نظرية محدودية صلاحية الموقع الدفاعي .. وحل المشكلة

نظرية : كل موقع دفاعي بمقاييس المعركة التكتيكية هو موقع محدود الصلاحية زمنيا ويعتبر تمكن المهاجم من التغلب عليه وتجاوزه مسالة وقت وحسب .

البرهان على هذه النظرية :

- الموقع الدفاعي ثابت لانه يسد نقطة تقدم معينة في طريق العدو المهاجم
- التحصين ضروري لاي موقع دفاعي
- ميدان المعركة لايمكن ان يكون كله مثاليا لاقامة مواقع دفاعية متكاملة ومتصلة بنفس الفعالية العسكرية
- المهاجم عليه فقط ان يختار نقطة ضعف والتركيز عليها لخرق الدفاعات وبعدها تصبح عديمة الفائدة عسكريا لتجاوزها

- عند بداية المعركة تكون للموقع الدفاعي ميزات عديدة منها التحصين وعدم معرفة العدو بمدى قوة الدفاعات ومواقعها ونقاط القوة والضعف
- يبدا هجوم العدو سيئ امام موقع بشكل  دفاعي مثالي جيد التحضير حيث يتكبد خسائر في الاليات والافراد
- مع تواصل المعركة يتم كشف مختلف مواقع رمي الاسلحة الرئيسية والتبادلية ما يمكن من توجيه نيران الاسكات نحوها
- يتحاشى العدو النقاط القوية ويلجأ للتركيز على نقاط الضعف الحتمية الموجودة نتيجة طبيعة ميدان المعركة بقوة هجوم كبير وقوة نيران كبيرة
- تتأكل التحصينات بفعل النيران المباشرة وغير المباشرة للعدو
- يتم احداث خرق ومهاجمة الموقع الدفاعي جانبيا وخلفيا
- يسقط الموقع الدفاعي رغم تكبيده خسائر للعدو تكون عادة معتبرة

حل المشكلة :

- الاعتماد على مبدأ الدفاع العميق حيث يكون للدفاعات عمق معين وعند استهلاك مواقع الدفاع الامامية ميزاتها العسكرية يتم الانسحاب منها نحو مواقع الدفاع الاعمق مع مراعاة ان تصمم بطريقة تكشف مواقع الدفاع المتقدمة حتى تحرم المهاجم من ميزة اخذ مواقع نيران جيدة
- ينطبق نفس الكلام السابق ولكن بخسائر اكبر في صفوف المهاجم
- ينتصر المدافع اذا وصلت درجة الخسائر في صفوف المهاجم الى استنفاذ القدرة الهجومية
- اذا كان الهجوم مستمرا وكاسحا فلا حل الا باستعادة الموقع بالهجوم المضاد

اطالة فترة صمود الموقع الدفاعي :

- الدراسة الجيدة للموقع
- دراسة اساليب وطرق الهجوم ووضع تدابير مضادة لها كلها ( الاغارة - الالتفاف - الهجوم المباشر - الانزال الجوي - الانفاق )
- اعتماد التحصينات المموهة
- اعتماد سياسة صارمة وتعليمات واضحة للاسلحة عن مراحل فتح النيران (لتجنب كشفها من العدو )
- الاكثار من مراكز الرمي التبادلية التي تتمتع بنفس مميزات الاولية مع سهولة المناورة اليها
- وجود خطط التعزيز
- وجود خطط الانسحاب والهجوم المضاد
- الاستعمال الجيد والمؤثر للمدفعية
- اقامة ونشر الحواجز والموانع
- الاهتمام برماة البندقية ونصب كمائن في شكل مواقع اطلاق نار مموهة لحصد المهاجمين
- استعمال العبوات الناسفة والالغام المضادة للمجموعات
- التمويه والخداع

الحصيلة الثقيلة تكون عادة في صفوف المهاجم وهذا بشرط ان يكون هناك اي نوع من التوازن العسكري ولا يصلح مقياس حروب العراق وليبيا للقياس عليه

وعسكريا فالدفاع حالة ضرورية فلا يوجد جيش قادر على الاستمرار في الهجوم الى الابد وعندما يتوقف قد يفكر العدو في استعادة الاراضي بهجوم مضاد وقد تفرض عليك حالة الدفاع عندما لا تملك القدرة اللازمة للهجوم والذي يحتاج لقوة نيران كبير وعدد كبير وحركية عالية وسلاح دبابات بينما في الدفاع وبالاستعانة ببميزات التحصين والتمويه قد تكتفي باسلحة مضادة للدبابات والطائرات مع احتياج اعداد اقل من الافراد والاعتماد على استراتيجية ترك العدو يوقع نفسه في مرمى النيران هدفا سهلا وتحقيق اصابات مؤكدة لتقليص التفوق العسكري

وهناك معارك في التاريخ اختار فيها القادة اتخاذ موقف الدفاع وترك المبادرة للعدو رغم قدرتهم على الهجوم وذلك بغية تكبيد العدو الخسائر ثم القيام بالهجوم المضاد في افضل الظروف العسكرية والمعنوية