لكي نبدأ من البداية يجب ان نحدد مفهوما تقنيا للارهاب
الارهاب تقنيا هو تكتيك او استراتيجية تتخلص في استخدام العنف او التهديد باستخدام العنف من اجل ارضاخ الطرف الاخر للمطالب ايا يمكن طبيعة الطرف المستخدم للارهاب والطرف المتضرر منه او الذي يفترض ان يكون متضررا منه
الارهاب يمكن ان يتخذ طابعا مشروعا عندما يستخدم من اجل القضايا العادلة فمثلا قصف حماس للمستوطنات الاسرائيلية بالصواريخ ووضعها للمفخخات في الشوارع والباصات الاسرائيلية يعتبر ارهابا مشروعا يهدف الى اجبار المستوطنين على الرحيل وعدم تشجيع الموجودين في الخارج على القدوم والاستيطان في الاراضي المحتلة كما يمكن ان يتخذ عدة اشكال غير مشروعة مثل استخدامه من طرف منظمات متطرفين من اجل فرض منطقهم على الحكومة والشعب ويمكن ان يكون كذلك غير مشروع كحل خاطئ من اجل قضية عادلة مثل ان يقوم شخص غاضب من سوء معاملة الشرطة له في التحقيق بشن سلسلة اعتدائات بالقنابل تستهدف مراكز الشرطة دون تمييز
كما يمكن ان نرصد ارهاب الدولة وهو غني عن التعريف ولا اخبر منه بالحكومة الاسرائيلية التي تعتمد تكتيك مواجهة الارهاب بالارهاب
كما يمكن ان نرصد كذلك الشخصية الارهابية الغاضبة من المجتمع ويتميز هذا النوع بالميل الى العمليات الارهابية الفردية وارهاق مصالح الامن في تحديد الارهابي بسبب كونه منفردا لا منظمات ولا اتصالات ولا صلات وثانيا الاستهداف العشوائي لا يعطي قرائن او خيوط يمكن ان توصل لطبيعة الجهة المنفذة
لكن النوع الجديد من الارهاب الذي ظهر في اواخر القرن الماضي هو الارهاب العقائدي الايديولوجي اي عندما يصبح الارهاب عقيدة وليس مخرجا او حلا فلا يحاول منفذو هذا النوع من الارهاب الانضمام الى احزاب سياسية وتجريب الطرق الاخرى من اجل حل القضايا التي يعملون لاجلها بل يرون ببساطة المخرج مرسوما في استخدام الارهاب والمثال على ذلك اشهر من ذكره وهو تنظيم القاعدة والجهاد العالمي
اما الانترنت فهي لا يمكن ان تكون سوى وسيلة تواصل واشهار الا اذا تحدثنا عن لجوء المنظمات الارهابية لحرب المعلوماتية من اجل الاضرار بالبنى التحتية لتلك النظم للدول المستهدفة ما ينعكس على اضرار مادية لكن هذا المفهوم ينصهر مع مفهوم الجريمة الالكترونية والحروب الالكترونية بين الدول اضافة لكون المنظمات الارهابية تفضل استخدام عباقرة الحاسوب والشبكات لديها في مهمة سرقة الاموال من اجل تمويل انشطتها وكذلك ايجاد طرق تواصل آمنة بعيدا عن رقابة اجهزة الامن والاستخبارات اكثر من تنظيم هجمات منظمة على البنى التحتية بهدف التخريب واسع النطاق وتبقى الفكرة الرئيسية من الارهاب هي صنع حدث ميداني عنيف ذو اضرار محدودة مع تضخيمه الى اقصى الحدود معنويا