بدأ حلم الجزائريين بالتنزه والسباحة في وادي الحراش يرى النور بعد الانتهاء من تهيئة الضفة الشمالية من الوادي على مسافة 05 كم الشهر الماضي، والتي ستُفتح رسميا للعائلات قريبا لتمتد المساحات الخضراء والشواطئ من الرغاية إلى ضفاف الوادي مرورا بمحطة تحلية المياه بالحامة، وهذا ما يعدّ مكسبا جديدا وثمينا للعائلات العاصمية التي تشكو قلة مساحات التنزه والاستجمام، وستكون المفاجأة الكبرى سنة 2016 إذ سيتحول وادي الحراش إلى أول قبلة سياحية للجزائريين على مسافة 20 كم ستكون عبارة عن حدائق وجسور وملاعب ومسالك للعدْو وركوب الدراجات، وسيتحول الوادي أيضا إلى أجمل مناطق السباحة والصيد بالجزائر.
لطالما اعتبر الجزائريون وادي الحراش نقطة سوداء لزوار العاصمة من الجهة الشرقية، ومنذ سنوات طويلة مثل الوادي عقدة نقص وكابوسا لسكان بلدية الحراش، لكن بعد ثلاثة سنوات وبحلول 2016 ستتحول هذه البلدية إلى قبلة وطنية للسياحة والاستجمام وممارسة مختلف أنواع الرياضات على الهواء الطلق، فمشروع تهيئة وادي الحراش الذي خصصت له الدولة ميزانية ضخمة قدرت بـ3800 مليار سنتيم، بدأ يرى النور بانتهاء جزء مهم من أشغاله الشهر الماضي، وهذا ما سيجعل العاصمة تتخلص من أكثر المناطق المسببة للتلوث والروائح الكريهة والأمراض المتنقلة، والأمر يتعلق بوادي الحراش ومفرغة واد السمار التي ستتحول هي الأخرى إلى منطقة للتنزه والاستجمام، وبهذا سيتغير الوجه السياحي للعاصمة التي ستقدم للجزائريين ثلاثة معالم سياحية مهمة أولها حديقة التجارب بالحامة والتي انتهت أشغال التهيئة فيها منذ ثلاث سنوات وتحولت إلى قبلة لعشاق الطبيعة، بالإضافة إلى حديقة وادي السمار التي ستكون أكبر حديقة على الهواء الطلق ووادي الحراش الذي سيكون أيضا من أكبر المعالم السياحية جمالا، والذي ستنتهي أشغاله سنة 2016 بتخليص المجرى المائي من الروائح الكريهة وتحويله إلى فضاء للراحة والاستجمام، وتقتصر عملية التهيئة حاليا على 20 كم من الوادي على حدود ولاية الجزائر من أصل المجرى المائي الذي يبلغ 67 كلم، أما المسافة المتبقية إلى غاية منبع الوادي في حمام ملوان فستكون قريبا محل دراسة.
وحسب مدير البيئة لولاية الجزائر فإن متنزه وادي الحراش سيُنجز بمقاييس عالمية ستبهر الجزائريين وحتى الأجانب، باحتوائه على مساحات خضراء واسعة تتوسطها مسالك للعدو وركوب الدراجات على ضفاف النهر، بالإضافة إلى 15 ملعبا بالعشب الطبيعي وأرضيات لممارسة مختلف أنوع الرياضة على غرار كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة.. ويحتوي المنتزه أيضا على العديد من المسابح على الهواء الطلق بالإضافة إلى حدائق ومساحات لعب للأطفال، وكشف المتحدث أن السباحة ستكون مسموحة في مياه النهر مثلما كان في السابق.
من جهته، أكد رئيس الجمعية البيئية "الجزائر الخضراء" لـ"الشروق" السيد مصطفى قماش أن تهيئة وادي الحراش ومفرغة وادي السمار سيغير من وجه العاصمة بعد ثلاث سنوات باستغلال أزيد من 600 هكتار من المساحات الخضراء والحدائق والملاعب والمتاحف الطبيعية، وهذا ما سيوفر على سكان العاصمة عناء السفر إلى الولايات المجاورة من أجل التنزه، وكشف أن وادي الحراش سيكون قبلة للجمعيات البيئية والأفواج الكشفية من أجل القيام بالرحلات اليومية والنشاطات الطبيعية خاصة في فصلي الربيع والصيف إذ سيتحول الوادي إلى شاطئ كبير للسباحة، وطالب المتحدث السلطات الوصية على المشروع بضرورة تخصيص مؤسسات لمتابعته بعد التهيئة بضمان نظافة الضفاف وجريان الماء.