مشروع كاميلوت

مقدمة

في عام 1963 وبعد حركات التحرر في فيتنام و الكونغو و بعد الثورات في كوبا و اليمن وجد الجيش الامريكي نفسه امام مفهوم جديد للحروب في العصر الحديث

حيث القواعد العسكرية تفقد دورها امام معارك مسلحة بدائية بعكس الحال في الحروب المنظمة متل الحرب العالمية الثانية او الحرب النووية. من هنا كان لا بد

من ايجاد بديل عن الوسائل التقليدية او الهاردوير للسيطرة. كانت هذه من مهام وكاله الابحاث العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الامريكية حيث اعتبر مجموعة

من الضباط ان العلوم الاجتماعية قد تكون البديل المحتمل او السوفت وير للسيطرة. لهذه الغاية تم تصميم مشروع دراسات اجتماعية لدول العالم النامي

او للدول الصديقة للولايات المتحدة تحت عنوان كاميلوت اشارة الى المدينة المثالية الخالية من الاضطرابات.

الهدف منه:

هدف مشروع كاميلوت لقياس أوللتنبؤ بالثورات او بحركات التمرد و اسبابها في بلدان العالم الثالث و العمل على ايجاد الوسائل المناسبة

للقضاء على مسبباتها او التاقلم السريع معها. مول المشروع من قبل الجيش الامريكي (4-6 مليون دولار) على مدى 3-4 سنوات

و بالتعاون مع منظمة الابحاث للعمليات الخاصة التابعة اسميا لجامعة واشنطن كالذراع العلمي للجيش الامريكي .

من مهام المنظمة اجراء التحليلات الاحصائية للبلدان الاجنبية و توفير احدث المعلومات العسكرية و السياسية و الاجتماعية لهذه البلدان و تقديمها للجيش بشكل فوري عندما يقدر الوضع العسكري بانه هام .

السنوات الاريعة الاولي للمشروع ركزت على امريكا اللاتينية و لكنها ايضا تضمنت بلدان في اسيا و اوربا و افريقيا (من الشرق الاوسط مصر, ايران و تركيا. من اوربا فرنساو اليونان …)

و كذلك من اهم اهدافه:

** أولاً، لابتكار الإجراءات لتقييم الإمكانيةِ للحرب الداخلية ضمن مجتمعات وطنية ومعرفة كيفية التفكيك الداخلي.

** الثانية، للشُعُور بنفس شعور الدرجات المتزايدة من الثقة تجاه الأعمال أو الخطوات التي قد تتخذها الحكومة للتخفيف من الشروط المُقَيَّمة كسبب لإمكانية الحربِ الداخلية.

** توفر معلومات تثير الذعر وبالطريقة التي تجعلها ثمينة لدى مكتشفيها ودون وضع حلول لها ...مجرد الذعر التفكيكي..

** نشر وسائل معلوماتية عن قدرات العالم الغربي مع التأهيل انه الحل الوحيد لمنظومة قوية ثابته..

** خلق الاعتمادية التامة على المنتج الغربي..


سبّبَ الاقتراح خلافاً كثيراً بين العلماء الاجتماعيينِ، العديد من الذي جادلوا بأنَّ مثل هذه الدراسةِ تنتهي باستعمال البحث العلمي الاجتماعيِ لتقوِية الحكومة المؤسَّسة

ولتنزيل حركات ثورية في أمريكا اللاتينية وأماكن قلقة أخرى.دولة تشيلي كانت ستصبحُ القضية القضائيةَ للمشروع،

لكن عالمَ الاجتماع النرويجيَ يوهان جالتونج، الذي كان قد دُعِى لِكي يكون مساهماً في المشروع، عمل بجدّ لإنذار العلماء الاجتماعيينِ التشيليينِ والأمريكيينِ من أغراض المشروع الحقيقية.


ألغي المشروع وتعرضت وزارة الدفاع الأميركية لنقدٍ متزايد وذلك لمحاولتها تخريب البحث الاجتماعي.

فشل المشروع ولكن الفكر القائم وراءه مازال فاعلاً. التدخلات العسكرية للجيش الامريكي في العالم ما زالت تبرر

كمهمة اخلاقية تجاه الشعوب و العلوم الاجتماعية تم استغلالها بالفعل لقيادة التغييرات الاجتماعية في بلدان مختلفة تحت شعارات الديمقراطية

و حقوق الانسان او بأدوات اصبحت تعرف بالسوفت باور.