السبيل - كشفت مصادر أمنية فلسطينية رفيعة المستوى في رام الله النقاب عن مخطط للقيادي المطرود من حركة "فتح" محمد دحلان، يهدف إلى تكثيف نشاطاته في عدة دول عربية، عبر شراء ولاء عدد من أفراد الأجهزة الأمنية الفارين من قطاع غزة قبل أكثر من سبع سنوات ومنتشرين في عدة دول عربية.
وقالت مصادر لوكالة "قدس برس" وطلبت الاحتفاظ باسمها، إن دحلان يعمل على شراء ولاء عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية الهاربين
من غزة إلى الجزائر بعد أن كثف نشاطه في مصر في الآونة الأخيرة، وقام بتوزيع مبالغ مالية على أكثر من أربعين من أفراد "الأمن الوقائي" السابق في غزة، عبر شخصين هما (س. ق) و(خ. ج) اللذان استدعائهما من غزة إلى مصر لتنفيذ مخططه في الدول العربية، والذي بدأ في الجزائر.
ولفتت المصادر ذاتها النظر إلى فشل الجهود التي بذلت على عدة مستويات من أجل التوسط وإنهاء الخلاف بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ودحلان، وقد شن الأخير هجومًا عنيفًا على عباس وقيادة السلطة عبر وسائل إعلام تبث من دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما فاقم الأزمة وجعلها تطفو على السطح، وكان التراشق الإعلامي بين الجانبين في المناسبات الرسمية وعبر منابر الإعلام التي تمثل السلطة.
وأشارت المصادر في رام الله إلى أن أجهزة السلطة الأمنية تمكنت من كشف خطة القيادي سمير المشهراوي، الذي يعتبر الذراع اليمنى لدحلان،
والذي أوعز لأنصاره في الجزائر باستئجار بلطجية للاعتداء على عناصر المخابرات الفلسطينية في الجزائر وهم (ياسر أبو قمر وتيسير بدارين ومصطفى ديب)، انتقامًا لدحلان من السلطة التي يتزعمها محمود عباس، وذلك كجزء من مخطط أشمل، على حد تعبيره.يشار إلى أن القيادي في المجلس الثوري لحركة "فتح" بسام زكارنة قد صرح لـ "قدس برس" قبل نحو عام أن محمد دحلان يدير شبكة مافيا وتجسس عالمية، انطلاقًا من مقر إقامته في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن جزءًا من "أفراد عصابته" يعملون في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال زكارنة في حينه: "إن دحلان مستمر بممارسة دور سيء ضد أبناء الشعب الفلسطيني سواء حركة "فتح" أو "حماس"، ويسعى بشكل دائم لتخريب جهود المصالحة، كما ويعمل ضد الإخوان المسلمين بمصر وممارساته خطيرة ومشبوهة، كما ويحاول ضرب وحدة حركة "فتح" من خلال محاولة شراء بعض الأشخاص أو ابتزازهم من خلال صور أو مواقف مشينة".
وتابع أن "دحلان يسعى للعودة إلى الضفة لقيادة منصب سياسي كبير، ويحاول شراء الذمم ويستخدم علاقاته ومعلوماته الأمنية السابقة من خلال تقديمها لأجهزة مخابرات دولية لتحقيق أهدافه".
وقال القيادي في المجلس الثوري لحركة "فتح": "لا زال (دحلان) يمارس الدور ذاته من خلال "فرق الموت" التي استجلبها من القطاع للإمارات وشكل من خلالها عصابة ومافيا للأعمال القذرة من التجسس والدعارة والاغتيالات"، مؤكدًا أن دحلان "يقوم بإرسال أموال لمجموعات خاصة به في الضفة الغربية وغزة ومصر وسورية وليبيا بالتعاون مع أجهزة مخابرات عالمية".