بعد استحضار هذه المؤشرات يمكننا البدئ في عملية التحليل وتركيب السيناريو او لنقل فك شفرته وطبعا نحن لا نستطيع الوقوف على كل التفاصيل والدقائق ولكن يمكننا رؤية الصورة الواضحة بالاعتماد على القرائن التي لا يمكن تمويهها والامر شبيه ببرامج مكافحة الفيروسات التي تعتمد على بصمات معينة في تواقيع الفيروسات لايمكن تشفيرها والا فلايعمل برنامج الفيروس فليس كل شيئ يمكن تزويره وتمويهه بطريقة متقنة
هذا العالم لا يسير بطريقة يدوية او عشوائية بل هناك نظام عالمي شامل تشارك في كل انظمة دول العالم وقد تتصارع فيما بينها وتتضارب مصالحها ولكن هناك خطوط حمراء وتوافقات دائمة ومستمرة حتى في حالة الصراع وكمثال على ذلك التعاون الامني بين المخابرات العراقية في زمن حكم صدام وبين المخابرات الامريكية ونفس الشيئ بالنسبة للمخابرات السورية برغم كل شعارات الممانعة والمقاومة !
ولكن ماعلاقة النظام العالمي بما يحدث ؟ الجواب هو كل العلاقة ! معذرة لمؤيدي نظرية المؤامرة وكارهي الثورات فالجزء القادم لن يعجبكم ابدا .. النظام العالمي فشل في التنبؤ واحتواء انفجار الشعوب العربية والثورات التي حصلت ادت الى كسر حاجز الخوف والخنوع الذي قيدت به الشعوب العربية لعشرات السنين وحكمت بالحديد والنار منذ انهيار واسقاط الخلافة العثمانية التي كانت رغم مساوئها خلافة اسلامية .
في سوريا فشل النظام العالمي في تقديم البديل واحتواء الموقف الذي خرج عن السيطرة وسطوع نجم التنظيمات الجهادية واقتناع الشارع السوري بها فسياراتها المفخخة انجع في القضاء على حواجز النظام التي تذل المدنيين واسلوب محاصرة واقتحام امطارات انجع في اسكات الغارات الجوية وتطبيق الاحكام الشرعية انجع في ارهاب الشبيحة ونقل الارهاب والخوف الى المعسكر الاخر واذا استمر الوضع على ماهو ينهار النظام السوري ويقوم محله نظام اسلامي يعلنها دولة اسلامية ومع امتداد رياح التغيير وروح الثورة سيحدث نفس الشيئ في دول الجوار وعدنها لايمكن لامريكا فعل شيئ لانها ستكون ضد الارادة الشعبية للشعوب العربية ولا يمكنها خوض الحرب بتلك الطريقة فالخسائر التي تكبدتها في العراق ضخمة رغم ان شعبية صدام في الحضيض ومكروه من طرف شعبه فما بالك خوض الحرب ضد شعوب اسلامية جهادية ! اذن سوف تبتلع الدوامة الاسلامية اسرائيل وتسحقها فما الحل لهذا الوضع الذي تسبب فيه اخطاء النظام العالمي وحماقة احد اعضاءه وهو النظام السوري ؟
الجواب يكمن في نقل الصراع الى مستوى اخر والقيام بخدعة استراتيجية هائلة وهي تشبه خدعة التنظيم الوهمي التي يقوم بها جهاز الامن الاسرائيلي لصيد المقاومين الفلسطينيين ولكنها اكبر واعقد واشمل وليس هدفها الاعتقال او التصفية او الابتزاز والمساومة بل استباق وتدمير النهضة الاسلامية المنتظرة والتي لابد من حصولها وفق القوانين الكونية فلابد للشعوب المغيبة والمستعبدة ان تفيق يوما وعندها لا يمكن مواجهتها مباشرة بل يجب نقل المواجهة الى مستوى اخر من الخداع الاستراتيجي !
قد يكون التنفيذ معقدا ومتشعبا ولن ندخل في تفاصيل اكبر منا وطرق ونظريات تدرس في كبرى المعاهد الامنية والعسكرية وفيها شهادات عليا ولكن الاستراتيجية باختصار هي انشاء تنظيم يدعي انه على منهاج الخلافة واستقطاب كل المغفلين والمخدوعين والمنافقين لكي يقوم بقتال بقية التنظيمات العسكرية الجادة الواقعية التي تشكل خطورة على الابن المدلل للنظام العالمي النظام السوري وتهد دبقيام خلافة اسلامية حقيقية في مرحلة لاحقة واستباقها باعلان خلافة مزيفة من طرف هذا التنظيم المصنوع في اقبية و مخابر المخابرات الاقليمية والعالمية وباعلان الخلافة يكسب شرعية دينية والاهم سلطة دينية قوية ومن لا ينخدع به يخاف من مخالفة الشرع ويبايع وبعدها يتم قتال بقية التنظيمات والقضاء عليها بعد زيادة القوة العسكرية لهذا التنظيم الذي صار خلافة وجند عشرات الالوف من المسلمين المخدوعين واما عن تسليحه فلا يمكن ان يكون مباشرا ولكن عبر انهيار وتفكك وحدات كبيرة من الجيش العراقي وترك العتاد والمخازن خلفها وهكذا تكون له الغلبة العسكرية فيحسم المعركة في سوريا لصالحه ضد بقية التنظيمات ويقضي عليها حجة انها ممتنعة عن المبايعة وشاقة لصف المسلمين واما في العراق فهو لن يحسم الامر بسبب التركيبة الطائفية وستبقى المناطق ذات الاغلبية الشيعية منيعة عليه
وبعد القضاء على التنظيمات التي تحارب النظام السوري وتثبيت دولة الخلافة الوهمية الناشئة وانشاء المقرات والمعسكرات والجيش الاسلامي والتوقف عن استعمال تكتيكات واساليب حرب العصابات سنشاهد لو نجح هذا المخطط اكبر عمليات القصف الجوي منذ الحرب العالمية الثانية للقضاء على هذه الخلافة المزعومة بالتزامن مع اكبر عمليات الانزال البحري والجوي والهجوم المشترك من القوات الامريكية والغربية والعربية الحليفة لهم وعملية عاصفة الصحراء نموذج واضح
النتائج :
- انقاذ النظام السوري الابن المدلل للنظام العالمي
- حماية اسرائيل من تهديد الخلافة
- القضاء على مشروع الخلافة الحقيقية في مهده
- كل من ينجو سيتم التعرف والقبض عليه وزجه في سجون بلده عندما يرجع وهكذا تم التخلص من اصحاب الفكر الجهادي
- تكريه المسلمين في مصطلح خلافة او دولة اسلامية او مجرد التفكير بها
- السماح بارساء اسس جديدة تبقي الشعوب العربية تحت سيطرة النظام العالمي الذي سوف يحكمهم باقنعة جديدة لا اكثر
- اضعاف تنظيم القاعدة بعد الاقتتال مع الخلافة المزعومة
- تدمير الدول العربية ماديا وبشريا ومعنويا وفكريا وهكذا لن تقوم قائمة لشعوب تلك الدول لعقود قادمة