مقتل 14 عنصرا من الجيش والشرطة في حصيلة أمنية لرمضان
القضاء على 12 إرهابيا والقبض على 10 آخرين
استقرت العمليات الإرهابية خلال شهر رمضان المنقضي في مستويات دنيا على غرار المواسم الماضية في مقابل تنامي حجم الخطر الإرهابي، وفقا لتوقعات مصالح الأمن التي سجلت استنفارا أمنيا لمواجهة اعتداءات محتملة في الداخل، ذات صلة شبه مباشرة بالحاصل على الحدود مع تونس ومالي.
تنم العمليات الإرهابية التي بوشرت رمضان 2013، عن محاولة القاعدة العودة من الصحراء إلى الولايات الداخلية التي رحلت عنها جزئيا منذ سنوات قليلة، بعد تشديد المصالح الأمنية قبضتها على الوضع، ما أجبر تنظيم القاعدة على اللجوء إلى الساحل الصحراوي، غير أن الاستراتيجية التي تبناها التنظيم مكرها بفعل ضربات الجيش ترجمت ميدانيا في زرع القنابل التقليدية الصنع دون مواجهة قوات الأمن كما درجت على انتهاجه في السابق، الأمر الذي تجلى في اعتداءات شهدتها بعض الولايات على غرار ما حصل بقرية السلالة بالقادرية في البويرة، حيث قتل شخصان وأصيب ثالث في انفجار قنبلة تقليدية دفنت في الأرض قبل أن تنفجر على سيارة ملك للشركة الجهوية للهندسة الريفية المختصة في أشغال الغابات، وذلك خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، تماما كما حصل بتيزي وزو خلال نفس الفترة حينما تم تفجير قنبلة “تقليدية الصنع” قبل الإفطار على مستوى الطريق الرابط بين منطقتي ذراع بن خدة وتادميت غرب مدينة تيزي وزو، وتزامن ذلك مع زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال للولاية، وقد توصل الأمن من خلالها إلى تفكيك قنبلتين تقليديتين وسط الطريق المؤدي إلى بلدية تادميت، وإن لم يخلف انفجار هذه القنابل خسائر معتبرة، إلا أن القنبلة التي انفجرت بمنطقة “الرمامن” بالداموس في تيبازة أوائل رمضان، خلفت مقتل 4 جنود وتسببت في إصابات خطيرة لآخرين.
وقد عجزت القاعدة عن إدخال الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها في مالي والمتسربة من ليبيا إلى الولايات الداخلية، بسبب كثافة الانتشار الأمني، لذلك ضاقت عملياتها في أسلوب تفجير القنابل، إذ أنه وقبل عملية تيزي وزو بـ4 أيام، قتل المراسل الصحفي أمين تومي ومرافق له إثر انفجار قنبلة تقليدية زرعتها الجماعات الإرهابية بمنطقة سيار جنوبي خنشلة، حين كان الضحيتان في رحلة صيد ليلا.
ومع حلول الثلث الأخير من شهر رمضان، خلف انفجار لغم وقع قبل موعد الإفطار بمنطقة زمورة قرب بلدية مزيرعة بولاية بسكرة مقتل 3 من عناصر الدرك الوطني في العشرينات من العمر وجرح 3 آخرين، حينما كانت قوات التدخل السريع التابعة للدرك الوطني في مهمة عمل في جبال المنطقة، كما قتل 3 من أعوان الشرطة في هجوم إرهابي قبيل الإفطار نهاية رمضان بمنطقة أزفون بتيزي وزو.
وحققت مصالح الأمن والجيش في نهاية العشر الأوائل من رمضان عمليات نوعية، أهمها ما تم قرب منطقة سيدي عيسى في ولاية البويرة، حينما تم القضاء على مجموعة إرهابية مكونة من 4 أفراد، بينهم المكلف بالتنسيق بين المناطق في تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، الأمير بورياح رابح الشهير بـ “عياض أبو عبد الرحمن”. حيث قدمت المجموعة من القادرية وكانت في طريقها نحو ولاية تبسة عبر جبال بوكحيل. كما قضت على إرهابيين اثنين وأوقفت 8 آخرين بمنطقة عرق شاش جنوب غرب رقان بأدرار، بالموازاة مع تفكيك شبكات دعم وإسناد بالشرق والجنوب كانت تحضر لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مختلفة. وبعدها بأيام قليلة تمكنت قوات الجيش بمعية وحدات الدرك الوطني من القضاء على 3 عناصر إرهابية مسلحة، بعد اشتباك وتبادل إطلاق نيران بمحاذاة أحد المعابر الحدودية التونسية بولاية سوق أهراس، وقد أعلنت مصالح الأمن حالة استنفار قصوى على خلفية تدهور الوضع على الحدود مع تونس لإحباط محاولات تنقل الإرهابيين.
كما حققت وحدات الجيش عملية نوعية أخرى تمثلت في حجز كمية من الأسلحة الثقيلة والذخيرة الحية بإليزي، وبعدها بأيام تمكنت من القبض على 3 إرهابيين ببلدية قدارة غرب ولاية بومرداس، كما استرجعت 3 قطع سلاح نهاية الاسبوع، لتحبط بذلك محاولة هجوم مسلح على ثكنة بالمنطقة، وتزامن ذلك مع القضاء على إرهابي بمنطقة السحاريج بالبويرة وتم استرجاع سلاحه.
الخبر