ترسم تونس وليبيا و اليمن وتركيا رباعي الأزمات و تتصاعد فيها المواجهات و تعيش الأحداث الأمنية المتدحرجة على إيقاع الفوضى السياسية والضبابية الدستورية وتبدو فيه الأبواب موصدة أمام تسويات تنجح بإعادة إطلاق عملية سياسية توافقية .
فالحكومة الليبية بدات تتهاوى والجيش شبه عاجز والميليشيات تتعاظم دورا وتتشظى كمرجعية موحدة ، تونس أمام تعنت حركة النهضة برفض إستقالة الحكومة وحل المجلس التاسيسي وتعرض رشوة المشاركة الحكومية على المعارضة التي باتت أمام إستحقاقات دنو المهل التي حددتها لبدء مشوار التصعيد الذي ريطته برحيل الحكومة والتأسيسي معا ، واليمن يترنح أمنيا مع تنامي قدرات القاعدة وتخلف الحكم عن سلوك طريق حشد حلف المتضررين بتسوية تصلح ذات البين مع التيار الحوثي بسبب الفيتو السعودي الذي يعجز بقدراته وقدرات الجيش اليمني عن تلبية مقتضيات الإستنفار على الحوثيين من جهة ومواجهة القاعدة من جهة اخرى .
بينما في تركيا حيث تجددت المواجهات في ساحة تقسيم في إسطمبول و أعدت المعارضة عدتها لما أسمته بدء الجولات الحاسمة للتغيير يلعب حزب العدالة والتنمية في غير الملعب الحاسم فعينه لا تزال على الأميركي رغم خيبة الأخوان في مصر من ذات الرهان على الدعم الأميركي كصمام أمان للبقاء في الحكم ، ولذلك يربط حراكه السياسي بالملف السوري وعبره بالمصالحة مع الأكراد كبوابة تجعل بقاءه ضرورة أميركية في زمن التفاوض المتسارع حول سوريا .
رباعي آخر يتقدم هو رباعي حالة الطوارئ السياسية الأميركية الخليجية للتموضع على ضفاف التسويات في سوريا ومصر ولبنان وإيران ، فيبدو الإستنفار الرباعي للأوربي مع الأميركي والإماراتي والقطري الجديد لصناعة تسوية في مصر خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء ، كما يبدو التلقف الأميركي لدعوة الرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني في خطاب القسلم لحوار على قاعدة الندية والإحترام كرأس جسر لمرحلة جديدة كما يبدو الرئيس اللبناني بعد عودته من إيران مستعجلا لحوار بعبدا حول إستراتيجية الدفاع ، حوار تريده المقاومة صادقة ويريده كثيرون مكيدة لتحييدها عن فلسطين .
أما في سوريا فتظهر المعارضة المفككة والعاجزة عسكريا في مرحلة الإنحلال السياسي بعدما لم يلق كلامها عن الذهاب لمؤتمر جنيف بلا شروط مسبقة اي إشارة خاصة من الدولة السورية التي وقف رئيسها بالأمس يعلن التعبئة لحرب شعبية على الإرهاب ويمر على جنيف كحوار مع مشغلي وممولي من صنع الواجهات المعارضة الخارجية التي وصفخا باللاوطنية والتي لا يمثل فيها اشخاصها حتى أنفسهم
رباعي الأزمات ورباعي التسويات ورباعي المساعي المصرية يصيرون اربعة برباعي الكلمات بعد كلمة الظاهري التي أشعلت حرب إغلاق السفارات الغربية في أكثر من عشرين دولة عربية وإسلامية ، ، لتكون كلمة الرئيس الإيراني الجديد خريطة طريق الحلول الإقلميمية من موقع حلف المنتصرين ، وتليه ليلا كلمة الرئيس السوري لتكون الفصل في المواجهات العسكرية الضرورية والممهدة كما قال للحلول السايسية ، ومحورها حسم خلال شهور ينهي الإرهاب بتعبئة طاقات الشعب السوري نحو حرب شعبية شاملة
بين رباعيات هذا اليوم أخبار واحداث كما في كل الأيام