضمن قائمة الزلازل الانفجارية، وليست زلزالا كلاسيكيا المعروف الناتج عن احتكاك الصفائح القارية.وأضاف الخبير في علم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء الفلكية، أن الجزائر عرفت منذ أربعة سنوات زلزالا «انفجاريا» بحمام الصالحين بالبرواڤية في ولاية المدية، إلى جانب الهزة الأرضية التي عرفتها ولاية تمنراست، شهر فيفري الفارط والتي بلغت 5 ,4 درجة على سلم ريشتر، والتي تسببت في انهيار بعض الجدران المهترئة وإصابة السكان بالهلع كونهم لم يسبق لهم أن عاشوا مثل هذه اللحظات، حيث أوّلها البعض إلى النشاط البركاني وهو ما نفاه بوناطيرو، مؤكدا أنه ناتج عن ضغط المواد الباطنية المتواجدة بجوف الأرض والتي قد تكون مياه جوفية أو بترول أو غاز.وبتفصيل أكثر في هذه الظاهرة، أفاد الخبير لوط بوناطيرو، أن هذا النوع من الزلازل يعتبر جديدا تاريخيا، ومن المعروف علميا أن ارتدادات هذا النوع من الهزات الأرضية تكون قليلة وذات وتنازل سريع، ولا تتجاوز في الغالب اثنين أو ثلاثة ارتدادية لتعود بعد ذلك الأرض لاستقرارها الطبيعي.وبخصوص تأثيرات الأحوال الجوية وموجة الحر التي تشهدها الجزائر خلال هذه الفترة على الهزة الأرضية التي عرفتها ،حمام ملوان، قال المتحدث: «الحرارة تلعب دورا لكن ليست وحدها عامل في تغيير المجال المغناطيسي وتغيير مجال الحرارة»، وأضاف:»المنطقة التي تقع فيها الجزائر حاليا ليست مرشحة لنشاط زلزالي، لأننا تجاوزنا هذه الفترة، وفي العادة هذا النوع من الزلازل «الانفجارية» تعتبر «استثنائية» نتيجة الضغط المياه الجوفية ولا تتجاوز 6 درجات على سلم ريشتر كأقصى حد.وذكر الخبير في علم الفلك والفيزياء والجيوفيزياء الفلكية، أن منطقة حمام ملوان معروفة بكثرة جبالها، ماساعد في امتصاصها للضغط الذي دفعته المياه الجوفية، وهو ما يفسره قوله تعالى في الآيتين 6 و7 من سورة النبإ «أَلَمْ نَجْعَلْ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)، ولولا ذلك لكانت شدة الزلزال أقوى وأعنف.وأثناء دراسة القشرة الأرضية اكتشف العلماء في السنوات الماضية أن كل جبل ما هو إلا وتد يثبت الأرض في رحلة دورانها. وتبين أن للجبل كثافة تختلف عن الأرض من حوله، وأننا نرى من الجبل الجزء الظاهر فقط، أما معظم أجزاء هذه الجبال فتنغرز في باطن الأرض لآلاف الأمتار ولا نراها تماماً كالوتد، معظمُه في الأرض وجزء صغير منه يبرز فوقها، هذا حال الجبال فمعظم وزنها وحجمها يتركزان في باطن الأرض، ولولا هذا التصميم للجبل لكان عبئاً على الأرض ولأحدث هزات فيها.وفي معنى قوله تعالى: «وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا»، قال ابن كثير: أي جعل لها أوتاداً أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها، وقال القرطبي: أي لتسكن ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها، وفي تفسير الجلالين: أنها أوتاد تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد، وقال الجوزي: أنها أوتاد للأرض لئلا تميد، وقال الزمخشري: أي أرسينا الأرض بالجبال كما يرسى البيت بالأوتاد، وقال أبو حيان: أي ثبتنا الأرض بالجبال كما يثبت البيت بالأوتاد، وقال الشوكاني: الأوتاد جمع وتد، أي جعلنا الجبال أوتاداً للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرسو البيت بالأوتاد.
النهار