بعد دخولها من الباب الواسع عالم البحث الفضائي من خلال إطلاق أول قمر اصطناعي لها "ألسات 1" ستشارك الجزائر المنظومة العلمية الدولية في برنامج بحث طموح حول أحد أكبر الألغاز في العالم المتعلق بالجزيئات الطاقوية الكونية.
تشارك الجزائر الى جانب 12 بلدا آخرا في مشروع المرصد الفضائي عبر الساتل الياباني التجريبي الذي يتعلق بإنجاز منظار خاص موجه لدراسة الجسيمات الطاقوية الموجودة في الفضاء الكوني و مراقبة دخولها الغلاف الجوي .
وعكس المنظار العادي الموجه نحو الفضاء سيتم توجيه المنظار التجريبي الجديد الذي يشارك في إنجازه علماء جزائريون نحو كوكب الأرض و سيحمله صاروخ (ياباني) و يوضع على قاعدة خارجية على مستوى المحطة الفضائية الدولية.
المشروع عبارة عن مرصد من صياغة جديدة يمكم من مسح أجزاء واسعة من الغلاف الجوي لكوكب الأرض من أجل كشف الجسيمات الطاقوية .
و من الأهداف التي تتوخاها هذه المهمة فك لغز مصدر هذه الجسيمات التي يعتبرها علما الفيزياء الفلكية من أكثر الجسيمات الحاملة للطاقة في الكون ودراسة كيفيات بلوغها كوكب الارض.
يشارك في هذه البعثة أهم الدول الرائدة في مجال البحث الفضائي و الصناعة الفضائية و منها الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و اليابان. و أفاد وزير التعليم العالي و البحث العلمي محمد مباركي أن المشروع يضم أزيد من 300 باحث معروفين عالميا من معاهد ووكالات بحث عريقة مثل الوكالة الأمريكية للأبحاث الفضائية و الفلكية و الوكالة الفضائية اليابانية.
و أوضح الوزير خلال ندوة صحفية بمركز تطوير التكنولوجيات الحديثة في بابا أحسن أن الجزائر تشارك في هذا المشروع ب31 باحثا من جامعات عنابة و قسنطينة و تلمسان و ميلة و جيجل و مركزي بحث و مركز تطوير التكنولوجيات الحديثة بوحدته في سطيف و مركز البحث في علم الفلك و الفيزياء الفلكية و الجيوفيزياء ببوزريعة.
سيشكل مركز تطوير التكنولوجيات الحديثة نقطة ارتكاز المشروع في هذا البرنامج حسب الوزير الذي أكد أن الاقتراح المالي للجزائر يبلغ مليون دولار و سيخصص لتنقل الباحثين لاقتناء المعارف و صياغة بعض أجزاء المنظار.
الى جانب الجزائر تشارك في المشروع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا و إيطاليا و المكسيك و جمهورية كوريا و روسيا و اسبانيا و سلوفاكيا و السويد و سويسرا و بولونيا و بلغاريا.
و اعرب الوزير عن ارتياحه لكون الجزئر بتجربتها الفتية في المجال الفضائي البلد العربي والمسلم والافريقي الوحيد الذي التحق بهذه الدائرة بعد سنتين من التقييم من طرف خبراء دوليين للقدرات و التكنولوجيات الجزائرية.
على الصعيد التقني يقترح المنظار الذي يبلغ قطره 2 65 متر مجالا فسيحا للمراقبة و(60 درجة اي ما يقارب 250 كلم ) و بالنظر لسرعته سيدور حول كوكب الارض في تسعين دقيقة.
إحدى عشر سنة مرة منذ إطلاق ألسات 1
جاء التحاق الجزائر بدائرة الدول الرائدة في مجال الأبحاث الفضائية تتويجا لجهود علماء و عاملي الوكالة الفضائية الجزائرية.
مرت أحد عشرة سنة منذ أن أطلقت الجزائر أول قمر اصطناعي لها لمراقبة الأرض "ألسات1" و كان ذلك في 28 نوفمبر 2002 انطلاقا من القاعدة الفضائية الروسية بليتسك. و منذ ذلك التاريخ أعدت الجزائر و أنجزت في إطار التعاون العلمي مع الهند قمرا اصطناعيا ثانيا لمراقبة الكوكب ألسات2أ الذي وضع على المدار في 12 جويلية 2010 انطلاقا من صاروخ هندي.
و كان مدير الوكالة الفضائية الجزائرية عزالدين اوصديق قد صرح حينها أن القمر الاصطناعي الثاني سيعززوجود الجزائر في الفضاء.
يتمحور البرنامج الفضائي الجزائري الذي يغطي الفترة بين سنتي 2006 و 2020 و الممول ب82 مليار دينار حول تطوير البحث الفضائي و تكوين مهندسين وطنيين و صناعة أقمار صناعية للمراقبة.
و حسب مصادر مقربة من الوكالة الفضائية الجزائرية هناك العديد من مشاريع الأقمار الاصطناعية التي ستطلق قريبا.
وأج