اعتبر خبراء في الشأن الأمني الجزائري، التصريحات الأخيرة لقائد القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، بخصوص قدرة الإرهابي مختار بلمختار، المدعو بلعور في إعادة سيناريو تيڤنتورين، وتنفيذ هجومات مماثلة لعملية خطف الرهائن، مجرد تهويل وتخويف ومحاولة زعزعة الاستقرار الأمني للجزائر، باحثة عن "موطئ قدم" لها لإيجاد مدخل إلى المنطقة.
شدد اللواء عبد العزيز مجاهد، في تصريح لـ"الشروق"، أن التصريحات الأخيرة لقائد القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، بخصوص قدرة الإرهابي بلعور، على شن هجوم جديد على غرار الذي حصل في عين أميناس، هي مجرد تحضير للذهنيات والعقول بوجود أخطار في الجزائر، باحثين في ذلك عن "موطئ قدم" لإيجاد مدخل إلى المنطقة ومطاردة الإرهابي مختار بلمختار، لأن مثل هذه التدخلات لن تكون مؤقتة، مستدلا بما وقع في أفغانستان تحت غطاء ملاحقة بن لادن، وما تعرضت له جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية على يد النظام المغربي، متسائلا: "كم دامت تلك التدخلات العسكرية".
وعاد المدير الأسبق للمدرسة العسكرية المتعددة الأسلحة بشرشال، إلى تعليل موقفه المذكور عبر إثارة قضايا إستراتيجية مهمة على أجندة التدخل العسكري الذي سيكون ــ وفق رأيه ــ بداية لا نهاية لها ومن دون نتائج مضمونة، حيث يتساءل اللواء مجاهد، في هذا الشأن، هل هناك قواعد إمداد عسكري، من أين ستأتي القوة التي تغطي معركة ممتدة على منطقة تفوق مساحتها 2000 كلم، مشددا على أن أي تدخل عسكري في التاريخ يكون مسبوقا دائما بحملة دعائية لتحضير الأذهان والعقليات، وحملة إعلامية واسعة النطاق لخلق ذريعة التدخل في أي دولة، وهذا ما أردته قاعدة "أفريكوم" في الجزائر، مؤكدا أنه إذا كانت مهمة "أفريكوم" هو مكافحة الإرهاب، فلماذا لا تستعمل طائراتها بون طيار لمطاردة بلعور، مثلما تفعل حاليا في كل من أفغانستان والصومال ومالي وغيرها من الدول.
من جهته، حذّر الملحق العسكري السابق بمنطقة الشرق الأوسط، بن عمر بن جانة، في تصريح لـ "الشروق" من خطر التصريحات الأخيرة لقائد القوات الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، واصفا إياها بتخويف الجزائر والتقليل من شأن العملية التي قامت بها المؤسسة العسكرية في حادثة تيڤنتورين، والنجاح الباهر الذي حققته على مستوى جميع الأصعدة.
ومن ثمة فإن الهدف الأول والأخير ــ يقول العقيد المتقاعد بن جانة ــ ليس تحذير الجزائر من قدرة بلعور، على تنفيذ هجومات مماثلة لتيڤنتورين، بل وهو تخويف الجزائر ومحاولة إقناعها بضرورة تواجدها على أراضيها، والهدف يعرفه الجميع وهو تفعيل تجارة الأسلحة لصالح المركّب الصناعي الغربي، فلو كانت النية صادقة لقاموا ــ من وجه نظر المتحدث ــ باستغلال الوسائل والإمكانات اللازمة لمواجهة الوضع القائم، والقضاء على الإرهابي مختار بلمختار.
وفي سياق متصل، أبدت الجزائر على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أسفها "للحملة المغرضة" التي تشنّها بعض وسائل الإعلام الأجنبية بمناسبة الذكرى الأولى للاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف الموقع الغازي بتيڤنتورين في إن أمناس.
وقال أن الجزائر ترفض بشدة التقديم المغلوط، والادعاءات السخيفة الصادرة عن تلك الوسائل الإعلامية، التي من منطلق أفكار مسبقة قامت بتبرئة تامة لمقترفي ذلك الاعتداء الإرهابي الشنيع، وجعلت من عصابة من المجرمين لا دين لهم ولا قانون مفاوضين محتملين يستحقون التفاوض معهم".
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/191448.html