شهدت محكمة الرويبة، أمس الجمعة، طوقا أمنيا مشددا، فرضته فرقة البحث والتدخل التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر ''بي آر إي''، وذلك بعد تقديمها أمام وكيل الجمهورية لذات المحكمة تسعة متهمين ثبت ضلوعهم في قضية ترويج أكثر من 3 قناطير من الكيف المعالج، تتراوح أعمارهم بين 24 و45 سنة. ينحدرون من مناطق مختلفة من الوطن وبالتحديد من سانتوجان، سيدي الشحمي والسانية بوهران، إلى جانب متهمين من ندرومة بولاية تلمسان، أولاد ميميون، سيدي بلعباس، والعاصمة، يوجد من بينهم بارونات مخدرات كانوا محل بحث من طرف السلطات الأمنية منذ مدة، من بينهم المكنّى ''فريد الميكي''، المعروف بمدينة ندرومة، فضلا عن المدعو ''ق.ت'' المكنى ''قساحة'' إلى جانب كل من المكنّى ''بن كحلة، العجال ومسعود''. كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة 07.45عند وصول ''النهار'' الى محكمة الرويبة، حيث وجدنا سيارات ''بي آر إي'' سوداء اللون والبالغ عددها ستة سيارات رباعية الدفع قد طوقت المكان، بالرغم من أن الطرق المؤدية إلى المحكمة كانت خالية على عروشها، تزامنا ويوم الجمعة، وما لمحناه هو أن بعض أقارب المتهمين الذين كانوا على متن سيارات مرقّمة بولاية وهران، سيدي بلعباس وتلمسان، وبمجرد مرور دقائق معدودات راحوا يقتربون من الباب الرئيسي للمحكمة، لمشاهدة المتهمين الذين كانوا على متن السيارات خاصة. وكان أعوان الأمن في كل مرة يقومون باقتياد فرد منهم وتقديمه أمام وكيل الجمهورية للتحقيق معهم، كما أن الحصار الأمني الذي تم فرضه إلى ساعات متأخرة من النهار خلق الكثير من الضغط والاستياء لدى عائلات الموقوفين الذين عجزوا عن الحصول على أية معلومة. يالمقابل، كشف مصدر أمني لـ''النهار''، أن القضية التي عالجتها مصالح الأمن تعد الأولى من نوعها في تاريخ أمن ولاية الجزائر، بالنظر إلى الكمية الهائلة التي تم حجزها والمقدرة بـ3 قناطير و30 كلغ من الكيف المعالج، قائلا إن هذه العملية تضاف إلى تلك التي تم معالجتها مطلع شهر أكتوبر المنصرم والتي أفضت إلى حجز 90 كلغ من المخدرات. وعن ملابسات قضية الحال، قال المصدر، إنه فور ورود معلومات إلى مصلحة فرقة البحث والتدخل، باشر المحققون المهام الموكلة إليهم، أين تم الإطاحة بالعديد من البارونات التي أدخلت هذه السموم انطلاقا من مغنية، مرورا بمدينة جبالة الحدودية، وصولا إلى ندرومة ثم أولاد ميمون، سيدي بلعباس فوهران، وصولا إلى العاصمة وبالتحديد إلى الرغاية، أين تم إلقاء القبض على المتهم الرئيسي، كما تجدر الاشارة إلى أن المحققين تمكونوا أيضا من استرجاع سيارتين واحدة من نوع سامبول وشاحنتين من النوع الكبير كانت محملة بالمخدرات. من جهة أخرى، أمر وكيل الجمهورية في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال باحالة المتهمين جميعا أمام قاضي تحقيق الغرفة الأولى، الذي أصدر في ساعة متأخرة أمرا بالإيداع في حق جميع المتهمين، مع إصدار أوامر بالقبض في حق المتهمين الفارين. بالمقابل، تبين من خلال ما وقفنا عليه خلال تواجدنا بمحكمة الرويبة، تساهل أعوان فرقة البحث والتدخل مع أقارب الموقوفين، من خلال السماح لهم بإدخال ''السندويتشات'' والسجائر وكذا المشروبات خفية وبتواطؤ من أفراد الأمن، حتى أن واحدا من الشباب تمكن من إرسال حقيبة مملوءة بملابس إلى شقيقه الموقوف، في الوقت الذي منعنا من إنجاز عملنا، نظرا للطريقة ''اللاحضارية'' التي قوبلنا بها من طرف بعض العناصر.