ما أن ظهرت الأسلحة النارية للوجود حتى بدأت المحاولات لتحسين فعالياتها خصوصاً في مجالي الدقة وسرعة الرمي، فبعد أن أدرك بعض العسكريين قدرات الأسلحة الجديدة أخدوا يفكرون بأسلحة يستطيع بواسطتها شخص أو اثنان من القيام بما كان يفعله عشرة من رماة البندقية القديمة، ولكن التحسين ظل بطيئاً رغم العديد من الأفكار الجديدة
إلى أن طغى التطور المعلوماتي على كل جوانب الصناعات العسكرية الحديثة، فظهرت أسلحة جديدة مدمجة مع أنظمة كمبيوتر واتصالات رقمية، فبات التطور لا حدود له، و ينذر بظهور أسلحة كارثية لا طاقة للإنسان بها، ولا نراها إلا في أفلام الخيال العلمي.
يعتبر نظام طلقة الزاوية (CORNER SHOT) من الأسلحة الجديدة المدمجة بنظام معلوماتي اتصالاتي للتتبع والتوجيه والإطلاق، وهذا النظام يعتمد على منصة ذات مفصل متحرك، يركب في القسم الأمامي منها مسدس أو رشاش، وتركب على المنصة الثابتة شاشة كاميرا فيديو ملونة قابلة للفصل، ويركب على المفصل المتحرك عدسة الكاميرا لتتبع الهدف، والجزء الخلفي يتكون من مخزن الطلقات والزناد والشاشة ومفاتيح التحكم، الجهاز من الوهلة الاولى يوحي بغرضه الأساسي، وهو القتال من وراء الجدران، وبالتاكيد فالبصمة الإسرائيلية موجودة في صناعة السلاح، كيف لا وهم من لايقاتلون إلا من وراء جدر؟ قال- تعالى -:(لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ) .
و قد أفاض أهل العلم في بيان طبيعة القرى المحصنة لليهود عبر التاريخ والتي كان من أحدثها خط بارليف الذي أقامته إسرائيل في حرب 1967، والجدار العازل الذي شرعت في إقامته سنة 2003 بعد أن سيطرت على أغلب الأراضي الفلسطينية.
السلاح: أمريكي-إسرائيلي الصنع، استغرق تصميمه وتصنيعه ثلاث سنوات، بدأ الإنتاج في شهر مايو سنة 2008، وتكلف النظام من 3000 إلى 5000 دولار أمريكي على حسب المعدات الإلكترونية وأنواع الأسلحة المجهز بها كمسدس بريتا 92 المستخدم من قبل الجيش الأمريكي، ومسدس غلوك وكولت أو بندقية رشاش من نوع M-16، أو قاذفة قنابل، ويمكن للكاميرا المدعمة للنظام من توضيح الرؤية لمسافة من 370 إلى 730 متراً على حسب دقتها، ويمكن تجهيز الكاميرا بنظام أشعة تحت الحمراء للرؤية الليلية، ويدعم النظام بإمكانية البث المباشر لغرفة العمليات.
وقد تم تصميم البندقية من قبل اختصاصيين في مكافحة الإرهاب، وحصلت على إعجاب قوات الشرطة والوحدات الخاصة في كثير من الدول.
ويسمح النظام بتحريك القسم الأمامي من السلاح إلى اليمين واليسار أو إلى الأمام تمكن المستعمل من التفتيش من خلف الزويا بأمان عن الأهداف من خلال كاميرا الفيديو التي ترسل المشاهد إلى شاشة، ويستخدم السلاح لتفتيش الممرات الضيقة في الشوارع أو الغرف بدرجة عالية من الدقة دون تعريض حياة الجندي للخطر.
السلاح فعال ضد الأهداف القاتلة التي تترصد الجندي خلف الزوايا في الحالات التكتيكية المتغيرة التي تصادف الوحدات الخاصة وقوات الشرطة التي تعمل في المناطق المبنية، وخصوصاً لدى اقتحام وتمشيط الأبنية. يمكن لهذا النظام أن يغير طبيعة العمليات ذات العلاقة العسكرية والأمنية بقدرته على تحديد الأهداف والانقضاض عليها بدقة عالية مع ما يعتبر عسكرياً بالحد الأدني من الخسائر البشرية.
وعلى حسب قول أحد مخترعي هذا النظام والخبير في مكافحة الإرهاب والقائد السابق لإحدى وحدات ما يسمى مكافحة الإرهاب الإسرائيلية: (أعتقد أن نظام طلقة الزاوية يمكن أن يكون مفيداً للغاية في الحرب العالمية لى الإرهاب، فهو يحمي الجنود، ويزيد من فرص بقائهم على قيد الحياة مع تحسين كبير في قدرتهم على جمع المعلومات وتحديد الأهداف والاشتباك معها من مواقع آمنة، بالإضافة إلى أن حالات القتال اليوم خاصة الصراعات منخفضة الحدة تنطوي على القتال في التضاريس الحضرية وداخل المباني المسكونة، إضافة إلى الدخول عنوة إلى الحافلات والطائرات والقطارات، وكل هذه العمليات من دون داع لتعريض العناصر البشرية للخطر، فهذا النظام يزيل الحاجة إلى المواجهة المباشرة مع العدو).
صمم هذا النظام للاشتباك مع العدو من جهة اليسار واليمين ومن الأعلى ومن الأسفل، ومن ثم الانتقال إلى مواقع إطلاق النار بسرعة كبيرة ودون الحاجة إلى إزالة اليدين عن السلاح، وهذا يقلل من زمن ردة الفعل، ويزيد من دقة الرمي في حالات الاشتباك المفاجيء، وبكل بساطة إن نظام طلقة الزاوية يمكنك من الرماية خلف ساتر كامل.
مميزات السلاح بالنسبة للمشغل:- النظام يلائم كافة المسدسات قيد الاستعمال حالياً.
- كما يوجد نموذج آخرمع قاذف مقنبلات من نوع M203 عيار40 ملم ذو طلقة واحدة، لكن مع شاشة تحتوي على شبكة خاصة للتسديد.
- كاميرا بشاشة عرض قابلة للفصل تحتوي على خطين متقاطعين للتهديف.
- أخمص قابل للطي.
- يمكن استعمال كاتم للصوت.
- تحتوي على بطارية قابلة للشحن والتبديل السريع.
مميزات السلاح بالنسبة لإدارة العمليات:
- بإمكان غرفة العمليات استقبال بث مباشر لمشاهد الخطوط الأمامية، وهذا يعطي إمكانيات أكبر لفهم وضع القتال مع زيادة فرص تحسين القرارات.
- تسجيل الاشتباكات و المعارك يسمح بتوثيق الأحداث الخاصة بالمعارك والمداهمات أولاً بأول ما يسمح باستخدامها في الأغراض القانونية والتدريب.
- استخدام شاشة إضافية على ظهر حامل نظام رمية الزاوية يسمح للضابط أو الجندي خلفه برؤية نفس المشاهد التي يراها حامل النظام ما يزيد من فرص دعم أفضل.
أنواع نظام طلقة الزاوية:1. نظام CSM:
يمكن أن يثبث عليه أفضل المسدسات العادية والأوتوماتيكية والنصف أوتوماتيكية (Glock, Sig sauer, Beretta ).
و حالياً يستخدم هذا النظام من قبل الوحدات العسكرية الخاصة ووحدات مكافحة الإرهاب.
- CSM يحول مسدسك إلى مسدس معياري كبندقية ذات ماسورة قصيرة قابلة للدوران والحركة في عدة اتجاهات، ويسمح هذا النظام للرامي بالتحكم في الاتجاهات بسرعة، وهذا يتوقف على اتجاه الزاوية المطلوبة، وعلى حسب التهديد المعادي، ويمكن من إرجاع الماسورة إلى الاتجاه الأصلي في أسرع وقت.
تم تصميم CSM ليكون سهل التعشيق مع المسدسات سالفة الذكر، وتم تركيب عدسات مقربة أمريكية الصنع مع إضاءة فلاش وعلى امتدادها شعاع ليزري لتحديد الأهداف بدقة، وعلى الناحية اليسرى من البندقية تم تثبيت فيديو كاميرا مدعمة بمواصفات خاصة بالاستعمالات الشاقة، وبفضل الدقة العالية للكاميرا يمكن مشاهدة الأهداف بوضوح من على مسافة 370 -730 متراً على حسب نوع الكاميرا المدعمة للنظام.
2. نظام mm 40CS:
يدعم هذا النظام حركة الماسورة يميناً ويساراً ولأعلى ولأسفل، ويعتمد على جميع السمات الأساسية للنظام CSM مع زيادة معدل النيران ومداها مع تدعيمه بقاذفة قنابل عيار 40 مم، ويتوفر هذا النظام للجيش والشرطة ولمنفذي العمليات الأمنية برامي قنابل عيار 37مم، وتم تصميم هذا النظام بالمقام الأول للمنظمات الحكومية والدولية ووكالات الحراسة وفرض القانون وخدمات الأمن.
ويمكن لهذا النظام الاستفادة من عدة أنواع من القنابل الشديدة الانفجار وقنابل الدخان والإنارة مع مظلة والقنابل المسيلة للدموع و المهيجة.
3. نظام CS-5.56 mm:
يحتوي على معظم الميزات السابقة، وهو مصمم لحرب المدن بواسطة دقته العالية وقوة النيران التي يتميز بها بذخائر من عيار 5.56مم، وعيار 7.62، و9 مم، ويتيح هذا النظام الرؤية من وراء زاوية، وهو متاح مع ذخائر البندقية M-16 وM-4 المضادة للأفراد والدبابات والمخترقة للأبواب المدعمة.
4. نظام Non-Lethal Solution CS-Paint:
يستند نظام NLS (نظام الحل السلمي) على ميزات وقدرات نظام رمية الزاوية الأصلي، وهومصمم أساساً ليناسب بندقية TIPPMANN) A-5)، واستخدم بنجاح للسيطرة على الحشود وإخماد الشغب باستخدام كرات الفلفل المضغوط، وهو مفيد أيضاً كأداة للتدريب باستخدام كرات الطلاء.
نظام طلقة الرمية ما هو إلا خطوة من خطى كثيرة بدا ت تخطوها المؤسسة العسكرية للحد من الخسائر البشرية التي يتعرض لها الجنود يومياً على مختلف الأصعدة ومختلف الجبهات الخيرة والظالمة على حد السواء.
ويسأل السائل: هل نحن بحاجة لهذه الأنظمة لحماية جنودنا؟ أم أننا يجب أن نوفر لهم الحد الأدنى من سبل السلامة الذي يفتقرون إليه كالتدريب وألبسة الحماية كواقيات الرصاص وخوذات الرأس وحتى الاستعمال السليم للأسلحة التقليدية من بنادق ومسدسات وقواذف وطرق تأمينها، فكم من روح أزهقت بسبب الاستهتار واللامبالاة، فنسأل الله السلامة والعافية.
..................................................................................منقول